الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري الشغب في المدارس ..كيف لماذا

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #53187
    أميرالجن
    مشارك

    قراءة في اتجاه العنف والشغب عند طلاب مدارسنا الإعدادية والثانوية

    في الأمس كنا نشكو من عنف الأستاذ تجاه طلابه الذي كان يصل، أحياناً، الى حدّ الضرب، والآن صرنا نشكو من العنف المضاد، أي من عنف الطلاب تجاه مدرسيهم العنف الذي يصل، في حالات غير نادرة، الى الحد نفسه، وتبرز اليوم ظاهرة إعراض تلاميذ مدارسنا الإبتدائية عن الذهاب المنتظم الى مدارسهم خوفاً من عقاب المعلمات لهم، سواء بالضرب أو بالتشغيل في اعمال الأذنة من مسح وشطف..، جنباً الى جنب ظاهرة «تهرب» بعض المدرسين من مهنة التدريس في المدارس الإعدادية والثانوية والانصراف الى اعمال ادارية أو مكتبية اخرى، وذلك رعباً من «عقاب» طلاب هذه المدارس لهم، سواء داخل قاعات وباحات المدرسة أو خارجها، أي في الشارع أو الحي والحارة أو في أي مكان آخر!!‏

    وبالفعل، يندر أن تسأل مدرساً واحداً عن أحوال أو ظروف تدريسه في تلك المدارس حتى يبادرك بشكواه من مظاهر العنف والشغب التي يتظاهر بها سلوك معظم الطلاب، وبالنتيجة رغبته بأي عمل آخر خارج دائرة التربية والتعليم. ورغم الجهود المشكورة التي تبذلها وزارة التربية والسيد الوزير شخصياً في سبيل تسهيل وتيسير ظروف عمل المدرسين في مدارسهم فإن الوزارة نفسها أخذت، مؤخراً، تعاني من عبء أو وطأة العدد الضخم من طلبات أو ملفات المدرسين الراغبين بالتفرغ للأعمال الإدارية أو التربوية الأخرى غير التعليمية.‏

    وأمام هذه الظواهر الخطيرة ذات المردود الخطير على العملية التربوية والتعليمية بوجه عام، وليس فقط داخل مدارسنا الإعدادية والثانوية، كان لابد لنا من محاولة البحث عن اهم اسباب تلك الظواهر السلبية. ولأجل هذا الغرض قمنا بتشكيل عينة من الطلاب تم اختيارهم من بين الطلاب المعروفين أو المشهودين باتجاهاتهم نحو الشغب والعنف ليس في مدرسة واحدة فقط، وانما في عدد من المدارس.

    ولدى سؤالهم عن السبب أو جملة الأسباب التي تدفعهم نحو العنف والشغب داخل قاعات مدارسهم وفي باحاتها جاءت إجاباتهم على النحو التالي:‏

    1­ أجاب (55%) من طلاب العينة المختارة أنهم لايرغبون بمتابعة الدراسة وأنهم تواقون لترك المدرسة في اقرب وقت ممكن. وأكدوا ان الشغب الذي يقومون به في المدرسة ويمارسونه تجاه مدرسيهم هوردة فعل عفوية على العنف الذي يمارسه الآباء معهم في سعي هؤلاء، أي الآباء، الى إكراه ابنائهم، رغماً عنهم، على الذهاب الى المدرسة ومتابعة الدراسة.‏

    2­ وبين (35%) من طلاب العينة أن حالة الشغب التي يظهرون بها داخل المدرسة وخارجها هو نتيجة مباشرة لعدم تفرغهم للدرس أو المدرسة. فهم يقومون بأعمال اخرى الى جانب آبائهم أو في أماكن عمل أخرى، وذلك تحت ضغط الظروف المعيشية المادية التي تعاني منها أسرهم.‏

    3­ هذا في حين أكد (10%) من الطلبة المختارين للعينة أن المدرس نفسه هو مصدر العنف لديهم. فالقصور العلمي الذي يظهر به المدرس ، في بعض الحالات، يشكل دافعاً لديهم نحو الشغب والفوضى لملء وقت الدرس الذي يبدو لهم مملاً الى درجة يفضلون عندها ممارسة الشغب على الاستماع أو الإصغاء للمدرس في قاعة الدرس هذا من جهة، وأما من جهة أخرى، فإن العلاقة «غير الأبوية» أو قل: القاسية التي يرتبط بها المدرس مع طلابه هي بدورها، وكما أكد ذلك طلبة العينة، تشكل دافعاً آخر يدفع بهم الى الارتباط بالمدرس بالعلاقة نفسها.‏

    وأما الاستطلاعات الميدانية التي قمنابها في أوقات متعددة سابقة للغرض نفسه، والدراسات الأخرى التي أجريت في هذا المجال، فقد اضافت الى الاسباب المذكورة الأسباب التالية:‏

    !­ المراهقة التي لم تسع الأسرة، بالدرجة الأولى، الى تهذيبها أو تثقيفها حيث يتغلب الجانب الواعي الإنساني لدى المراهق على جانبه الغريزي الحيواني، ففي حالات اجتماعية معينة يحاول الشاب المراهق فيها ان يظهر علامات شبابة أو رجولته ويعبر عنها بالتمرد على الآخرين والخروج عن تعليماتهم وارشاداتهم وفي مقدمة هؤلاء اساتذته في المدرسة .‏

    2­ الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تضع حجر الأساس الذي سيبني عليه الانسان فيما بعد سلوكه الاجتماعي داخل الأسرة وخارجها. وبالنتيجة، فإن الأسر التي يسودها سلوك العنف والشغب والفوضى والعادات السيئة الأخرى ، سواء فيما بين الأبوين أو بينهما وبين أبنائهما، هي من المصادر، وبالتالي الأسباب، الرئيسية لظاهرة سلوك بعض طلبة المدارس على هذا النحو الاجتماعي السلبي والخطير.‏

    3­ ثم ان سلوك العنف والإكراه سواء داخل المجتمع الواحد أو فيما بين المجتمعات هو، وكما بينت تلك الاستطلاعات، من الدوافع الكبرى التي تدفع الطلبة الى سلوك المسلك نفسه ولايكاد المراهق الذي يميل الى تقليد أو محاكاة هذا السلوك ان يكتشف حقيقة سلوكه السيء والخاطئ حتى يكون قد بات عادة يصعب عليه التخلص أو التملص منها فيما بعد.‏

    4­ والأفلام البوليسية ورياضات العنف وإثارة القوة، تلك التي تعنى بها دور السينما وشاشات التلفزة في بلدان عديدة وتبث عبر الفضاء الى أرجاء العالم كلها، هي من الأسباب المهمة لظاهرة العنف، ليس في مدارسنا فحسب وانما في مدارس العديد من البلدان الأخرى، بما فيها بعض البلدان المتقدمة علمياً وصناعياً.‏

    5­ واذا كانت مظاهر العنف التي يتمظهر بها سلوك بعض الطلبة في مدارسنا هي إحدى التعابير الحقيقية عن فائض النشاط وتسارع نمو القوة الفيزيولوجية أو البيولوجية لدى الطالب المراهق، فإن عدم تفريغ هذا الفائض وترويض هذا النمو هو سبب آخر لايقل أهمية عن سابقيه من أسباب ظاهرة الشغب لدى هؤلاء الطلاب. وبالفعل لقد بينت إحدى الدراسات التي اجريت في هذا المجال ان تدني طاقة النوادي والملاعب الرياضية على استيعاب اعداد كبيرة ومتنامية من الشباب في بلدنا هو من الأمور المسؤولة، الى حد كبير، عن مظاهر عرض القوة والفوضى التي يتظاهر بها الطالب المراهق امام استاذه في المدرسة وأمام الآخرين في أماكن اخرى.‏

    وعلى هذا النحو يبدو لنا بوضوح، أن اسباب هذه الظاهرة الخطيرة ومسؤولية تدبر الحلول الناجعة لها لاتعني جهة واحدة فقط، كأن تكون وزارة التربية مثلاً، وإنما تعني جهات عديدة، رسمية منها وأهلية في الوقت نفسه والحال، هناك حلول متوسطة أو بعيدة الأجل لهذه الظاهرة، كظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى كما انها تتطلب حلولاً آنية سريعة. ونرى ان إقامة مفرزة انضباط على مدخل كل مدرسة من مدارسنا الإعدادية والثانوية، وذلك على غرار ما هو عليه الحال في معاهدنا وجامعاتنا، هو في مقدمة الحلول الأخيرة العاجلة التي تحول دون أن يكون العقاب علاقة مباشرة بين المدرس والطالب الفوضوي المشاغب.‏

    ومع تحفظنا الشديد حول كيفيات العقاب وأدواته، فإننا نشير هنا الى حقيقة مهمة ذات مغزى عميق ودلالة كبرى، وهي ان الأجيال السابقة التي تعلمت في مدارسنا في وقت كان يسمح فيه للأستاذ بعقاب الطالب المسيء­ ولو بالضرب المباشر ­ هي اليوم عصب مشروعنا التنموي تكنولوجيا وثقافياً تماماً كما انها إحدى محركات التقدم العلمي والتكنولوجي في البلدان المتقدمة، واصارح القارئ ان كاتب هذه السطور لم يكن يعرف ماهو لون عيني معلمته خلال مراهقته لانحنائه الدائم امامها شعوراً بعظمتها وتقديراً لجهودها.‏

    من جريدة تشرين ، 14 كانون الثاني 2002

    #661640
    حسناء
    مشارك

    فعلا أمير كلها مبررات مقنعة

    وأنا أرى أن العنف ببساطة رد فعل طبيعي لما تحياه نفوس هؤلاء الشباب

    فبداخلهم معارك كاملة

    ستستغرب أمير

    هي الحقيقة فعلا

    شبابنا يحيا المتضاربات بداخله

    ما بين تقاليد مجتمعنا وبين الثقافات المستوردة من قبل الإعلام والانترنت

    بين الدين والدنيا التي يحيونها والتي تجذبهم بمغرياتها إليهم

    بين الأبوين اللذين ينصحان دائما وهما لا ينتصحان بما يأمران به أبناءهما

    بين احتياجهما للوالدين وبين انشغال هذين الوالدن عنهما

    هذه على سبيل المثال وليس الحصر

    تسلم أمير

    #661882
    أميرالجن
    مشارك

    العفو أختي حسناء واشكرك على المداخلة ،

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد