اندفعت أسعار النفط أمس في مسار صعودي لامست من خلاله مستوى 70 دولاراً للبرميل للخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية، بعد التوترات التي شهدتها الساحة السياسية بسبب الأنباء التي رشحت من أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تقدم على هجوم جوي على المنشآت النووية الإيرانية لثنيها عن المضي قدما في برنامجها النووي التي يتهمها الغرب بأنها ستمتلك سلاحا نووي من خلاله يهدد أمن المنطقة.

وأفضى هاجس شح إمدادات الطاقة الذي يساور المستهلكين نتيجة إلى عدد من المسببات منها توقف جزء كبير من إنتاج النفط النيجيري والذي يبلغ 2,5 مليون برميل يوميا جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها المليشيات في دلتا نهر النيجر مما عطل من عمل الشركات النفطية وإعادتها النظر في خططها الاستثمارية القادمة في ظل هذه الظروف الأمنية الحرجة، كما أن الوضع الأمني المتدهور في العراق والحالة السياسية المتوترة في فنزويلا والتي تعتبر إحدى الدول المنتجة الرئيسة في الأوبك وعدم استقرار تدفق النفط من بعض المنتجين في قارة آسيا ومنها اندونيسيا أكبر منتج للنفط في جنوب شرق آسيا وعضو منظمة الأوبك التي انخفضت صادراتها من النفط خلال شهر مارس الماضي بمقدار 14,1٪ عن الشهر الذي سبقه. حيث تراجعت الصادرات من 366100 برميل يوميا إلى 314400 برميل يوميا فاقم من تنامي الأسعار وصعودها إلى مستويات ربما تعانق 80 دولاراً للبرميل إذا ما تصاعدت وتيرة الأحداث التي تدور قرب منابع النفط.

إلى ذلك ارتفع خام ناميكس إلى 70دولاراً للبرميل قبل أن يرتد إلى 69,95 دولاراً للبرميل ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق منذ تسعة أسابيع ، كما ارتفع خام برنت إلى 69,65 دولاراً للبرميل وهو سعر لم يبلغه منذ شهر أغسطس الماضي عندما حققت الأسعار أرقاما قياسية تعدت 71 دولاراً للبرميل.

وارتفع خام وست تكساس القياسي إلى 69,50 دولاراً للبرميل، كما أدى شح إمدادات المواد البترولية المكررة إلى ارتفاع سعر الجازولين إلى 2,03 دولار للجالون وصعد سعر الغاز الطبيعي إلى 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

على صعيد آخر ارتفع سعر الذهب في بداية المعاملات الأوروبية أمس يوم الثلاثاء إلى 604 دولارات للأوقية متجاوزا مستوى 600 دولار للمرة الأولى منذ 25 عاما وسط إقبال صناديق الاستثمار على الشراء في دعم الذهب. وصعد سعر الفضة إلى 13 دولاراً للأوقية وارتفع البلاتين إلى 1097 دولارا للأوقية وصعد البلاديوم إلى 362 دولارا للأوقية