هذه الأبيات كتبت فيمن عجزت الأقلام أن تحصي فضائله وتحصر خلاله وتخط فضله (صلى الله عليه وسلم)

بقلم خميس المكدمي

1 يا صاحب النور أدرك صاحب الظلـم

ومُـنَّ منـك بـنـور لاح كالعـلـم

2 يا صاحب النور روحي ملؤها شغف

والبعد أرقني والنفـس فـي سقـم

3 فخلص القلب من حر اللهيـب فقـد

كواه فارتاع من بـأس ومـن ألـم

4 وأسبل الدمع يجـري هامعـاً هطـلاً

فوق الخدود يحاكـي حمـرة العنـم

5 وهدَّه الشوق لمـا سـار سائرهـم

من (الشريعة) نحـو البيـت والحـرم

6 شدوا المطايا وشدوا بينهـا جلـدي

شد الأسير على الأخشاب في عـزم

7 بالله حسبك حادى العيس قف فلقـد

أثرت في النفس شجواً صار بين دمي

8 وهيج الروح وجـداً مـن تذكرهـم

يوم الرحيل وأورى جـذوة الضـرم

9 كيف الأنام إلى قرب الحبيب مضـوا

وأنت تقعـد بيـن الأهـل والحشـم

10 أكل دهـرك تبغـي راحـة وهـوى

تمسي وتصبح مثل البهـم والخـدم

11 هلا نهضـت إلـى ساحاتـه عجـلاً

وسـرت تقطـع للقيعـان والقمـم

12 هلا نفضـت غبـار الغـي منتبهـاً

وقمت تتبـع درب المجـد والشمـم

13 وجئـت طيبـة والأشـواق واريـة

والدمع يجري على الخديـن كالديـم

14 تعطر النفـس مـن أرواح نفحتهـا

وتنعش الروح روح الظامـئ النهـم

15 يا طيبة الخير طار القلـب مرتجيـا

لقاك بعد زمـان الهجـر والصـرم

16 يا طيبة الخير طال العهد بـي وأرى

آن الأوان ليروى منـك كـل ظمـي

17 يا طيبة الخير إن القلب فيك هـوى

والحب ليـس وإن أخفـى بمنكتـم

18 هل يكتم الحب من شكـواه تفضحـه

كلا وخالق روحـي بـاريء النسـم

19 يا طيبة الخير مـن يهـواك أعـذره

ففيـك يرقـد خيـر الخلـق كلهـم

20 فيك الحبيب الذي ترجـى شفاعتـه

وفيك خير الورى ذو الفضل والشيـم

21 يا طيبة الخيـر والمختـار قدوتنـا

هادي البرية من عرب ومـن عجـم

22 بدر التمام وغوث الخلـق صفوتهـم

نما وشب علـى الإحسـان والكـرم

23 هـو الحبيـب رسـول الله قدوتنـا

نور الخلائق في الديجـور والظلـم

24 هو الحبيب أتـى للنـاس مرحمـة

أوصى وحث على الإكـرام للرحـم

25 إمامنا المصطفى أعظـم بـه نسبـا

أعظم به خلقاً مـن صفـوة الأمـم

26 أنعم بـه منقـذاً ممـا يحيـق بنـا

أنعم به بطلاً في الحـرب والضـرم

27 لما أتى الكون عم الغيـث وانتبهـوا

بعد الرقـاد وقـاد النـاس بالحكـم

28 في حرب داحس والغبراء كم فنيـت

كل العبـاد وذاقـت وطـأة الحمـم

29 والزور طبع وأكل السحت صنعتهـم

فـلا خـلاق ودب الضعـف بالقيـم

30 يستقبحون الهدى والجـور قائدهـم

إلى السفاسـف والتضـلال والوهـم

31 ويقتلــــــون إناثـاً عـنـد مـــــولـدهـا

من دون عـذر ولا ذنـب ولا جـرم

32 فحرر القوم مـن ظلمـاء موحشـة

شتان بين الهـدى والسيـر كالبهـم

33 أحيا به الله أرضا بعـد مـا جدبـت

وصارت الناس في الأخلاق كالغنـم

34 أراهـم الـدرب فارتاحـت قلوبهـم

بقوة النـور دكـوا هامـة الصنـم

35 وأشرقت كل أرض الله يـوم محـت

شموسـه كـل جـرم واهـن قـزم

36 وخصهـم بالكـلام الحـق إن لـه

على القلـوب شفـاء الهـم والألـم

37 هـو العجيـب ولا تفنـى عجائبـه

أس الهدايـة والأذكـار والحـكـم

38 به السمو لمن شـاء النجـوم وفـي

هجر الكتاب حدوث الحـادث العمـم

39 فاقرأ فديتك كي تحظـى بـه رتبـاً

كم بصَّر الذكر بالتبيان كـل عمـي

40 لما رأى محفل الأكيـاس أنـه بـه

درك السعـادة والجنـات والـكـرم

41 ساروا إليـه وعبّـوا مـن طريقتـه

الله أكبـر عـبّ الـبـارد الشـبـم

42 كم أنشأ الذكر طول الدهر من بطـل

طريقـة الصـدق والإيمـان يأتمـم

43 دربا عليـه يبيـد العمـر مجتهـداً

ليدرك المنزل السامـي مـن النعـم

44 وباع للـروح حبـاً كـي يخلصهـا

مـن الشدائـد والأسقـام والنـقـم

45 لمـا سلكنـا دروب الحـق رفعتنـا

فوق النجـوم بـلا شـك ولا وهـم

46 وحين حدنا هـوت رايـات عزتنـا

مستسلم العزم يقفـوا إثـر منهـزم

47 فكيف يظفر مـن خـارت عزائمـه

وجانب الحق فـي منظومـة القيـم

48 وكيف يسمق مـن جافتـه غيرتُـه

على النبـي وبـاع الديـن بالنَّعـم

49 وكيف يحظى بجنـات النعيـم فتـى

لم يحفظ العهد أو يبكي مـن النـدم

50 إن السعادة في حب الرسـول وفـي

تتبـع الحـق والتبـديـد للظـلـم

51 يا سيد الخلق قد تـاه الدليـل بنـا

واستفحل الكفر بعد الضعف في عظم

52 يا سيد الخلق قد ضاعـت كرامتنـا

حتى تراءت إلـى الأنظـار كالعــــــــــدم

53 يا سيد الخلق أعداء الورى سمقـوا

ونحن نقبـل مـــــــــــا يأتـون كالخـدم

54 يا سيد الخلق صوت الحـق منكتـم

رانت عليه خيــــــــوط الظلـم والعتـم

55 يا سيد الخلق نخـزى بعـد رفعتنـا

حتى تكالـــــــب سـرب الكفـر والغشـم

56 يا سيد الخلق إن القوم قـد وهنـوا

بعد السمـو وبعــــــــــــد العـز والكـرم

57 سيقوا إلى الذل والإركاس فانتكسـوا

سوق القطيـع بـلا حبــــــــــــل ولا لجـم

58 يا سيد الخلق كل الناس فـي سنـة

والصــــــــــــرح بعدك بين الكسـر والثّلـم

59 ياسيد الخلق هل قومـي سينتبهـوا

بعـــــــــــــــد العمايـة والأوهـام والحلُـم

60 لتزهر الأرض في أرجـاء ساحتنـا

ويبزغ النور بعــــــــــــــــد الجـور والظلـم

61 عد فالحقيقة غابت حينمـا غربـت

شمس الحقيقة خلـــــــف السحب واندمي

62 عد أيها البدر قد تصفـو مشاربنـا

ويسلم القلب مـن تطـــــــــــــــويقـة اللمـم

63 صلى عليك إله الكـون مـا بزغـت

شمس النهار وما حجــــــــــــــوا إلى الحـرم

64 صلى عليك إلـه الكـون ماهطلـت

على الديار فيــــــــــــــــــوض الغيـث بالديـم

65 صلى عليك إله الكون مـا سجـدت

كل الجبـاه علـى الأرضـــــــــــــــــــون والأدم

66 صلى عليك إله الكـون مـا تليـت

آي الكتـاب ومــــــــــــــــــــــــــد النـاس بالقلـم

67 والآل والصحـب والأخيـار قاطبـة

أهل المكارم مــــــــــــــــــــن عرب ومـن عجـم