أحبتي قراء ومبدعين

على الحان الأحاسيس والمشاعر تتغنى أحرفي
كما تتراقص نبضات قلبي لحظة وجودكم

أحبتي
دعوني أرتوي من بحر معانيكم وأبحر بين أحاسيسكم
وأتمنى أن تصل حروفي لقلوبكم

فحينما تتدفق المشاعر يكون للبوح عزف منفرد
بعيداً عن هاجس الأيام ليولد في النهاية حباً سكن قلوبنا
فهذه حال الدنيا وكل إنسان محروم من روعة التلاقي
وبرغم ذلك الحب الكبير إلا أنه لابد أن يأتي فيه الفراق برغم الحب

فلا أدري أيبكي قلمي أم سطوري هي التي تبكي
لتستوطن مشاعري لحظات قاتله
وبوادر نهاية قاتله أشبه بالموت
وتحاصرني أمواج من الصمت لتغادر وتعود
وأقضي ليلتي وحيداً بين حزنٍ وألم وكآبه

مشاعر غريبة وأحاسيس عجيبة
أريد أن أبكي أو أن أشكي ولا أعلم ما السبب

لذا سأردد بصوت جارح
أين المفر من هذه المشاعر الحزينة
فلا شيء سوى العذاب وأحزان القلب

تـوقفـوا
فأنا إنسان قد حاكت له الدنيا الحزن ثوباً يرتديه
سأتنفس وأستنشق من عمق حبري
ولا يهمني كيف سيكون لون حرفي

وأقسم لكم بأني أذوق متعة العذاب الممزوجة بلون الكتابة
عندما أكون مع نفسي لحظة إنتشال الأوجاع والآلام من أعماق نفسي
وما أعذب أن أستعذب العذاب وآآه ثم آآه عندما أرمي بوجعي هنا لأحترق

حروف وكلمات ومعاني
هي أشبه بالأوجاع التي لم يكتب لها الإكتمال
فكم هو لذيذ هذا التلاشي الذي أشعر به حد الإحتراق وحد الإشتعال
ونيراني متأججة ولا أعرف كيف تخمد في زمن الحلم
ولمن أهدي كلماتي وسطوة المرارة

ربما أدركت بحروف قلبي بين خفق وآخر
لأمسح دموعي بمنديل الصبر وأوهم نفسي بالفرح
وأرسم بخطوط حزن ودمـوع الغرام

ما أعظم هذه اللحظة
عندما يرتعش جسدي ويداهمني صمت يقسو ويحطم كل شكوى بداخلي
فلا أجد ظل من أعتدت عليها برغم وجود الشمس والضوء ورغم جبروت الصمت
وكم هو مغري وعظيم هذا الصمت
ليبعثرني ويداهم ليلي الكئيب لأبدأ بألمٍ جديد تائه بين الأفراح والأحزان

يا من تعنيكِ حروفي وأحزاني والآلآمي والمدينة الساكنة بداخلي
أي بكاء هذا الذي يباغتني فجأة ويحملني دمعاً ممزق الأشلاء

أقسم لكِ
سأهديكِ بكاء قلم على موت عصفت به ريحه وسكنتي أكفانه
فالدموع ما هي إلا سحابة حزن تمطرها العيون
وأُقسم أني مُتعب بطريقة لم تسبق لي
فلن أصرخ ولن تليق صرخة بألمي
أنا أعشق وأحب بل أتعذب

ليستمر الحزن والشقاء
في عالم لا أجد في نسائمه إلا عبق الهموم
وكلمات أثارت هواجسي فطابقت جسدي وأشعلت ثورة بدمي وعيني

ماذا أكتب غير
أحببت بجنون وعشقت بجنون وأشتقت بجنون وبكيت بجنون
فلم أعد أفهم هذا العشق المتناقض الذي كان سبب عذابي
فلم يعد هناك من أشكيه أو أكتبه

فلم يتبقى لي سوى حروفاً لأكتب ما تحس به نفسي
فلقد مللت هذه الحياة البطيئة ليبدأ كل شي بالإنهيار وتنتهي كل كلمة مني بالإنتحار
لأوقف هنا آخر أنفاسي ودمعتي هي التي برفقتي
عندها أبدأ بدون بداية وبدون نهاية

فما أعظم تلك الجراحات الغائرة
التي نحاول أن نسكبها في ذاكرة النسيان قبل أن تسكبنا خارج الحياة

وكم أدركت أننا لم نكن في الزمن الخطأ
بأيدينا نرسم دروب العمر ونعبرها بعد أن ننقش خُـطانا
وبنفس الأنامل المرتعشة غراماً
نكتب أسمينا على صخور الشواطئ لكل التفاصيل الهاربة
وفجأة يأتي سكيناً حاداًً ويطعن قلب الفرح

دعيني أجمع أشلائي فصافحيني وسامحي نبضي
أدرك أن صبري بدء ينفذ فلا أعلم يا عشيقتي
كيف أوضح ذلك الإحساس لكِ

غامرتي كثيراً وأندفعتي كثيراً في تهشيمي
بداعي الوحدة وبداعي القسوة
وتماديتي في جور ظلمكِ

أدرك بأنكِ تسيرين عكس تياري وتندفعين عكس إتجاهي
وتطمنيني من فزعي وخوفي برسم إبتسامة واثقة
لكي تزيدي الأسف من ترددي وإرباكي
في أن أشعر بالخوف أو أسبح وحيداً في بحر كبير من الوهم

همسه لكِ
نبتدي أو ننتهي كلها رحلة ضياع

حروفاً دامعة على صفحات فيض خواطري

ما أكثر ما تحوي حروفي الشجون وآلام
لقد تعبت نفسي وملت وطالت أيام السكون التي تسكن شخصي
وأيام الصمت التي تسكن داخل قلبي ليستمر الحزن والشقاء
فأشعلت ثورة بدمي وعيني
ولازلت أحيا بين سطور حروفي
ولازالت تسري بداخلي أحاسيس وكأنني أشعر بها لأول مرة

سأمحو كل مسودات كتاباتي بحضوركِ لتبقيـن أنتِ

فأرجوكِ توقفي هنا لحظة وتأملي وقبل أن تغادري هذه الصفحة
أرجوكِ وأتوسل إليكِ إذا أردتي في يوم الرحيل
فحققي لي أمنيتي

أن تكون خطواتكِ على ثرى قبري لأسمع خطواتكِ فوق جسدي

اللهم نقي قلبي من أردان ذنوبي
وأغفر لي زللي وأستر يا رب عيوبي
وأختم لي بالخير حياتي
ونوِّر قبري حين مماتي

عذراً لهذا البـوح
لا أعلم لما شيع الحزن قلمي
وكيف أنهمرت حروفي مطراًً

في إمرأة مثلها فـ للدموع بقية