لا يختلف اثنان في ان المنهج الرباني للتعليم هو خير المناهج طرا ليس فقط لانه صادر من رب الجلالة وهو الادرى بمكنونات خلائقة الذين استودعهم اسراره التي لا تنتهي ولكن ايضا لانه ثبت بالدليل الملموس انه منهج حياة وعمل يصلح لكل جيل ولكل وقت , ولما كانت الامم الغير مسلمة قد تخبطت في مدارسها الادبية والتي تمثل كل مدرسة من هذه المدارس منهج حياة متكامل مبتدئين بالكلاسيكية وغير منتهين بالدادائية ذلك انهم كلما وجدوا ان هذه المدرسة او تلك لم تعد تلبي متطلباتهم الحياتية الكاملة ابتدعوا نوعا جديد من المدارس واطلقوا عليه اسما يحاكي فترة ظهوره ونمط تقديمه وتجسيده لشخصية كتابه وهكذا كانت القفزات الادبية التي ظهرت بعد الحروب العالمية ومنها ((طفرات)) الهيبو او الهيبز التي درج الناس على تسميتها هكذا.
وقد بدا معظم شبابنا يحاكي هذه التقليعات والموضات من باب ((كل ممنوع مرغوب)) وتصديقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذه حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) واللفظ لمسلم ليجدوا ضالتهم في هذه المدارس وما كان ذلك ليحصل لو اننا اتبعنا في مناهجنا التعليمية اسلوب التحليل القراني للاية الشريفه في كتاب الله وكيف انها تماشت مع عصرها تماشيا دقيقا بنظام متوازن لا يقبل اللبس ولا يجد دعاة التحرر الزائف سبيلا للانتقاص او النيل منه .
ولكننا نرى في اغلب مدارسنا توجها علمانيا انسانا تكويننا وتفكرينا الاسلامي وصرنا محيرين بين هذا وذاك فلا العلمانيه استطاعت ان تساير الواقع لانها في الاصل مختلقة ولا استطاعت حكوماتنا ان تنتبة الى عظمة الرساله الاسلامية فتدرسها بمنظور حضاري متدمن ورحم الله القائل (( لو عرض الاسلام بصورة صحيحة لكل الناس لما تخلف احد عن قبوله)) ولكن المسؤولين عن الامر عرضوه بشكل مشوه فوجد الشباب ضالتهم في غيره فتمسكوا بها وما عرفوا ان تمسكهم آيل الى زوال لانه تمسك مرحلي لا اكثر.
فلا بد لنا والحال هذه من ان نعرض الاسلام بشكل تعليم عصري يفهمه الشباب على قلة علمهم ووعيهم ودرايتهم وان لا نترك الفضائيات الليلية والمهرجانات النهارية تفرض قيمها وفكرها على شبابنا وبناتنا ((قالوا بل مكر الليل والنهار اذ تامرونا ان نكفر)) وان نتكفل بهذا الجيل اصلاحا وتوجيها وارشادا لكي نفهمه دينه بالشكل الذي لا يجعله ينفر منه بل يتمسك به ايما تمسك.