الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري الفروق الفردية لدى أطفال ما قبل المدرسة

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #50942
    أميرالجن
    مشارك

    الفروق الفردية لدى أطفال ما قبل المدرسة
    ( من السنة الثانية حتى الخامسة )
    تغدو الفروق الفردية والفئوية واضحة تماماً في عدد من الجوانب خلال سنوات ما قبل المدرسة 0 يرجع عدد من تلك الفروق إلى عوامل مترابطة متفاعلة فيمكن مثلاً إيضاح الكثير من الفروق في أطر الطبقة الاجتماعية والأصل العرقي والمستوى الثقافي الفئوي والمجتمعي 0 وبغية الإيضاح سوف نتفحص بعض تلك العوامل بصورة منفصلة دون أن ننسى التفاعل الهام الذي يعمل فيها

    الذكاء
    أن روائز الذكاء لعمر الثالثة وما بعده تغدو أدوات تنبؤية تتمتع بدرجة من الثبات والصدق تفوق كثيراً نظيرتها لروائز المرحلة السابقة 0 ويمكن بسبب الثبات النسبي لمعامل الذكاء العملي خلال هذه الفترة استخدام الروائز لتقدير مساهمات العوامل المحيطية في الذكاء العملي 0
    الفروق الفئوية في الذكاء :
    قورنت فئات متماثلة البنية ( أي يفترض أن تكون ذات أصل وراثي واحد ) في الذكاء فلم تمكن الفروق العقلية القائمة بين فئة وأخرى من اتخاذ أي حكم قاطع بصدد تأثر الذكاء بكل من الوراثة والبيئة 0 وبتعبير آخر لم يكن بالإمكان في مثل تلك المقارنات عزل العامل البيئي عن العامل الوراثي 0 وبنتيجة ذلك تعذر تحقيق الهدف الذي يتمثل في تحديد دور العامل البيئي في الذكاء 0
    أما مقارنة الفئات مختلفة البنية ذات الأصول الوراثية المتباينة والتي تهدف إلى تحديد دور العامل الوراثي في الذكاء فتمكن بدرجة ما من عزل العامل الوراثي عن العامل البيئي 0
    وعلى أي حال لا بد للدراسة العلمية الصحيحة من أن تتجاوز الحدود الفئوية وأن تميز الفروق القائمة بين فئة وأخرى 0 ومن المفيد والممكن معاً عد الفروق داخل الفئة الواحدة دليلاً جيداً لأثر العامل البيئي خاصة وأن للفئة الواحدة أصلاً وراثياً يفترض أن يكون واحداً 0
    أثر المكانة الاجتماعية والاقتصادية في الذكاء :
    تتفق نتائج الدراسات كلها على أن الذكاء يرتبط إيجابياً بالمكانة الاجتماعية والاقتصادية للفرد 0 تقاس المكانة الاجتماعية والاقتصادية بمجموعة إجراءات تشمل مستوى التحصيل الدراسي للوالدين ودخلهم 0 وبهدف كشف دور المكانة الاجتماعية والاقتصادية في الذكاء حددت معاملات الذكاء ومدى ترابطها بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي عند مختلف الفئات العرقية للسكان ولقد تبين أن معامل الذكاء يترابط مع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لأطفال ما قبل المدرسة السود بمقدار 0,24 والبيض بمقدار 0,33 ولم يتخط معامل الترابط بين الذكاء والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للأمريكيين الهنود درجة الصفر 0 ولقد أجريت دراسات أخرى بهدف مقارنة متوسطات معاملات الذكاء للبيض وللسود من الطبقات الاجتماعية كلها وتوصلت إلى تأكيد وجود فروق بين معاملات ذكاء مختلف الطبقات 0 إلا أن تلك الفروق لم تكن على درجة كبيرة من الوضوح 0 إن الأمر في جملته مشابه لمعاملات الترابط السابقة 0 إذ تدل تلك المعاملات على وجود ترابط ملموس بين الذكاء والمستوى الاجتماعي الاقتصادي لكن نسبة الترابط لم تتعد الجذر التربيعي للرقم 0,35 والرقم 0,30 أي أن تلك النسبة تراوحت حول الخمسين بالمئة ولم تتجاوزها يبدو أن السبب في ذلك يرجع إلى ضرورة توفر قدر محدد من الذكاء للنجاح الاقتصادي في المجتمع 0 وهذا القدر من الذكاء يكون مسؤولاً عن ترابط المستوى الاجتماعي والاقتصادي بمعامل الذكاء 0
    الفروق العرقية في الذكاء :
    قدمت في أواخر الستينات محاولة لإيضاح الفروق بين السود والبيض في الذكاء غير أن تلك المحاولة استندت إلى فرضية متحيزة لصالح البيض إذ تدنت نقط السود عن المتوسط كثيراً فاقترح جنسون ( 1969 ) أن السبب قد يرجع إلى الوراثة أكثر من رجوعه للمحيط 0 وجمع الباحث قدراً كبيراً من الأدلة الإحصائية تدعى فرضيته ولكن الفرضية أثارت قدراً واضحاً من الجدل 0
    أشرنا من قبل إلى عجز معامل الذكاء عن قياس المساهمات الوراثية في الذكاء عند الفئات المختلفة ولعل ذلك هو الخطأ الأساسي في نقاش ( جنسن ) ولقد كتب العالم ريتشارد لونتين R.Lewontin في هذا الصدد ( إذا كانت لفئتين درجة وراثية رفيعة بصدد صفة ما وكان بين الفئتين متوسط فرقي فهل يكون الفرق وراثياً بمجمله ؟ ثمة احتمال أن الفئتين تختلفان وراثياً بسبب تاريخ سابق من الانتقاء التفريقي لنمط وراثي يثبت التباين النوعي 0
    والاحتمال الآخر هو أن الفئتين قد تختلفان نوعياً بسبب أحداث تاريخية ترجع إلى التعيين النوعي دون انتقاء تفريقي 0 وثالث الاحتمالات هو أن تكون الفئتان متشابهتين لكنهما تعيشان في أوساط يختلف بعضها عن بعض الآخر ببعض العوامل الحرجة المحددة تحدث تلك الحالات كلها في الطبيعة وقد تتكرر ولا يمكن إلصاق احتمال قبلي بها ( لوتين 1976 ص109 ) 0
    إن الحجة الأساسية في مناقشة ( جنسن ) هي أن اتجاه الفرق بين البيض والسود يكشف فرقاً نوعياً عميقاً 0 ولكن ليس لمسلمة (جنسن ) هذه ما يسوغها حتى ولو تأكد وجود فروق لا يستهان بها بين السود والبيض في الصبغيات المؤثرة في معامل الذكاء 0 إضافة إلى ذلك فإن إزالة الفروق المحيطية لا يعني ببساطة تضيق الثغرة في التحصيل بين السود والبيض وإنما قد يؤدي بسهولة إلى تضييق الثغرة في الاتجاه الآخر بحيث يتفوق السود على البيض في المتوسط ( ليونتين ،1976،ص 109)0 من جهة ثانية نجد مناقشة جنسن خاطئة من وجهة نظر علم النفس0 فالباحث يفترض أن معامل الذكاء قياس متساوي الصدق للفروق الوراثية الأصل سواء بين الفئات أم داخلها 0 الا أن الروائز ، وخاصة تلك التي استخدامها جنسن ، تقيس الصفات المختلفة بين الفئات وليس داخلها فروائز الثبات التي وضعها بياجه، مثلا ، تعطي تقويما معقولا للنمو المعرفي الادراكي لاطفال من أوساط متماثلة 0 أما عندما يراز أطفال من أوساط متباينة ، فإن أي فرق بين الفئات سوف يعكس النمو والوسط على السواء0 إضافة إلى ذلك لا بد من التسليم بتماثل الوسط لتحديد الفروق داخل الفئات 0 وعلى هذا الاساس يمكن عد معامل الذكاء قياسا معقولا للفروق داخل الفئات، وذلك لتحديد أثر الوراثة والمحيط ، عندما يمكن التسليم ببثات الوسط واستمراريته0
    أنماط القابلية في الفئات العرقية :
    تقوم روائز الذكاء مدى واسعا من المهارات والقابليات ، وتمكن نتيجة لذلك من رسم مشاخص( Profiles ) توضح إنجاز الفرد في مختلف القياسات0 يمكن في رائز ((فكسلر)) للأطفال مثلا، مقارنة إنجاز الفرد العملي بإنجازه النظري ، كما يمكن مقارنة نتائج الفرد في كل رائز فرعي بنظيرتها في بقية الروائز 0 ويستخدم التحليل العلمي لتحديد أنماط القابليات في مختلف الفئات ويساعد على اختيار الفرضية التي تدعي أن واحدة بعينها من مجوعات الروائز تتشبع بعامل عقلي واحد يقاس بصيغ مختلفة 0 وتتسع الفرضية لتشمل الروائز كلها أن رأى الباحث ضرورة لذلك 0 والمألوف أن يفترض الباحث عاملا واحدا أو ذكاء عاما تتشبع به الروائز كلها التي تقيسه بصيغ مختلفة 0 كما أن بوسع الباحث افتراض عامل أو عدد من العوامل تتشبع بها مجموعات معينة من الروائز مثل روائز القدرات الطائفية والخاصة0
    استخدم التحليل العاملي لاختبار ثبات البنية العاملية للذكاء في الفئات ذات الأصول العرقية المتباينة 0 تبين من إحدى الدراسات أن البنية العقلية واحدة عند الأطفال بين الخامسة والتاسعة بيضاً وسوداً على السواء 0 ولم تبتعد الدراسات الأخرى في نتائجها عن الخط العام الذي يؤكد وحدة البنية العقلية لفئات الناس كلها على الرغم من أنها وجدت تبايناً طفيفاً في أنماط البنى العقلية لفئات من أصول عرقية مختلفة 0 والسؤال الذي يبقى معلقاً يتخطى مشكلة تشابه العوامل في مختلف الفئات متسائلاً عن بروز هذا العامل أو ذاك في هذه الفئة أو تلك 0
    حاول أحد الباحثين الإجابة عن هذا السؤال 0 شمل مبحوثو تلاميذ السنة الأولى من صينين ويهود وسود وبورتوريكيين وتساوى عدد البنات مع عدد الصبيان في الدراسة وتوازنت العينة في الأصل الاجتماعي الاقتصادي لكل طائفة عرقية 0 أعطي الصغار روائز قابلية عدلت لتلائم الخبرات الماضية لكل فئة ولتخفف من أثر انعدام خبرة الأولاد في الروائز ومن أثر التوافق بين الفاحص والمفحوص 0 وبنتيجة الدراسة وجدت فروق جدية في القابليات الأربع المنطقية واللغوية والتذكرية والمكانية بين مختلف الفئات كما وجدت علاقة قاطعة بين نقط المستوى الاجتماعي والاقتصادي وبين نقط الفئات المختلفة في القابليات الأربع 0 وتأكدت النتائج في دراسة أخرى وعلى الرغم من أن بعض الباحثين قد تحدى النتائج السابقة إلا أننا نشعر بعدم أهمية التحدي والنتائج المترتبة عليه وذلك لصحة الدراسات الأصلية وسلامتها المنهجية 0
    وفي دراسة أخرى قورن أطفال السنة الرابعة الفقراء من اصول صينية وإيطالية وسود وبورتوريكيين 0 طلب إلى الأولاد تصميم مكعبات والتعرف على أجزاء شيء ما وفهمها ونسخ الأشكال الهندسية كما أعطيت لهم روائز في الطلاقة التعبيرية 0 تميز الصينيون في بناء المكعبات والتعرف على الأجزاء وتميز البورتوريكيون في رائز الطلاقة اللغوية 0 وأجريت دراسات مقارنة بين السود والبيض في رائز فكسلر للأطفال فتميز السود في الروائز اللفظية وتخلفوا في الروائز العملية أما البيض الذين عيرت الروائز عليهم في الأصل فقد تساوى تحصيلهم في مجموعتي الروائز 0 وتباين إنجاز أطفال الرابعة السود والبيض في رائز ستانفورد بينه فارتفعت نقط السود في روائز الفهم والذاكرة ارتفاع نقط البيض في روائز الحكم والتفكير 0 وفي دراسة أخرى لأطفال الرابعة تم روز البيض والسود في ستة من العوامل هي الفهم اللغوي والطلاقة الفكرية والسرعة الإدراكية والتفكير الصوري ومدى الذاكرة وذاكرة الصور فلم يتفوق الأطفال البيض على السود إلا في روائز الفهم اللغوي 0 تشير الأدلة المنوه عنها إلى تشابه البنية الفكرية للأطفال من مختلف الأصول العرقية كما تشير في الوقت نفسه إلى تباين مستوى الإنجاز من فئة لأخرى في هذا الرائز أو ذاك ولا يمكن الاعتماد على الدراسات السابقة في معرفة أسباب التفوق في القابليات العقلية المختلفة أهي وراثية أم ناجمة عن عوامل ثقافية اجتماعية صرف 0

    الفروق بين الجنسين
    مما لا شك فيه أن هناك فروقاً كبيرة بين الصبيان والبنات في مرحلة ما قبل المدرسة تختلف أسبابها من صفة عقلية لأخرى 0 ويبدو أن تلك الفروق ترجع إلى عوامل حيوية واجتماعية متضافرة 0 أما منشأ تباين صفات الشخصية فربما يرجع بعظمه إلى الوسط الاجتماعي 0
    القدرات العقلية :
    يعتقد الكثيرون أن البنات أقدر على أداء المهمات اللفظية من الصبيان الذين يتفوقون عليهن في مهمات تقوم على الادراك المكاني والفهم الميكانيكي 0 ويؤكد ماكوبي وجاكلين اللذان جمعا وقائع ضخمة في هذا المجال وجود فروق كبيرة في النمو اللغوي 0 فالبنات يبقين متفوقات على الصبيان حتى السنة الثالثة من العمر حيث يلحق الصبيان بهن وتستعيد البنات تفوقهن حوالي السنة الحادية عشرة وفي دراسة أخرى أبدى الإناث ومنذ سن مبكرة تفوقاً واضحاً في القدرة اللغوية واستمر هذا التفوق مدى الحياة 0 وقد أوضحت الملاحظات على الأطفال جميعهم سواء في ذلك العاديون والنوابغ وضعاف العقول أن البنات يبدأن في الكلام قبل الأولاد 0 كذلك وجد أنه في الأعمار جميعها تكون نسبة الإصابات باضطرابات الكلام أو التأخر في القراءة أقل كثيراً عند البنات منها عند البنين 0 وقد أظهرت البنات تفوقاً مستمراً في روائز سرعة القراءة والألفاظ المتشابهة والمتضادة وتكميل الجمل وإعادة ترتيبها 0 وربما يعزى تفوق البنات في العديد من روائز الذكاء اللفظية إلى القدر الكبير الذي تتضمنه في النواحي اللغوية واللفظية ( أنستازي 1969 ص605 ) 0
    ليس ثمة ما يؤكد الافتراض القائل بتفوق الصبيان على البنات في قابلية إدراك المكان إذ أن الحكم بتفوق أحد الجنسين على الآخر يصطد بالعجز عن تحديد قابليات إدراك المكان ووسيلة قياسها 0 وعلى العموم فعندما تبرز فروق الأداء في قابليات ادراك المكان بين النسين يتفوق الصبيان على البنات ولقد أكد ماكوبي وجاكلين أن تفوق الصبيان على أندادهم البنات في القدرة المكانية يظهر في سن المراهقة ويستمر في سن الرشد حيث يثبت ويستقر 0 هذا وقد لوحظ باستمرار أن الذكور يمتازون دائماً في مختلف نواحي القدرة الميكانيكية 0 ويتفوق الذكور عادة في روائز لوحات الأشكال والصناديق المحيرة والمتاهات وروائز الحل والتركيب وغير ذلك من أنواع الروائز التي تدخل ضمن مكونات مقاييس الذكاء العملية 0 إلا أن الإناث أبدين تفوقاً واضحاً في اختبارات المهارة اليدوية والرشاقة في استخدام الأصابع 0 ( أنستازي 1969 ص604 ) 0
    أخيراً لم يجد ماكوبي وجاكلين في مراجعتهما للفروق الجنسية في القابلية الكمية والتفكير التحليلي والمنطق أي فرق بين الذكور والإناث إلا في المراهقة 0 وحتى في سن المراهقة فإن أكثر الدراسات تنفي قيام فروق جنسية كبيرة في القابليات المشار إليها 0 وكل ما يقال الآن هو التأكيد بنفي الفروق الجنسية في تلك القابليات في مرحلة ما قبل المدرسة 0

    صفات الشخصية :
    تشمل الفروق بين الجنسين كثيراً من جوانب السلوك وتعكس تبايناً واضحاً في صفات الشخصيتين الذكرية والأنثوية 0 ولاشك أن التباين في صفات الشخصية بين الجنسين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة الاجتماعية 0 وبهدف الكشف عن الفروق الجنسية في صفات الشخصية سندرس أثر تلك الفروق في استقلالية الإدراك واللعب والعدوانية 0
    عرفت استقلالية الحقل الإدراكي بالميل لتوجيه الفرد لمحيطه المباشر في إطار دلائل تنبع من داخله أما اتكالية الحقل الإدراكي فتعرف بالميل لاستخدام الدلائل الخارجية لتوجيه المحيط المباشر للفرد 0 ويكون الطفل الذي ينتظر توجيهات أقرانه أو الراشدين ليؤدي عملاً ما اتكالي الإدراك خلافاً لنظيره الذي يقوم الموقف ويفعل ويقرر ما يراه ملائماً فهو استقلالي الإدراك والاستقلالية والاتكالية سمتان بارزتان في الشخصية البشرية تؤثران في الكثير من ضروب سلوك الفرد 0
    تؤكد أغلب الدراسات ميل الإناث طفلات وراشدات لأن يكن اتكاليات النمط الإدراكي خلافاً للذكور الذين يتميزون باستقلالية النمط الإدراكي 0 وقد حاول بعض الباحثين إرجاع الفروق المذكورة إلى القوالب الفكرية القبلية المميزة للبيئة وما تلقيه من ضغط على المرأة لتخضع للمواصفات الاجتماعية 0 تؤكد ظاهرة مساواة الأسكيمو للمرأة بالرجل وانعدام فروق النمط الادراكي بين الجنسين هناك صحة التفسير المذكور ومن طرف آخر فإن جماعة ( تين ) في أفريقيا الشرقية تضطهد المرأة فتظهر اتكاليتها إلأى جانب استقلالية الرجل 0
    لقد وضعت روائز النمط الادراكي بالأصل للراشدين إلا أن المحاولات الأخيرة قد توجهت نحو تصميم روائز لقياس تلك السمة لدى الأطفال فوضعت روائز الأشكال المخفية لأطفال ما قبل المدرسة 0 وتتطلب تلك الروائز من الطفل أن يجد شكلاً بسيطاً مخفياً في شكل معقد 0 يفترض أن استقلالي النمط الادراكي من الأطفال أقل ميلاً من اتكاليي النمط الادراكي للانزعاج من المهمة أو لتسليم ذواتهم للتضليل الادراكي في الشكل المعقد 0 وقد وجد بنتيجة الروز أن صبيان الرابعة والخامسة أميل إلى استقلالية النمط الادراكي من بنات تلك السن 0
    وكما يؤكد الباحثون ترجع الفروق المذكورة إلى القوالب الفكرة السائدة والمحددة لدور الأنثى في المجتمع 0 ويشير ميل بنات ما قبل المدرسة للاتكالية وصبيانها للاستقلالية إلى أن السمة المذكورة هي نتاج ضرب من التعلم الشرطي المعزز 0
    كان المحلل النفسي الشهير ( أريك أريكسون ) أول من لاحظ فروق الصبيان عن البنات في مجال اللعب 0 وأكد أريكسون ميل البنات للعب في الساحات الداخلية المكشوفة إذ وضعن تصاميم تشابه العرصات الداخلية للبيوت العربية المعروفة أما الصبيان فكانت أبنيتهم قلاعاً وممرات متعرجة 0 ولقد خاف الصبيان من تحطم قلاعهم أما البنات فكن يخشين اجتياح الحرمة الداخلية لأبنيتهن 0 وبرأي أريكسون تبدو الرمزية الجنسية في الفعاليات المشار إليها في غاية الوضوح 0 أما الشيء الغامض فهو أصل تلك الرمزية وسبب الفروق فيها 0 وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال وتفسير الفروق القائمة بين الجنسين في مجال اللعب أكد بعض الباحثين خضوع اللعب عند الأطفال لإشراط اجتماعي معزز فالمألوف أن تعطي البنات دمى وأشياء نسائية ويشجعن على اللعب بها خلافاً للصبيان الذين توفر لهم مواد البناء والعربات والسيارات والمعاول والرفوش ويشجعون على اللعب بها إلا أن هذا التفسير لم يلق قبولاً عند ( غرامر وهوغان ) اللذين قدما رداً شاملاً ضد نظرية التعلم التي اقترحها أريكسون لتفسير تلك الفروق وأكدا على أن لعب الأطفال يعكس ( مواضيع ) أساسية ترتبط بفروق البنى العضوية بين الجنسين 0 ربما كان بعض الحقيقة في كل من التفسيرين إذ ربما توجه اختيار الأهل لألعاب أطفالهم بإدراكهم للفروق في بناهم الجسمية 0 وليس تشجيع الوالدين لأطفالهم للعب بالأشياء الملائمة لأجسامهم إلا خضوعاً لمبدأ إدراك الفروق الجسمية ولكنه خضوع يؤمن بالتعلم الاجتماعي الاشتراطي المعزز 0
    هناك فروق أخرى ترتبط بالفروق في لعب الجنسين وتتمثل بعدوانية كل من الصبيان والبنات 0 تظهر الفروق بين الجنسين في العدوانية باكراً في السنة الأولى ويبدى الصبيان نزعة للعدوان والاكتشاف أشد من نظيرتها لدى البنات 0 وتتضح تلك الفروق وتشتد في مرحلة ما قبل المدرسة التي يهتم فيها الصبي بالأشياء خلافاً لاهتمام البنت الذي يتعلق بالناس 0 وتشير الدراسات المتعددة إلى أن الصبيان يصرفون من وقتهم في العدوان ضعف الوقت الذي تصرفه البنات فيه فإن اختلفت البنت مع أحد على أمر مالت إلى الخضوع أو النزاع الكلامي ولا تحاول أن تتعارك من أجل ما تسميه حقها في الشيء أما الصبيان فالعراك سبيلهم لإقرار منازعاتهم 0
    إن التباين في صفات الشخصيتين الذكرية والأنثوية يتجلى أيضاً في مجال التفاعل الاجتماعي 0 ففي مواقف المجابهة مع الوالدين أو أي شخص آخر يسلك الصبيان والبنات بصورة جد مختلفة 0 فتبدو البنات خائفات مترددات وتبدين حركات في الوجه تنم عن التوجس في حين لا يبدي الصبيان خوفاً ملحوظاً في مثل تلك المواقف ويديرون رؤوسهم ووجوههم بعيداً عن مشهد المجابهة . إن التفاعل الاجتماعي لكل من الصبيان والبنات في غاية الاختلاف والتعقيد ويرجع هذا الاختلاف إلى الإشراط الاجتماعي والقولبة الفكرية الاجتماعية وإلى فروق البنية الجسمية لدى الجنسين التي قد تؤدي إلى استعداد العضوية للاستجابة لواحدة من الصيغ الاجتماعية دون الأخرى .
    وأخيراً ينمو وعي الطفل لدوره الجنسي وللقوالب الفكرية الاجتماعية حول الجنس بصورة جد مبكرة ففي نهاية السنة الثالثة يعرف أغلب الصبيان والبنات المظاهر الرئيسة للقوالب الفكرية القبلية بصدد السلوك الجنسي . ويستطيع أطفال ما دون الثالثة التعرف على صور الثياب والدمى والأدوات وتمييز ما يستخدمه الصبيان مما تستخدمه البنات .

    بنية الأسرة
    تأخذ أنماط التفاعل بين الطفل ووالديه وأخوته شكلها في بداية مرحلة ما قبل المدرسة ويكون لها أثر هام في نمو شخصية الناشئ وسوف نهتم هنا بترتيب ولادة الطفل وبغياب الوالد 0 وذلك لأثرهما المؤكد والعميق في شخصية الطفل عندما يبلغ الرشد 0

    1- ترتيب الولادة :
    تتوفر أدلة في غاية الأهمية تبين أن الابن البكر يختلف بعدد من الصفات عن الطفل الأخير 0 فترتفع نقط البكر والوحيد في روائز التحصيل والذكاء عن نقط الطفل الأخير 0 وفي هذا الصدد نذكر أن الأمريكيين كلهم الذين استطاعوا الوصول إلى القمر كانوا أبكار أسرهم 0 ولا يزال سبب تلك الظاهرة مجهولاً على الرغم مما قيل في إيضاحها 0 وفي إحدى الدراسات اختيرت ثلاث عينات ممن أخذوا رائز أهلية المعونة القومية 0 وقد سحبت العينة الأولى عشوائياً من الذين أخذوا الرائز كلهم وسميت بالعينة المعيارية واختيرت العينة الثانية عشوائياً من المتفوقين في الرائز وشملت العينة الثالثة كل من أخذ الرائز نفسه في واحدة من السنوات الماضية شمل الرائز خمسة مواضيع هي : استخدام اللغة والحساب والاجتماعيات والطبيعيات واستخدام المفردات 0 ولقد تبين أن الطفل البكر من العينات الثلاث المتحدر من أسرة صغيرة قد حصل على أعلى النقط في حين أن الولد الأخير المتحدر من أسرة كبيرة قد حصل على أدنى النقط 0 وتفوق الابن البكر على الأولاد كلهم في المهارات الحسابية 0
    وفي محاولة لتعليل ظاهرة التفوق التحصيلي عند الأولاد البكر يقترح شاختر نظرية المقارنة الاجتماعية 0 أنه يرى أن الولد البكر يقيس نفسه في إطار تحصيل والديه فيغدو قوي النزعة للتحصيل المدرسي بسبب ضخامة الهوة بينه وبين والديه الأمر الذي يدفعه لسد الثغرة واللحاق بهم 0 ويرى باحثون آخرون أن الأهل يعاملون الولد البكر بصورة مختلفة عن الصغير إذ أن الأهل يلقون ضغوطاً ثقيلة على البكر ويتوقعون منه الكثير 0 لهذا يبدي البكر سعياً دائماً للتحصيل 0 إلا أن شاختر مع تأكيد التفوق الدراسي للأولاد الأبكار قد كشف الكثير من سمات الشخصية الاتكالية لديهم ووجد أن المترددين على العيادات النفسية كان أكثرهم من نوع الطفل الأول أو الوحيد وأقلهم من الأطفال المتأخرين الذين يفضلون أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم وأن الأطفال المتأخرين في الترتيب أكثر ميلاً إلى إدمان الخمور من المجموع العام للسكان وإن الطيارين المقاتلين من الأطفال الأوائل أقل ممن عداهم شراسة في القتال . وبرأي هارولد كيلي أن للترتيب الميلادي أثراً في تحديد نوع الصراع على القوة عند الفرد فالطفل الأول حين يصارع غيره على القوة لا يسلك سلوكاً من شأنه أن يؤدي إلى خسارته لهم تماماً على حين أن الطفل المتأخر يعنيه أن تكون له الغلبة بصرف النظر عن نتائج الصراع في علاقته بالخصم . ( سلامة ، أحمد عبد العزيز ، عبد الغفار ، عبد السلام ص230 ) .
    وأخيراً فإن البنات الأبكار اللواتي لهن أخوات أصغر منهن والصبيان الأبكار الذين لهم أخوة أصغر منهم يبدون درجة أقل من ( السعي الدائب للتحصيل ) والاتكالية التي تميز الأبناء الأبكار . وربما وجب على أي تعميم بصدد الولد البكر والأطفال المتأخرين في الترتيب الميلادي أن يعدل ليأخذ بعين الاعتبار جنس الأشقاء في الأسرة وفروق السن بينهم وغير ذلك من العوامل ففي الوقت نفسه الذي يبدي فيه غالبية الأطفال الأبكار التركيب الشاذ المكون من ( السعي الدائم للتحصيل ) والتعلق الشديد تبقى بقية الأشقاء والشقيقات في منأى عن تلك السمات وخاضعة لتأثيرات عديدة أخرى .

    2- غياب الوالد :
    درس غياب الوالد جيداً لأنه افترض بأن وجود الوالد في البيت ضروري للنمو الطبيعي للأولاد وخاصة منهم الصبيان. وكما اشرنا سابقا فإن الأثر الذي يتركه غياب الوالد عن البيت يتوقف على سن الطفل يوم يترك والده البيت سواء أكان غياب الوالد دائماً أم مؤقتاً وسواء رجع غيابه إلى الطلاق أو إلى الموت أو إلى الاستقرار المالي للأسرة أو غيرها من الأسباب .
    ومن الممتع في فحص بعض تلك العوامل مراجعة دراستين مقارنتين لأسر الملاحين في كل من النرويج وإيطاليا أعطي الأولاد في كلا الدراستين دمى يلعبون بها لتقويم سلوك الفحولة أو الأنوثة واستجوبت الأمهات للغرض نفسه وقد أبدى أولاد البحارة النرويجيين الذين غاب والدهم عن البيت بالمقارنة بفئة ضابطة تصرفات مفرطة في الفحولة وأنماط تعويضية ومصاعب في التكيف مع الأقران . وذكرت الأمهات بأنهن أفرطن في وقاية الأولاد وأن لهن القليل من الاهتمامات خارج البيت . ولم تؤكد النتائج التي حصلت من إعادة الدراسة على أبناء البحارة الإيطاليين نظيرتها لدى النرويجيين فلم يختلف الصبيان في ذكورتهم عن الفئة الضابطة. وعلى النقيض من ذلك بدا أن النسوة اللواتي لم يغادر أزواجهن البيت قد أفرطن في وقاية أولادهن خلافاً للنسوة اللواتي غاب أزواجهن عن البيت . وفي كلا الحالين أرجع الباحثون سلوك الصبيان للأثر الذي يتركه غياب الوالد في الأم نفسها وللسياق الاجتماعي لغياب الوالد وليس لغياب الوالد بذاته فالمجتمع الجنوي يخول المرأة قدراً كبيراً من الاستقلالية ويجعلها مسؤولة عن مالية الأسرة وإدراتها . إضافة لذلك فللأسرة الجنوية أسرة أعم تصل حتى الجد الثالث وهذا ما يوسع نطاق العلاقات الاجتماعية لتلك الأسرة ويجعلها منفتحة أما المرأة النرويجية فكانت أقل مسؤولية وأكثر اتكالية وأقل ميلاً من المرأة الإيطالية للعمل خارج البيت 0 ويعود لسبب في ذلك إلى أنه لم يكن للأسرة النرويجية أسرة أعم منها ولا أصدقاء كما هو الحال في الأسرة الجنوية – فمن المعقول للمرء أن يستنتج إذاً أن آثار غياب الوالد في الطفل يمكن التخفيف منها عن طريق الأم ويتوقف الأمر على اتجاهات الأم وشخصيتها وسلوكها.
    الفروق الاجتماعية والثقافية
    يخضع الأولاد في مرحلة المدرسة لعدد من التأثيرات الاجتماعية والثقافية التي تؤدي دوراً كبيراً في تحديد أنماط تفكيرهم وسلوكهم سوف نتناول في هذا القسم اللغة وأنماط التعزيز وأساليب التنشئة على الرغم من أنه لا تتوفر لنا وقائع ذات جذور تجريبية عميقة وذلك بسبب عمومية العوامل الثقافية والاجتماعية 0
    الطبقة الاجتماعية والفروق في اللغة :
    يقوم بين علماء الاجتماع نزاع حول معاني فروق الطبقات الاجتماعية في اللغة 0 هناك اولا الذين يدعون ان لابناء الطبقة الدنيا مهارات لغوية مختلفة عن نظيرتها لدى ابناء بقية الطبقات 0 ويعتقد ( برنستين ) ان ابناء الطبقة الدنيا يتواصلون بمعونة رمزية محددة تنقلها الاشارات غير اللغوية 0 وذلك خلافا لابناء الطبقتين المتوسطة والعليا الذين يستخدمون رمزية متقدمة تمكن من نقل مضامين الحواركلها لغوياً 0 ويضيف برنستين أن الفروق اللغوية تؤدي إلى توجهات متباينة تشمل بقية جوانب الحياة مثل التربية والعمل والعلاقات التبادلية وسواها 0 فاللغة برأيه تشكل التعامل الاجتماعي وتؤطره 0
    توصل الباحثون في الولايات المتحدة الذين اقتفوا خطوات برنستين في بريطانيا إلى النتائج ذاتها 0 سئلت أمهات الطبقتين الدنيا والوسطى عدداً من الأسئلة مثل ( دعينا نتصور إن ابنك على وشك دخول المدرسة أول مرة فكيف تعتقدين أنه يجب عليك إعداده لذلك ؟ ) من الإجابات :
    ( اذهب أولاً وأعاين مدرسته وسوف أتحدث عن البناء ثم نرى المدرسة وأخبره بأنه سوف يقابل أطفالاً جدداً يمكن أن يكونوا أصدقاءه وأنه يمكن أن
    يلعب معهم ويعمل 0 وسأوضح له أن المعلم سيكون صديقاً له وسيساعده ويوجهه في المدرسة وأن عليه أن يطيع المعلم الذي سيكون كأمه في غيابها ) 0
    ( حسناً سأخبره أنه ذاهب للمدرسة وأن عليه أن يجلس ويهتم بالمعلم وأن يكون صبياً طيباً وسأريه كيف يسلك عندما يعطونه الحليب وكيف يفترض أن يأخذ الماصة وألا يضع شيئاً على الأرض عندما ينتهي ) ( هس 1968 ص96 ) 0
    واضح أن الأم الثانية التي تتحدر من الطبقة الدنيا تحدثت في إطار الأوامر العامة في حين أن الأم الأولى المتحدرة من الطبقة الوسطى قد تحدثت في إطار التعليمات الإيضاحية حول قواعد المدرسة وضرورة إطاعتها 0 وحين سئلت الأمهات أن يسندن إلى أولادهن بعض المهام مثل فرز الأشياء بحسب لونها مالت أمهات الطبقة المتوسطة لإعطاء بناتهن إيضاحات كاملة خلافاً لأمهات الطبقة الدنيا اللواتي ملن للقول بمنتهى البساطة ( ضع هذا هنا أو هذا هناك ) دون أي إيضاح آخر 0
    وخلص الباحث إلى القول :
    إن المجال الإدراكي للبيئات الاجتماعية المختلفة يهيىء لتوجيه السلوك بالأوامر وليس بالالتفات إلى المميزات الفردية لموقف معين وهو مجال لا تتوسط السلوك فيه أية دلائل لغوية توفر الفرص لاستخدام اللغة كأداة لترميز الأشياء وتصنيفها وترتيبها أو لتعديل المثيرات الخارجية 0 إضافة إلى ذلك يفتقر الوسط الادراكي للبيئات الاجتماعية المتخلفة إلى تعليم يربط الحوادث الواحد بالآخر والحاضر بالمستقبل 0 والحرمان في البيئة الاجتماعية يتجلى أول ما يتجلى بالحرمان من المعاني وذلك في العلاقات الادراكية المبكرة بين الأم والطفل ( هس 1968 ص103 ) 0
    لقيت وجهة نظر برنستين وأنصاره التي ترى أن الفروق الطبقية ذات تأثير حاسم في النمو اللغوي للطفل اعتراضاً كبيراً من بعض علماء النفس 0 ويعتقد هؤلاء العلماء أن لغة أبناء الطبقة الدنيا السود والبيض على السواء ليست محدودة بل مختلفة 0 من جهة ثانية أبدى متحدثو الإنكليزية السود الدرجة ذاتها من الغنى والتنوع اللغوي الذي أبداه أندادهم البيض 0 ومن الصعب على الباحث تعميم نتائج بعض الروائز اللغوية التي تظهر تفوق أبناء الطبقة العليا في هذا المجال على أساس أن أبناء الطبقة الدنيا والسود منهم خاصة يصابون بالإحباط السلوكي في الموقف الروزي أما في الشارع أو في المواقف المريحة أو مع الأصدقاء فإن السود يعبرون عن مختزن لغوي ضخم وتختلف التراكيب اللغوية والمفردات لديهم عن نظيرتها لدى أبناء الطبقة المتوسطة غير أن لغتهم تبقى شأن لغة أندادهم معقدة في بنيتها وحافلة في مفرداتها 0
    ثمة دراسات عديدة تدعم الموقف الرافض لوجهة نظر برنستين واتباعه 0 وكما لاحظنا من قبل فإن العديد من الدراسات التي أجريت على أطفال ما قبل المدرسة من الطبقة الدنيا المعرضين لما أسماه برنستين بالحرمان الثقافي واللغوي قد أجريت في ظروف تشجيعية كان الصغار فيها على ألفة بالفاحص وبالموقف الروزي عامة وقد وجد أن معامل ذكاء هؤلاء قد تحسن عما كان عليه سابقاً 0 فلا بد إذاً من أن يؤخذ الموقف الروزي بعين الاعتبار عند تقويم الفروق الطبقية في اللغة لأطفال ما قبل المدرسة 0
    الفروق الاجتماعية والثقافية في أنماط التعزيز :
    يؤكد علماء النفس المعاصرون أن هناك فروقاً كبيرة في أنماط التعزيز والعقاب التي تمارسها الفئات الاجتماعية المختلفة 0 وقد قامت فيشباخ ( 1973 ، ص107 ) وأعوانها بدراسة شاملة لهذا الموضوع فطلبت من مجموعة من الأمهات من فئات اجتماعية مختلفة تعليم أبنائهن حل سلسلة من الألغاز 0 وقيس التعزيز بتعداد العبارات الإيجابية والسلبية التي تطلقها الأم خلال فترة الشرح دون أن تحسب العبارات الحيادية 0 وشملت الملاحظات الإيجابية عبارات مثل ( هذا صواب ) ( نعم ) ، و (جيد ) أما الملاحظات السلبية فشملت عبارات مثل : ( ليس كذلك ) ( هذا خطأ ) و ( لا أرى ذلك ) 0
    أظهرت دراسة فيشباخ وأعوانها أن أمهات الطبقة الوسطى البيض أكثرن من استخدام عبارات التعزيز الإيجابي بالمقارنة مع أندادهن من أمهات الطبقة الوسطى السود 0 أما الأمهات من الطبقة الدنيا السود والبيض فقد استخدمن القدر نفسه من عبارات التعزيز الإيجابي 0 وقد استخدمت الأمهات السود من الطبقة الدنيا عبارات تعزيز سلبي أكثر من الفئات جميعها 0 ومن أجل التحقق من صحة نتائج الدراسة عمدت فيشباخ إلى سؤال أطفال مرحلة ما قبل المدرسة لتلك الأمهات أن يعلموا طفلاً أصغر منهم كيف يحل لغزاً بسيطاً فحصلت الباحثة على النتائج نفسها 0
    تعتقد فيشباخ أن الأهل في الطبقة الدنيا يعانون بسبب وضعهم المالي من الحرمان والمرض والضغوط العامة أكثر من الأهل في الطبقة المتوسطة 0 فأهل الطبقة الدنيا الذين يجهدون لتأمين لقمة العيش يتعرضون لضغوط يومية ومطالب لا تحل بالأهل في الطبقة المتوسطة 0 ونحن نتوقع في ظل تلك الشروط أن يكون الأهل في الطبقة الدنيا أقل تسامحاً وأكثر انتقاداً لأخطاء أولادهم من غيرهم فالشروط الاقتصادية التي تعانيها الأسر في الطبقة الدنيا قد تدفع الأسر لاستخدام المزيد من التعزيز السلبي وذلك خلافاً لأسر الطبقة المتوسطة والعليا 0

    #646019
    حسناء
    مشارك

    أخي الفاضل
    موضوع متكامل يعد مرجعا لمن أراد أن يبحث في هذا المجال
    ولقد جذبني الموضوع عندما دخلت على الموقع من قبل لكنني لم أتمكن من قراءته ولذلك صممت على قراءته كاملا أولا ولقد استفدت منه كثيرا
    لكن لي تعليق
    وهو رأيك في الفروق بين الأطفال حسب الترتيب في الميلاد
    فأنت قلت إن الابن الأكبر له حظ أوفر من الذكاء عن الأصغر منه وعن باقي إخوته
    أخالفك الرأي فهذه ليست قاعدة لأنني لمست عند كثيرين ممن حولي العكس فالابن الأصغر يكون أكثر ذكاء من الابن الأكبر
    سعدت بموضوعك ولا يسعني الشكر

    #646071
    أميرالجن
    مشارك

    حسناء ……
    أشكرك في البداية على قراءتك للموضوع ، من الطبيعي الأبن الأكبر أكثر ذكاء من الأبن الأصغر وما رأيتيه من حولك ما هي إلا خروج من القاعدة .
    فمثلا : شيء طبيعي قوة الحفظ عند الشاب البالغ من العمر 16 عشر عاما أكبر من طفل لم يبلغ 6 من عمره ( متفقين على هذا ) لكن سمعنا وشاهدنا في التلفاز عن طفل لم يبلغ السابعة من عمره حفظ القرأن الكريم !!!!
    ( ممكن نحلل ذلك ) أتاحة الفرصة للطفل على اتساع عقليته من خلال التعرف على المدارك من حوله ، ثانيا :دفع دافعية الطفل إلى المزيد من التعلم ، ثالثا :أهمال الأسرة للطفل الكبير على زيادة ذكاءة أو الوقوف عند حد معين . ( طبعا هناك الكثير من الأسباب ) .
    الموضوع يحتاج إلى الكثير من الموضوعية والأحداثيات والمناقشة .

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد