الأخ أبو نور صاحب المقال

شكراً لتوضيحك لهذه القضية المهمة التي نعيش أيامها الآن والتي هي من منجزاتها ثقافة الفرد المسلم الذي علمنا أياها رسول البشرية محمد (ص) . (( أن الله لايحب المعتدين )) وهي كلام الله سبحانه وتعالى .. بل علينا أن لاننسى الآية التي تقول وأعتدوا عليهم بمثل ماأعتدوا عليكم وهذا هو منهج الرسول الكريم محمد (ص) وكذا تقول الآية (( والعافين عن الناس والعاملين بالأحسان ) هذا خط ومنهج الرسول (ص) ولكن بلغ السيل الزبى .
هناك حلول أفضل لأننا وللأسف نعمل دائماً بالعاطفة وبردة الفعل وهذه مصيبتنا .. علينا أن نستفيد بما يتلائم وموجودات عصرنا وأن نسخر كل شيء لخدمة قضيتنا دون أن نكون مثلهم لأنهم يعتبرون أنفسهم الشعب المثقف وهم لايملكون أدنى ثقافة وهذا هو تخبطهم قد بان .. المهم علينا أن لانعتبر تهجمنا من هنا وهناك هو وحدة لأن العصبية لاتنفع وعلينا أن نقود المسيرة بسلام على هؤلاء الأعداء لنتمكن من دحرهم وهذا ماأنتهجه الحسين وقبله النبي محمد (ص) ..

أشكرك ابو نور على هذا الموضوع الجيد.

صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام تعرض لكثير من المضايقات والاعتداءات والإساءات في حياته الكريمة، ولم يكن يرد على تلك العوامل بالمثل، بل كان يدعو على من أساء إليه بالدعاء أو كما قلتَ.

ولنسأل أنفسنا هل الوضع في السابق كما هو الآن ؟ بطبيعة الحال لا.

الوضع في السابق كان الإسلام يحتاج إلى قوة تعزز وتساند نشر الدعوة، وبالتالي تحتاج هذه الدعوة إلى تلك القوة ليست القوة العسكرية فحسب، بل القوة السياسة المحنكة كسياسة الحوار والإقناع، كسياسة التعامل باللين، ذلك باعتبار أن الإسلام في تلك الفترة في طور النمو والظهور، وليست من الحكمة أن تفرض الفكرة بالعنف، لذلك كانت سياسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الذين اتهموه بالأفعال التي أشرتَ إليها تتصف بـ ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) فهذا التصرف الحكيم تمكن من إيصال قطار الإسلام إلى محطات كثيرة في أقطار العالم، وأيضاً في تلك الفترة كان يعمل النبي صلى الله عليه وسلم على تعريف الناس عن الإسلام، بحيث لم تكن هناك وسائل إعلامية متطورة كالتي نشاهدها الآن، الأمر الذي يخفى على كثير من الناس عن الإسلام، وبالتالي لو قام من هؤلاء بالإساءة على الدين الإسلامي أو على النبي المرسل لهذا الدين، فيمكن يُعذر لكونه لا يعلم عن هذا الدين ولا على النبي له.

ولكن الآن فالوضع يختلف، فالإسلام قد انتشر في كافة أنحاء العالم دون استثناء، وعُرف على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي لهذا الدين، ومر عليه إلى الآن من هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة 1427 عاماً، ونحن الآن في زمن التطور الإعلامي والتكنولوجي الذي يُمَكن أي شخص التعلم حتى عن بعد، وذلك من خلال شبكات الإنترنيت، وأى معلومة سيحصل عليها الباحث عنها بكل سهولة ويسر، والتساؤل الذي أود طرحه هل كل هذه العوامل المتاحة ونُصِرُ على إقناع أنفسنا بأن كل من يقوم بالاعتداء على الإسلام وقيَمه ومعتقداته نقول عنه لا يعلم عن الدين الإسلامي ونعذره ونطلب إقامة حوار معه، وكذلك أن من يرسم شخصية نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم برسوم ساخرة ومستهزئة أنه يسيء إلى هذه الشخصية نقول عنه لا يعلم ونعذره،حتى نطلبه للحوار ونبيّن له الحقيقة ؟.

هؤلاء القوم يعلمون عن ديننا أكثر منا نحن كمسلمين كيف ؟ لنعيد التاريخ بشيء من وراء في الفترة التي احتلوا فيها بلاد العرب والمسلمين أخذوا كل علوم المسلمين والموروثات العلمية وصادروها إلى بلدانهم، وتركوا في البلدان العربية والإسلامية الجهل الغربي وورّثوهم هذا الجهل وتركوا لهم فيها نباتات الفتنة تثمر من فينة إلى أخرى في هذه البلادين، وسرعان تنثر بذورها كلما أجتثت إحداها نقضت غيرها إلى ما شاء الله، فكيف يمكن التوفيق في المعادلة ( العلم عن الإسلام معلومه كلها لديهم، ومن ثم نقول أنهم لا يعلمون عن الإسلام، ولا يعلمون بتلك الرسومات أنهم يسيئون على الرسول عليه الصلاة والسلام ) ؟ ومن ثم ندعوهم إلى الحوار للبيان عن حقيقة الأمر !! عجيب

لذلك يجب علينا أن نرد عليهم بالقوة المتاحة، فلما كان النبي عليه الصلاة والسلام يعفوا عن من يسيء إليه ويصفح عنه، فإن ذلك يعد من حقه عليه الصلاة والسلام، فله الحق في أن يتمسك بمعاقبة من يسيء إليه، وله كذلك أن يتنازل عن حقه في ذلك.

شبيه بالأب مع ابنه .. فإذا تعرض الأب إلى الإساءة، فله الحق في أن يرد الإساءة بالمثل، وله الحق في التنازل عن ذلك، ولكن الابن لا يملك حق التنازل عن أبيه في رد الإساءة، ولكن يملك الحق في الدفاع عن أبيه في الرد عنه .

وليعلم الجميع لم يكن تصرفهم هذا نابع عن جهلهم أنهم يسيئون إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل فعل متعمد يُراد له هدف محدد وهو تقويض الإسلام وإلحاق به مزيداً من الذل والمهان وإذلال أتباعه وتحدياً لهم، وفي حقيقة الأمر ما كان ليحدث هذا لو كان للإسلام هيبته وقوته في شتى المجالات، ولكن الضعف الذي يعتريه هو السبب في ننجاح هذه الحملة العدائية من قبل الضالين.

فعذراً لا نخدع أنفسنا بأن هؤلاء لا يعلمون ولا حوار معهم في هذا الأمر حتى يعتذرون وهم صاغرون.