كانت الشكوى القديمة ان الرجل يصمت بعد بضع سنوات من الزواج و كان شيئا ربط لسانه ادا ارادت زوجته الحديث معه

لكنه ينطق كالبلبل المغرد مع اصدقائه و زميلاته في العمل و كان رد الرجال جاهزا نعود من العمل منهكين بينما زوجاتنا في البيت في انتظار ان ياتي احد لتفتح حنفيات السنتهن امامه فادا صمت فهو متهم.
و كانت النساء يقلن لقد حفيت قدماه حتى تزوجني و بعد ما حقق ما اراد راح يقتلني بصمته المميت كما يقول المتل اخدني لما و رماني عظما
و لم يكن علماء النفس و الاجتماع عاجزين عن تفسير هده الحالة الظاهرة فقد كانو يقولون الرجل مكبوت و مستعد ان يجعل نفسه بهلوانا في سبيل ابتسامة امراة و عندما يتزوج يتغلب العقل على العاطفة و متطلبات الاسرة على المشاعر الحالمة و القمع في اماكن العمل على الرغبة في التجدد فيعود الرجل الى بيته ليستعين بالصمت على احزانه و ربما كان كلامهم صحيحا .
فاللافت الى الاهتمام ان هده العدوى لحقت بالنساء ايضا و ان كان دالك بدرجات اقل نظرا الى قوة سلاح اللسان عند بنات حواء فقد اخدت المراة تعمل و تعود الى البيت منهكة ايضا و ليس عندها نفس للكلام .
فمن الواضح ان حياتنا تكاد تشل استعدادنا لتواصل مع بعضنا بعضا و ما ازدهار الاقبال على التلفزيون و الكمبيوتر و الالعاب الالكترونية و الانترنيت الا ماشرا على نزوع الانسان الى فرديته كوسيلة للاخلاص من مطحنة الحياة .
اننا في حالة لا تبشر بالاطمئنان في ما يخص علاقتنا الانسانية و صار كل منا كانه في جزيرة وحده في محيط غير متجانس.
و ما خفيى اعظم

اختكم سامية