بركان مدينة كتابنيا بإيطاليا انا اعلم والجميع يعلم ، بأن البراكين هي حادثة طبيعية من الممكن أن تحدث في أي مان وزمان ، يجتمع العلماء والسياح والمعنيون دائما حولها . البعض يحاول جاهدا تفسيرها ، والبعض يحاول الإستمتاع برؤية حممها البركانية تتطاير هنا وهناك…ولكن هل يستطيع أحد ، أو غستطاع أحد أن يعلم ماذا يريد هذا البركان الثائر ، ولما يزمجر بهذه الأصوات المرعبة …ماذا يحاول أن يقول؟ إن البركان لا يختلف عن اي منا في شيء …نعم هذه هي الحقيقة ، ولكن الفرق بيننا وبين البركان هو ان البركان تعلم ان يكون متمردا دائما ..أما أنا وأنت …فلم نتعلم …تتسائل كيف ذلك ، دعني أخبرك .
هذا البركان الذي كان صامتا دقيقة قبل إنفجاره ، كان يتعلم فن التمرد لا أكثر ، فأوقات سكونه يقضيها في تلقي الضربات من الظواهر الطبيعية التي هي من بني جنسه ،الى أن يصل الى مرحلة كبت وإحتقان تدفعه الى أن يرفع الراية ..لا راية الإستسلام بل إشعال الحرب ، هو يعلن ثورته ، يلقي بما هو مكبوت داخله ، يصيح ، ويصرح ثم يضرب . أنا وأنت مثل البركان ، ما أن نصل الى مرحلة إحتفان ومرحلة كبت حقيقية نعلن ثورتنا ، أو نختار الطريق الأقصر هو أن تقتل جراحنا وندفنها اي نميتها ، ولكن هذا الدرس الجبان لم يتعلمه البركان ، فهو يبيح بكل ما في داخله ، رغم أنه يعلم جيدا أن من حوله قد فضحوا سره ولكن لا يهمه ، فهو ليس بالجبان كي يخشى الموت ، فهو ميت إن لم يثور . لقد تعلم هذا البركان حكمة ليتنا نعقلها جميعا وهي …لا تمت قبل أن تكون ندا .هل يا ترى هذا البركان سعيدا أم حزينا ، فأنا اراه أسعد من بالأرض، لأنه وإن أثقلت الأرض كاهله قد أعلن تمرده على تقاليدها وصرخ ثم خرج لحريته وضرب .
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد