إلا تنصروه .. فقد نصره الله .

(1)

يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم .. هل نصرناك .. هل نحن أحبابك حقاً كما أسميتنا من قبل .؟!!

إنهم يقولوا لي أنصر نبيك وقاطع بضائع الدنمارك .. يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، هل أصبحنا في زمن نصرة الرسول بمقاطعة الزبدة الدنماركية .؟!!

هل هكذا ينصر رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ..؟!! بمقاطعة الزبدة الدنماركية ..!! سحقاً لنا إن اعتقدنا أننا هكذا ننصر نبينا .

كأني أري عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب فينا ويقول ويحكم يا أمة محمد هل تطلبوا من بعضكم البعض أن تنصروا محمداً صلى الله عليه وسلم بمقاطعة الزبدة الدنماركية ، هل ترسلوا الرسائل لتتطلبوا من بعضكم البعض أن تقاطعوا منتجاتهم ، هل هكذا أصبح حالكم وهكذا أصبحت نصرتكم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. ويحكم وسحقاً لكم .. هل هذا كل ما تفتق عنه ذهنكم .. وهل هذا مطلب .. هذا حق وفرض يجب أن يتبادر إلى ذهن كل مسلم ولا يحتاج أحد أن يذكره به .. !!

يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، إنهم يحاولوا أن يضغطوا على حكومة الدنمارك حتى تعتذر بشكل رسمي ، وهى تأبى ولا تريد أن تعتذر .!!

يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، سامحنا إن اعتقدنا أن هذا حقك عندنا ، وهذا واجبنا نحوك ، سامحنا إن كان هذا هو ما تفتق ذهننا عنه .. اعتذار ، يجب أن تقدم حكومة الدنمارك اعتذار رسمي .. سامحنا يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، ما أبسط الكلمة التي نطلبها ، فقط اعتذار ، وما أكبر جهلنا بمقامك يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم .. !!

فمن جهلنا وتقصيرنا اعتقدنا أن مقامك يحتويه اعتذار ، ومن ثم يعود كل منا من حيث أتى وننعم بالزبدة الدنماركية مرة أخرى ..!!

لكن كرامتهم أبت الاعتذار .. فكشفت لنا عن عورتنا ، وعرفنا مدى هواننا على الناس ، وكيف لا وقد فرطنا في ديننا وفي حقك يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ..

كرامتهم أبت الاعتذار .. وحقك عندنا مجرد اعتذار .. يا للعجب .. !!

هل تشاهدونا يا صحابة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أتمنى أن لا تكونوا تشاهدونا ، فأنتم بالتأكيد تتعجبوا من أن نكون نحن أحفادكم ، ولن أستغرب إن تبرأتم منا ، جيل وأمة تحارب أعداء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حرب الزبدة والسمن ، وكل همها أن يعتذر العدو ليتحقق النصر المبين وتهدأ المعركة .!!

يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، هل نصرناك حقاً .؟!!

أين عبادتنا لله ، من عبادتك لله أنت وصحابتك .؟!!

صلينا الفرائض ، وعذراً يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، لأن بيننا من لا يصلي الفرائض أصلاً ، لكن من صلى الفرائض نسى السنن واكتفى بالفرائض ، وأدعى محبتك ونصرتك وهو لا يقيم سنتك .!!

لكن اليوم هذا لا يهم ، المهم هو أن أقاطع الزبدة الدنماركية حتى أنصر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ..

المساجد ، ولماذا نذهب للمساجد .؟!!

يا أخي صلاة المسجد زيادة وصلاة المنزل كفاية وتسقط الفرض ، وطالما أسقطت الفرض فأنت بذلك أديت ما عليك وكفاية ، أما المسجد فعندنا مشاغل كثيرة تشغلنا عنها ، والسعي والعمل كلها عبادة .. !!

والخبر السار أن اليوم كل هذا لا يهم فالمهم هو أن أقاطع الزبدة الدنماركية حتى أنصر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

قيام الليل ..؟!!

من منا يقوم الليل ، أعرف أن الكل سيعتذر ويقول عندي عمل في الصباح الباكر ، أو أنه قد سهر لوقت متأخر يشاهد أفلام أجنبية أو قد يكون من العامة ويشاهد أفلام عربية ، أو أنه مثقف وأمضى الليل كله يشاهد حلقة ثقافية عن دور الدرامي المصرية في تنمية الوعي الثقافي العربي ، وكيف أن المسلسلات السورية قد سحبت بساط الريادة الدرامية من تحت أرجل المسلسلات المصرية ، وإن كان مثقف رياضي فستجده يراقب أخبار الأندية العربية والعالمية وكيف أن هذا النادي استقدم خبير كروي عالمي بالآلاف أو حتى بالملايين لأننا نريد أن تصل الكرة العربية لما وصلت له الرياضة والكرة في برشلونة وميلانو .!!

وهل يجب أن تقوم الليل الآن لتنضم لمحبي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بالطبع الآمر الآن أصبح أسهل مما مضى وميسور فلكي تنضم لمحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عليك إلا أن تقاطع الزبدة الدنماركية ..!!

يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم ، أعتذر إليك كما اعتذر المخلفون من الأعراب لأنهم تخلفوا ولم يسيروا معك ، وأدعو الله أن يغفر لي وأن يعينني على أن أنصرك حق النصر .