صدق أولا تصدق

لو طرح أحد الكتاب مقالاً قبل شهر يقترح فيه أن يفرض المسلمون عقوبات اقتصادية على إحدى دول الإتحاد الأوروبي , لأصبح الكاتب ومقاله مكاناً للتندر والسخرية

إذ كيف يفرض المسلمون عقوبات على دولة من دول الغرب

ولو أن الكاتب ( الذي طرح المقال ) زادها حبتين وقال أن رئيس وزراء هذه الدولة الأوروبية سيخرج في التلفاز ويجمع السفراء يسترضي المسلمين لرفع العقوبات عن بلده

لقيل للكاتب حينها ,, ( تغطى زين قبل أن تنام )

صدق أو لا تصدق

المسلمون ,, ولأول مرة في التاريخ المعاصر ,, يفرضون حصاراً اقتصادياً على دولة أوروبية

نعم هو حصار اقتصادي من جهة المسلمين فقط ,, ولكنه حصار مكلف على الدنماركيين وغير مسبوق

لكن هناك حقيقة أخرى يجب أن لا نغفل عنها ,, ألا وهي

أن المسلمين غير منظمين ,, غير قادرين على الإتفاق على خطوة كهذه

إذاً كيف اتحدت كلمتهم هنا ؟؟

في ظني أن الجواب في قوله الله عز وجل ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )

ما حدث هو سنة الله فيمن يستهزىء بالنبي صلى الله عليه وسلم

سواء تحرك المسلمون أم لم يتحركوا

سنة الله ماضية فيمن يستهزىء بمحمد صلى الله عليه وسلم

ولو وكل الأمر إلى المسلمين ,, لما استطاعوا أن يتحدوا على مقاطعة ( سوبرماركت ) للأسف

ما حدث هو آية من آيات الله لمن تأمل

ما حدث هو أمر من فوق سبع سماوات , وكل شيء بإذنه سبحانه

القضية لها أربعة أشهر

وفي ظرف أسبوع واحد حدث ما لا تستطيع لا حكومة , ولا حزب ,, ولا أياً كان أن يفعله

بُذلت في سبيل مقاطعة البضائع الأمريكية أضعاف أضعاف الجهود والأوقات التي بذلت في قضية الدنمارك

ولم يتحد المسلمون على مقاطعة أمريكا

يتساءل بعضهم ويحتج ,, لماذا تقاطعون الدنمارك ولا تقعاطعون أمريكا التي فعلت وفعلت وفعلت

ورغم تقديري لمشاعرهم ,, إلا أنهم للأسف لا يعرفون الفرق بين الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم والإساءة لغيره من الناس

لم يتحد المسلمون على مقاطعة أمريكا

بينما في هذه القضية كأنما سماء صحو ,, فجأة وبلا مقدمات ,, تلبدت بالغيوم ,, وانهمرت السيول

لم تقم المقاطعة بسبب توجيه إعلامي ,, أبداً ,, بل وسائل الإعلام هي من لحقت لتغطي أخبار المقاطعة

لم تقم المقاطعة بتوجيه من عالم أو داعية أو جماعة ,, بل العلماء والدعاة لحقوا بركب المقاطعة بعد انطلاقها

منزلة محمد صلى الله عليه وسلم عالية عند رب العالمين

ولا نستغرب حينئذ أن يفرض المسلمون حصاراً اقتصادياً على دولة من دول الإتحاد الأوروبي في مثل زمننا هذا

لا لشيء

إلا لأن الإساءة وقعت على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

ولو لم يتحرك المسلمون ,, لنصر الله نبيه أيضاً

يقول تعالى ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )

يعني نصرتوه ولا ما نصرتوه ,, رب العالمين سبحانه ينصره , بكم أو من دونكم

والمنة لله سبحانه ,, لا منة لأحد في نصرة نبي الله صلى الله عليه وسلم