كوبنهاغن- وكالات

أعرب وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ موللر عن “قلقه العميق” الاثنين 30-1-2006م من تفاقم الأزمة الناجمة عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها في سبتمبر/أيلول الماضي صحيفة دنماركية.

وتواجه الدنمارك احتجاجات واسعة في البلدان الإسلامية وخصوصا في الشرق الأوسط حيث تتعرض منتجاتها لحملة مقاطعة من المستهلكين وتحديدا في السعودية والكويت.

وقالت استريد غاد نيلسن مديرة الاتصالات في مؤسسة “ارلا فودز” التي تبلغ مبيعاتها حوالي ثلاثة مليارات كورون دنماركي (402 مليون يورو) في الشرق الأوسط سنويا, منها مليارا كورون في السعودية, “ان اثنين من باعة ارلا فودز ليسا دنماركيين تعرضا للمضايقة اليوم الأحد في مكة, وهذا ما يقلقنا”. وأضافت “أن صادراتنا بلغت نقطة الصفر عمليا إلى هذه المنطقة”.

وقال وزير الخارجية الدنماركي في بيان إن الحكومة الدنماركية “تدين بشدة هذه الاعتداءات وكذلك حرق الأعلام الدنماركية في العالم العربي (في الضفة الغربية), وتنتظر من حكومات هذه البلدان أن تفعل الشيء نفسه”.

وأضاف موللر أن هذه التصرفات “تثير القلق”, لأن الدنمارك “تقيم علاقات جيدة مع العالم العربي واضطلعت بدور ايجابي على الصعيد الدولي في عملية السلام في الشرق الأوسط ولتشجيع حوار التفاهم” مع هذه البلدان.

وسيطلع الوزير الدنماركي غدا الاثنين نظراءه في الاتحاد الأوروبي ببروكسل على ملابسات المسألة, وستقرر الحكومة في ضوء هذه المحادثات مع الاتحاد الأوروبي الاتصالات اللاحقة التي ستجريها للخروج من هذه الأزمة.

وشملت مقاطعة المنتجات الدنماركية ماركات أخرى مثل نوفونورديسك (ادوية) وغرندفوس (مضخات), كما ذكر اتحاد الصناعات الدنماركية.

وقد امتدت حملة المقاطعة للبضائع الدنماركية يوم أمس إلى العديد من البلاد الإسلامية الأخرى غير السعودية والكويت والأراضي الفلسطينية، حيث أعلن أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الحكومة) الليبية شكري غانم أمس أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في كوبنهاغن فيما عبر الليبيون عن استيائهم مما نشرته الصحف الدنماركية بالدعوة إلى مقاطعة شراء وبيع البضائع والمنتجات الدنماركية.

وكذلك دعا متظاهرون في اليمن إلى مقاطعة البضائع الدنماركية والنرويجية على السواء لحين الاعتذار عن نشر الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم).

أما في الإمارات فقد ندد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي محمد بن نخيرة الظاهري بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد, معتبرا أنها “تطرف ثقافي” وليست حرية تعبير كما جاء في تبرير كوبنهاغن.

وتعهد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن تتابع بلاده عبر منظمة المؤتمر الإسلامي تتعهد متابعة “معاداة الإسلام” في الدانمارك مؤكدا أن مقترحات “قيد الطرح والإعداد النهائي حاليا للمصادقة على قرارات في الأمم المتحدة للحيلولة دون التعرض للمقدسات الإسلامية”.

وحده الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي زار الدنمارك أمس الأحد عبر في كوبنهاغن عن “رضاه كرجل مسلم” عن التفسيرات التي قدمتها الدنمارك حول نشر رسوم كاريكاتورية تظهر النبي محمد, ملاحظا أن الصحافة حرة في اتخاذ قراراتها.

وناقش كرزاي الذي قام بزيارة عمل لكوبنهاغن استمرت 24 ساعة, مع رئيس الوزراء الدنماركي اندرز فوغ راسموسن موجة الاستياء في العالم الإسلامي اثر نشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في صحيفة دنماركية في 30 سبتمبر/ ايلول الفائت.

وقال الرئيس الأفغاني أمام الصحافيين “شرح لي رئيس الوزراء موقف الدنمارك الذي أجد انه مرض كرجل مسلم, الواقع أن الصحافة حرة في الدنمارك كما في أفغانستان, ولا نستطيع مراقبة ما تقوم به”. لكنه تمنى على وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم أن تكون “أكثر احتراما ومسؤولية حيال الثقافة والدين ووجهات النظر”.

وكرر رئيس الوزراء الدنماركي أمس موقفه من قضية الرسوم المسيئة وقال “الحكومة لا يمكن أن تؤثر في أي حال على وسائل الإعلام, ولا يمكن تحميلها مسؤولية ما تكتبه صحف مستقلة, كما لا يمكن تحميل الدنمارك كأمة”.

وكرر أيضا “إدانته لأي تصريح أو عمل يهدف إلى استفزاز مجموعة بسبب دينها أو انتمائها الاتني”, مذكرا بان صحيفة “جيلاندز بوستن” عبرت الجمعة عن أسفها في مقال افتتاحي وأوضحت أن نيتها لم تكن الإساءة إلى المسلمين.