شهدت المجتمعات مع مطلع القرن العشرين الميلادي تغيرات واسعة في مجالات الحياة المتلاحقة، نتج عنه تفتح عقول الناس ورغبتهم في مجاراة هذا التغير عن طريق استقائهم من مناهل المعرفة المختلفة.
وفي الوقت ذاته استقلت التربية كفرع من فروع العلوم الاجتماعية، وأصبح لها مفكروها ومبدعوها الذين يحاولون أن يواكبوا العصر الذي يعيشون فيه.ومع تزايد إعداد الناس المقبلين على الدراسة الجامعية، وقلة المقاعد الدراسية الموجودة في هذه الجامعات وكذلك قلة الكوادر التعليمية نتج عن هذا ولادة فكرة (جامعة الهواء) في اليابان لأول مرة..

ففي الستينيات من القرن العشرين، ومع انتشار البث الإذاعي والتلفزيوني بين الناس، جعل المهتمين بالتربية يرون انه طالما يمكن للطالب والراغب في المعرفة أن يلتقط هذه المعرفة من هذه الوسائل الحديثة المتطورة فما الحاجة إلى حصر هذه المعرفة بين الجدران وفي أماكن وساعات محددة..

ولم ينته عقد الستينات حتى أصبحت (جامعة الهواء) أو حسب ما يسميها البعض (جامعة بلا جدران) حقيقة ماثلة للعيان، وبدأت الدراسة فعليا في أول جامعة مفتوحة في العالم عام 1971م في بريطانيا _مع أن الفكرة في أصلها كانت يابانية_.

وتستخدم الجامعة المفتوحة أو (جامعة الهواء) نظام التعليم متعدد الوسائط، كالبرامج التعليمية التي تبث بواسطة المذياع والبرامج التعليمية التي تبث عن طريق الأقمار الصناعية، والحقائب التعليمية التي ترسل بالبريد العادي وغيرها….

وهذه الجامعات المفتوحة لا تضع شرطا لسن التلميذ او جنسه أو حتى طريقة تناوله للمنهج فله الحرية في طريقة تناوله للمنهج بإحدى الطرق مثل أفلام الفيديو أو الرجوع للمراجع والكتب أو قيامه بزيارة الجامعة في بعض الأحيان.

بالنسبة لنظام الاختبارات بها فيحدد مكان وزمان ليؤدي فيه الطالب الاختبار..وفي بعض جامعات الهواء الحديثة يتم الاختبار عن طريق الهاتف أو الفاكس أو حتى مواقع الإنترنت.

هذه فكرة مبسطة عن جامعة الهواء التي تعد بالرغم من السلبيات العديدة التي توجه لها منها عدم مصداقية الشهادة التي تعطى منها في العديد من المؤسسات والشركات إلا أنها تبقى إحدى وسائل المعرفة والإطلاع في عالم متسارع الخطى.