نرى في كثير من الاحيان شاعراً او شخصا ممن يكتبون الشعر
وقد كتب على صدره وباب بيته وعلى قصائده  بالخط
العريض (انا وليس غيري يمثل الحداثه) وياتينا آخر ممن
يكتبون ايضا ويسمون ما يكتبونه شعرا ليقول لنا بفخر
( انا ما بعد الحداثه )  فاذا اردت وانت المعني بواقع
الثقافه ان تناقش هذا الانسان و تطلب منه ان يشرح لك
بعض الالغاز في سيمفونيته وترنيمه اشعاره من تيار
الحداثه او ما بعدها نظر اليك نظره استخفاف  وقال :
ارجوا ان تقرا كثيرا عن الحداثه او ما بعدها حتى
تصل الى معنى قصائدي.

ان الحداثه ليست كسر اوزان و الشعر  ليس التزاما بوزن
وقافيه فقط وننسى ( قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل)
كما ان الاستخفاف بالوزن ليس من مصلحه الشعر
والتطور الثقافي فهو الكفيل بتربيه اذواق الناس وتهذيبها
والا فهل ينكر احد ان الوزن والقافيه مما تفردت به
لغتنا العربيه عن سائر اللغات الاخرى وانه الاسس
الهامه التي قامت عليها اصول اللغه العربيه ……

اذا فما بالنا نحطم اسسنا ونترك البنيان بلا
اساس  ام اننا نريد ان نترك الحبل على الغارب
ونقول للذئاب هيا انهشي في لحومنا فهي امامك
بدون حصن يحميها وبدون  واق يقيها.
والحداثه ليست (شركه مقفله) او (منطقه محصوره)
بل ارتباط بالزمن و قضاياه وهي ملكنا جميعا لان
الزمن ملك للناس جميعا فقد نختلف حول الشكل
او حول قيمه القصيده هذه او تلك ولكننا يجب
ان ندرك ان الشاعر الذي يكتب من خلال
الاوزان الخليليه ربما يكون اكثر حداثه من
(شاعر) يلقي بثرثراته على الناس بعد ان
يدمغها باختام الحداثه التي لا تمد اليها
بصله لانه لا يعرف جوهرها ولا الاسس
التي تستمد منها قوتها لتكون عنصرا
فعالا يساعد في تطور الثروه الابداعيه للانسان.