نداء من قسم المرآة في الرابطة العراقية في بريطانيا

الى الضمائرالحية

بعد أن سعى قسم المرآة في (الرابطة العراقية في بريطانيا) طيلة الأسابيع الماضية إلى مناشدة العديد من المؤسسات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان ، حقوق المرآة ، المحاكم النسائية ، التجمعات الإسلامية، نعلن شعورنا بخيبة أمل كبيرة إزاء الموقف السلبي الذي ألتزمته تلك الجهات في عدم تجاوبها مع قضية المواطنة العراقية (جيهان صبيح مصلح – 23 عاما) التي تم اعتقالها بطريقة وحشية من منزلها في العاصمة العراقية بغداد إمام والدتها الأرملة ، في صورة وضعت حزمة الشعارات التي رددت وما تزال! عن حقوق المرآة التي تشدق بها المتشدقون (صانعو الحرية والديمقراطية وأذنابهم ) تحت بساطيل جنود الاحتلال وعملائهم . . .
أيها الأخوة والأخوات ، إننا إذ نسعى بكل ما يؤتينا الله تعالى من قوة لإطلاق سراح اختنا جيهان ، فإنما انطلاقا من قناعاتنا بما يلي :

1) تلبية لأمر رسولنا الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ، و اتقاءا لشر عدم الأخذ به، حيث قَال عليه الصلاة والسلامَ ” مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ “. ولكم أن تتخيلوا الحال الذي تمر به أختكم في احد السجون، الذي يعد سجن (أبو غريب) وما تسرب عن بعض فضائحه، احد العينات.

2) إن نصرة المعتقلة جيهان إنما هي نصرة لعشرات المعتقلات العراقيات اللائي يتكتمن أهاليهن عن الإفصاح بحقيقة اعتقالهن خشية الفضيحة (بحسب الأعراف المجتمعية السائدة) ، وان كانت أم جيهان قد صرخت بقصة الاعتقال أمام الفضائيات واستصرخت ضمير العالم لنصرتها ، فالواجب يحتم على كل من سمع ويسمع بقصتها نصرة شجاعتها، حتى تكون أسوة حسنة لأهالي المعتقلات جميعا .

3) أن الفزع الذي ينتابنا حين نسمع القصص التي يرويها الرجال المفرج عنهم من تلك المعتقلات حول أساليب التعذيب وحالات الاغتصاب التي تعرضوا لها، إنما تشعل في أنفسنا نار الألم والقلق إزاء الحال التي تواجهها نساءنا في تلك الأقبية ، وهنّ الضعاف الجسد ، الرقاق الحس . .. وإننا لنعجب بحق ممن يدير ظهره لهذه المأساة من المسلمين ، فلا ندري بم سيجيب رسولنا الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم حين يلقاه ، وهو الذي كان قد ( أنّب!) الحادي الذي كان يحدو الإبل التي ركبتها يوما نساؤه بأن يهوّن في سيره لئلاّ يؤذي النساء ، بقوله ” وَيْحَكَ يَا أنجسة رُوَيْدًا سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ” ، فهل من جواب حول صمته عما تواجهه القوارير في ظلمات تلك السجون ؟!

4) إن كان لنا أخوة في العراق قد رفعوا سلاحهم بوجه المحتل وأذنابه فأفقدوهم الصواب ، فما زادهم إلا تخبطا على تخبط ، فإننا لا نجد سوى القلم ندون به آلام أهلنا عسى ربنا إن ينفعهم به ، راجين أن نكون ممن أتمروا بأمر الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم ” جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ”.

أيها الإخوة والأخوات ، إن إطلاعكم على هذه السطور إنما تعد أمانة في أعناقكم تسألون عنها يوم القيامة ، فسارعوا لإبراء ذمتكم أمام الله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ، ولتحشدوا طاقاتكم كل حسبما أوتى واجتهدوا في جهودكم وابتكروا من وسائل النصرة ما استطعتم ، ولتبقى صرخة أم جيهان في أسماعكم حتى يكتب الله تعالى لها الفرج ، فليس ذلك على الله بعزيز …

قسم المرأة – الرابطة العراقية في برطانيا