الرسمُ والشعرُ توأمان. كما نرسمُ لوحاتنا الشعرّيةَ بالكلمات، فإننا نكتبُ قصائدَنا بالألوان. الفرقُ الوحيدُ بينهما هو أُسلوبُ العملِ وأدواتهُ. الشعرُ يحملُكَ على جناحيه ويحلّقُ بكَ في فضاء الدّهشة. والرسمُ بالألوانِ يحملُكَ على قوسِ قُزح، ويغمرُ روحَك بالفرح. قبل أن أبدأ الرسمَ لأيّ لوحة، أشعرُ بالرّهبة كمن يهمُّ بدخولِ مكانٍ مُقدّس. وما أن أُمسكَ الريشةَ وأبدأ اللعب بالألوان، حتى تنطلق من أعماقي ينابيعُ السعادة.

حين رسمت لوحات القدس ويافا والناصرة وبيسان والصبّار، أحسستُ بأنني قد أعدتها إلى الحياة من جديد. وشعرتُ بأنّ إحساسي بالحريّة قد تعمّق، وبأنّ حقّي في العودة إلى ذلك الجزء الغالي من الوطن الحبيب ، لم يَعُدْ مُستحيلاً.

كلما تأمّلتك أيتها الزهورُ الرائعة

أغرقُ في أريجكِ الأخّاذْ

وتبهرني ألوانُ ثيابك الأنيقة

وتُدهشني ابتساماتك العذبةْ

وتتملكني لحظاتٌ من الخشوعْ

فتتمتمُ شفتاي بتسبيحِ الخالقْ

الذي أبدعكِ وقدّمكِ لنا هدايا تُفرحنا

وتملأُ قلوبنا بالنشوةِ والأملْ