سأنهي عامين من العذاب…
عذابي الذي اخترته لنفسي…
طوال عامان وأنا منك أستجدي…
حبا وكأني اطلب المستحيل…
أضفتي المستحيل الى لغتي…
وما كنت أؤمن بوجود المستحيل…
عامان وأنا غارق بأوهامي…
عامان وأنا اصر على حماقاتي…
****
أحببتك حبا تجاوز حدود الجنون…
فقابلتي حبي بتيه وغرور…
سلمت لك جميع مفاتيح قلبي…
وأوصدتي أبواب قلبك في وجه حبي…
جعلتك حبيبتي وجعلتيني ضحيتك…
مارستي على قلبي الضعيف…
كل ما تجيدينه من أصناف العذاب…
حرمت عيني طعم النوم…
تركتيني أموت بشوقي وشكي…
أريتينى معنى قساوة الأطفال…
دمرتي رجولتي و زعزعتي ثقتي بنفسي…
****
قولي لي ماذا انت في فاعلة؟…
لماذا تصرين على تحطيمي؟…
هل تجدين متعتك بتعذيبي؟…
سألتك بالله أجيبيني يا معذبتيي…
لا يمكنك تركي غارق بحيرتي…
تحركي… أنطقي… تكلمي…
لا تقتليني بصمتك الخالي من المعاني…
****
مسحت من تعابير وجهي…
معاني الفرح والرضا والأمان…
وحولتيها لحزن وشرود وضياع…
وبعد كل هذا أقولها لك…
وبكل غباء (أحبك)… أجل أحبك…
فمن حقك أن تفعلي بقلبي ما شأتي…
فقلبي لم يعد قلبي ملكا لجسمي…
ولم يعد يضخ دمي في شرايني…
بل أصبح طوعا لأمرك يا معذبتي…
منذ أن رأتك للمرة الأولى عيناي …
منذ أن تاهت سفني في بحر عينيك…
منذ أن تمتعت بتحطيم أشرعتي…
****
كم كنت مخطأ حين أبحرت الى عينيك…
قد أضعت خارطة العودة لدياري…
هل ياترى ستعود سفني سالمة لمينائي؟…
هل ستسطع الشمس مجددا في سمائي؟…
هل سأشفى من جراحاتي؟…
****
لقد أدمن جسمي على آلامي…
فما عدت أشعر بجراحاتي العميقات…
اصنعي بي ما شأتي فلم أعد أبالي…
بعثري أجزائي أو لملميها…
قطعي شرايني أو اوصليها…
أثخني جراحي أو داويها…
****
لم تعد هذه الدنيا تغريني…
لقد فارقت شفاهي ابتساماتي…
ظللت عامين بصمت أعاني…
وليس هناك من يشعر بمعاناتي…
وليس هناك من يمسح دموعي…
وليس هناك من يخفف من ألامي…
****
لم يعد جسمي النحيل يحتمل أحزاني…
فماذا أفعل؟ وكيف سأفصح عن آهاتي؟…
ولمن سأعزف لحن معاناتي؟…
****
من هذا الذي أحتل في قلبك مكاني؟…
من هذا الذي دمر أحلامي؟…
من هذا الذي بنى مملكته على أنقاضي؟…
أجيبيني هل أحبك بمثل جنوني؟…
أبدا لن يستطيع احد أن يحبك بأسلوبي…
****
يكفي يا صغيرتي لقد تماديت بتعذيبي…
لم يعد جسمي قادرا على مجاراتي…
ولم أعد قادرا على اكمال مشواري…
****
سأستقيل من حبك يا معذبتي…
وسأرفع الراية البيضاء معلنا استسلامي…
سأدوس على قلبي وأشواقي…
سأغادر عواصم الحب بجراحاتي…
سأدع الآمي اما تقتلني…
أو تتعافى ببطئ فلست أبالي…
فمن كان مبللا لا يخشى من الأمطار…
سأخط باستسلام نهاية مأساتي…
وأنت أضيفيني لقائمة ضحاياكي…
وافخري بأنجاز جديد اقترفته يداك…
****
سأدون معاناتي في دفاتر أشعاري…
فلن أجد غير القلم ليخفف ألآمي…
أعترف لك برضوخ يا معذبتي…
حقا لقد أتقنت تعذيبي…
شكرا لك يا معذبتي… شكرا…