مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #47461
    غاليتي
    مشارك

    هجم الليل بقساوتة وحنانة على مخيم بلاطة والقمر بالمحاق عندها كانت ريماء تقزل ماتت جارتنا الحيفاوية كما يطلق عليها في المخيم قانعة بمعنى موتها وليست كما الاخريات اللواتي عرفتهن صمتت اباء لبرهة ورددت لشقيقتها ما قالتة جارتهن امامها قبل ان يسقط بلا ضجيج واضافت قبل ان يختنق صوتها الذابل اصلا بشكل كلي قالت الحيفاوية ارادت ان تضيف كلمة ما ، لو لم يختفها ذاك المقدس المتسلط رغم عدلة
    رغم عدلة احيانا لانة يعمل على التساوي الاجساد واعادتها الى دورة الحياة متشابهة فدخل في هذة الاثناء صوت والدتهما مقاطعة وهي تقترب من جلستهما الوجدا نية تمسك بكلتا سنارة وكبة خيطان صوف تحيك قطعة قماش حمراء للحصول مقابلهما على بعض النقود . قائلا هذة شعارات والى وقتها
    تابعت ريماء وصف موكب الجنازة الذي مر بالوقاق القريب من منزلهم بالمحارب دون ان تاية للذي قالتة والدتها عندها سمعت صوت زعقات خافتة لاخيها الذي لم يتجاوز الست شهور تقدمت بخطوات سريعة لكن حطوات امها كانت اكبر واسرع وعندما دخلت الفرفة المسقوفة بالزنك تسمرت للحظة مندهشة حين رات الطفل المتضور جوعا يمسك بيدة تدي امة الذابل الفارغ كالنمر الجائع حين ينقض على فريستة ويضغط شفتية الصفر اوتين الشاحبتين عبثا استمر بنفس الحركة متفائلا ولكن حلمة تلاشى كالسراب تاركا دموعة تمتزج
    بقليل من المرارة الصفراء و لحظة الدهشة تحولت الى لحظات من التأمل الطويل . فبالرغم من عمق مأساتهم و مرارتها , كانوا يلهون بطريقة ذات طقس خاص كما يلهوا الزرع حين يقترب الغيث ,و ينظرون بعيون بعضهم البعض دون ان ينبسوا ببنت شفة تماما كما يلتقي الليل و النهار .
    اقرتبت اباء في هذه الاثناء من الباب بعد استعدادها و شقيقتها لمسيرتهم الليلية لتأخذ ظرفين فارغيين من البلاستيك بحركة اعتادت عليها يدها اليسرى و هتفت لولتها واعدة بالعودة سريعا من المهمة الموكلتان معا بتنفيذها بصورة متكررة و اذا لم يخدش حيائهن اي شخص متواجد بالقرب من المكان المنشود بمحاذاة (ملحمة الجزار) عندها كانت تلف غطاء تقليدي حول رأسها , بينما لاحت عيناها من خلال الغطاء الذي يباسب لون ثيابها كما شقيقتها ريماء ,,لتتهيأن للهو مع حياتهن و سخرية استمراريتها بمعناها القدري و عند وصولهما للمكان المقصود رددت الاولى قول ابو ذر الغفاري “اتعجب ممن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج للناس شاهرا سيفه “.
    فترفع من معنويات شقيقتها المترددة , و تحثها لجمع بعض الاضلاع و العظام المرمية بحاوية القمامة المستقرة منذ زمن بجانب مدخل ملحمة الجزار و بعد ان نفذت المترددة المهمة , عادتا الى المنزل و قالتا لوالدتهما بتصميم , هيا يا اماه لنبحث بمنفاها عن مكان حنون لا مردوخ يعبد بها , و لات رغيف يموت قبل انتقالنا الى المنفى الابدي الذي تستشعره و هو يلوح قريبا من الافق .
    اقتربت الام متجاهلة ما يقع على مسامعها , تبحث عن الافضل بين الاضلاع كي تضعهم داخل القدر مع قليل من القمح المقشور لتجهز طعام الليل قبل ان يبزغ الفجر.
    حينها ردت الشقيقة المرافقة و هي تضع عيناها داخل احد الظرفين فلا تنسي يا اختاه ان اجمل الزهور و اكثرها شذى هي التي تكسر الصخور و تخترق الجبال ,,فابتسمت الوالدة بسخرية ,و كأن خبرتها بالحياة اخضعتها امام طمع الاغنياء ,و حش الواقع..!!
    و بعد انسلال شعاع الشمس من النافذة الشرقية ,كان الطفل يبتسم ببراءة الحقول ,تماما عندما رأى والدته و اخواته تتفتح روحهن من جديد كما زهر التفاح رغم البرد و الاسلاك المحيطة بالمكان.
    كل هذا حدث اثناء تناولهن طعام العشاء صباحا …و صباحا اجتمعن يقررن بشأن مصيرهن الغامض ..!! مصيرهن الذي صمم كغيرهم على ايدي المحتل ,و نفذ بمساعدة زعماء ..!! تم وعودهم بالحصول و اخذ كل شيء , فخسروا كل شيء …. و جلستهن المستمرة كانت ترجح كفة ميزانها مقدما للرضاء بالمألوف كباقي الفقراء.
    &&
    *هذه القصة بقلم المعتقل السوري في السجون الاسرائيلية كميل خاطر

    #623186
    نسمات
    مشارك

    الف شكر غاليتي,,
    قصة جميلة جدا ,,والى المزيد**

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد