أبدعت في اداء الدور بالمؤثرات المناسبة : السرد الروائي والصمت البليغ والبكاء واستدعاء التراث من امثال وحكم مصحوبا بلطمية في بداية المشهد ونهايته ، كل ذلك بلكنة ايرانية أخاذة ، ممثلة المسرح المقفول (أ) . وهذا النوع من المسرح السريالي جديد على العراقيين الذين حسب وصف قناة (العراقية) جلسوا وعلى رؤوسهم الطير، وهم يحاولون تخيل المشاهد الموصوفة خاصة مشهد النساء الحافيات في الصحراء يرتدين الخلاخيل الذهبية والاساور والقمل يسري على رؤسهن واكتافهن والذي كان قمة التعذيب خلال اربع سنوات.
ثم قبل اطلاق سراحهن يأتي اليهن الاشرار ويطلبون منهن التبرع بالخلاخيل والاساور . ولا ادري لماذا لم ينتزع الاشرار هذا الذهب منذ اول يوم دخلن فيه المعتقل كما يحدث في كل سجون العالم حيث تحتفظ ادارة السجن بممتلكات السجين الشخصية ثم تعاد اليه عند الافراج .

جلس العالم يبكي على الممثلة الايرانية التي تعلو المسرح لأول مرة وهي تتحدث كيف ضاع شبابها في السجون فقد اعتقلت وعمرها 16 سنة وخرجت وعمرها 20 سنة ووجدت كل زميلاتها اصبحن مدرسات وطبيبات وهي مجرد ربة بيت .

وجلس العالم يلطم وهو يستمع اليها باللكنة الايرانية وصوت يشبه صوت الممثل المصري ابراهيم نصر وهو يتقمص دور امرأة . . مما ذكرنا ببرنامجه الكاميرة الخفية . . وكنا في كل لحظة نتوقع ان يخرج ابراهيم نصر وهو يزيل الشعر المستعار ويضحك للجمهور بوجهه المصبوغ . ولكن الست (أ) استمرت تصف الماء الساخن والغرفة الحمراء والمرأة التي ولدت واقفة . . والخروج الى الحمام الذي يجب الا يزيد مدته على 5 دقائق والا الضرب بالخراطيم . وضرب امامها اخوها . . ياسبحان الله . . نفس شهادة الاخ الايراني الاخر الذي قدم عرضا على المسرح المكشوف امس . أليس من المفروض ان تكون هي في قسم النساء ؟ فكيف تذهب الى نفس الحمام مع الرجال ؟

الله أكبر ياربي . . (هذا بصوتها ) . . بكاء .

بعدين كالوا .. يمة ضوية اخت عبد جواد . .

القاضي: قولي ماحدث لك انت فقط .

– غير احجي اللي شفته وعانيته ؟ ضوية جابت بالسجن والطفل اختنك بين رجليها .

القاضي: تكلمي عن نفسك فقط

الست (أ) – ودونا للصحراء . و صاحوا اسامينا . والله العظيم شفت زمال . . حسدت الزمال . . حسدته على حريته !! اخذونا للصحراء . . شفنا اهالينا واقرباءنا سود جير . اول ما وصلنا كالوا لنا خالتكم توفت بالسجن . يعني شلون خبر نتلقاه اول ما نطلع من السجن .
عشنا بالصحراء . ماي مال بير . . حتى لما امشط شعري راسي كان يوجعني . وكنا نمشي مسافات طويلة حافيات واحنا ربات عز . . حتى انشلع مني 3 اظافر (وسردت كيف كان الظفر ينشلع منها اثناء المشي ثم يطلع واحد بدلا منه ) وتحدثت كيف كانت السجينات يصنعن نعالا من الكارتون يربطنه على اقدامهن (كارتون في الصحراء ؟) لاماء ولا غذاء . فترة انقطع الغذاء . والاطفال كانوا يجمعون الاكل من الزبل (صحراء فيها زبل يعني فيها اكل !!) ثم طلعوا مظاهرات يكولون الموت احسن من هالعيشة . اربع سنوات شبابي راح بالسجن من عمر 16 سنة الى 20 سنة انحرمت من الدراسة . صديقاتي صاروا مدرسات وطبيبات وانا ربة بيت . جاءوا علينا يوم وقالوا صدام قال اطلقوا سراحهم . كان معنا عائلات من الشرقاط والعوجة . ما انسى واحد قال : صدام قطع الذرية . . سألناه كيف ؟ قال : لأنه حط النسوان بسجن والرجال بسجن وهكذا قطع الذرية !! (الست أ تفكيرها علمي تماما لهذا كانت تريد ان تطلع دكتورة !!)

واحنا بالصراء جمعوا من عدنا تبرعات فلوس وذهب اللي عنده فلوس والله عندها ذهب اللي عندها حجل . . بتوت . . قرآن ذهب .

جينا لبيوتنا كل شي مالكينا .ابويا كان يملك نص الولاية : 9 بساتين صار يشتغل بالكروة عند واحد واحنا كنا 14 نفر .

القاضي: لما رجعتوا كم كان عددكم الكلي ؟
– كنا 85 عائلة . وابويا ماخلص من التحريات والتفتيش الا لما سقط النظام . ابويا ارتاح .

القاضي: شكواك ضد من ؟
الست أ : ضد صدام حسين واعوانه .
القاضي: سبب الشكوى ضد صدام
الست أ : غير هو رئيس جمهورية وكل شيئ يحصل بأمره ؟

سألها القاضي ان التفاصيل التي ذكرتها الان لم تذكرها في افادتها في 12/12/2004 فهل توضح سبب الاختلاف ؟
واعاد السؤال مرتين وثلاثة ولم تجب . . تجاهلته او كأنها لم تسمعه وكانت تجيب بشيء آخر .
(ويبدو ان كل الشهود زادوا على افاداتهم منذ التحقيق حتى الان )

سؤال من المدعي العام : هل حقق معك احد ؟
-لا
– اثناء توقيفك هل زاركم احد من المسؤولين ؟
– لا
(مع انها ذكرت سابقا انها تعرضت لانتهاكات في التحقيق حيث نزعت عنها ملابسها وضربت بالخراطيم والكهرباء وقيل لها انها لو كانت موقوفة في الامن العامة وليس المخابرات لما خرجت بكرا .)

وقد طالب المحامين رؤية الشاهدة ووعدهم القاضي ان يفعلوا بجلسة سرية بدون وسائل الاعلام . كما كان الصوت الذي تم تغييره بوسائل تقنية غر مفهوم احيانا وطالبت اكثر من جهة في المحكمة علاج ذلك .

بعد ان قطعت الجلسة هنا ، عادت مرة اخرى وكان هناك شاهدة اخرى خلف الستار عمرها في السبعينات . . وبينما هي في بداية الحديث قطع البث .

واستمعت المحكمة الى شاهد آخر رمز اليه بالحرف (ج) وادى دوره من خلف الستار ايضا ويبدو انه كبير في السن وناقض نفسه كثيرا في روايته وحين سأله المحامي النعيمي ان كان قد شاهد قتل 9 اشخاص بالطائرات في يوم الحادث قال اولا نعم ثم قال شفت ثلاثة اعرفهم ثم اتضح انه شاهد جثثهم ولم ير قتلهم بعينيه وحين اصر المحامي النعيمي اذا ماكان قد شاهد اي قتل بنفسه قال :
– وين اشوفهم آني خاتل بالبيت .

ثم يبدو انه اخطأ بحساب عدد دونماته من الاراضي التي ملكه وقال انها انتزعت منه . وتناقض في المدة التي بقي فيها في ابو غريب مرة يقول سنتين ومرة اربع سنوات . كما ذكر انه لم يشاهد اي تعذيب . وحين سئل متى حصل الحادث قال :

– شمدريني . كان رمضان وكنت صايم ونايم .

وتحدث السيد برزان بعدة ملاحظات منها ان الدولة عوضت اهل الدجيل تعويضا مجزيا عن الاراضي والاشجار ثم ارجعت لهم الاراضي. وحين قال ان اثنين من ابنائه اخذوهم ولم يرجعوا ، كيف يتأكد انهم قتلوا او اعدموا اذا لم ير جثثهم .

وحين شكك المحامين بشهادة الشاهد شتم الشاهد المحامين حتى اسكته القاضي. وقال انه سيؤجل الى الغد الاستماع الى شهادة اثنين من الشاكين والشهود . وهنا قال الرئيس صدام :

-ملاحظة على بكرة . . يعني انتوا متعمدين تجيبون المتهمين منهكين .

فأجابه القاضي بأن ذلك لم يحدث .

ثم قطع البث وحين عاد كان الرئيس صدام يقول اننا قضينا هذه الايام بنفس الملابس التي علينا وماكو مجال نستحم وماكو مجال نتمشى خطوتين .

وانتقد الرئيس صدام عدم حيادية القاضي حيث اعطى الشهود وقتا طويلا في حين انه اعطى المتهمين والدفاع اقل من 10% مما اعطاهم .

وتدخل المحامون قائلين ان لديهم اشغالهم وبما ان ظروف الموكلين غير مناسبة لماذا لا يؤجل الشاهدين القادمين الى يوم آخر ؟ فأجاب القاضي بأن هناك ظروف تستدعي سماع هذين الشاهدين وسوف يأخذ بنظر الاعتبار ظروف المحامين والمتهمين ويؤجل الشهود الاخرين لوقت آخر . ونهض مغادرا القاعة .

حينذاك سمعنا صوت الرئيس صدام يقول انه لن يحضر غدا مثل هذه المحكمة غير العادلة . وقطع البث .
ولكن مراسل الاسوشيتد برس نشر بعض ما قاله الرئيس صدام – على عهدة المراسل – وهذه ترجمته ولا نعرف في اي مرحلة من المحاكمة قال بعض الملاحظات التالية:

قال صدام حسين غاضبا يوم الثلاثاء انه لن يرجع الى محكمة غير عادلة . اذهبوا الى جهنم.
وقد اشتكى صدام ايضا بأنه ليس لديه ملابس نظيفة وقد حرم من الاستحمام ومن ممارسة التريض . وقال هذا ارهاب.

وقد قال للقاضي بعد الاستماع الى شهادة الشاهدة أ وهي تشكتي من ظروف اعتقالها :” قال ان المحكمة لديها الوقت للاستماع الى الشهود ولكن لم يسأل احد صدام حسين ما اذا كان قد تعرض للتعذيب او الضرب.
وقد حث القاضي على التحقيق في ظروف اعتقاله قائلا :” ان واجبك كقاضي التحقيق في مكان الجريمة. انا اعيش في قفص حديدي مغطى بخيمة حسب القواعد الديمقراطية الامريكية . يفترض بك ان تأتي وترى قفصي .ارجوك ايها القاضي لا تقبل بأي اهانة للعراق . ان الاهانة لاتهم اذا كانت موجهة لصدام حسين لأن الامريكان والصهاينة يريدون اعدام صدام حسين . ماذا يهم اعدام صدام حسين ؟ لقد ضحى بنفسه للعراق منذ ايام الدراسة وقد حكم عليه بالموت ثلاث مرات . ان صدام حسين ورفاقه لا يخشون الاعدام.

* تميزت الجلسة بمشادة كلامية بين يالسيد برزان التكريتي وبين جعفر الموسوي المدعي العام الذي اعترض على مخاطبة برزان له بلقب (رفيق) وهي الصفة التي ينادي بها اعضاء حزب البعث وعند اعتراض المدعي العام كشف برزان من ان المدعي العام هو عضو قيادي في حزب البعث واستغرب من اعتراضه على مناداته بلقب رفيق . (حلوة من السيد برزان )

نقلا عن موقع دورية العراق