الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر هل تأثرت الحضارة الفارسية بالحضارة العربية أو بالعكس؟

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #46871
    السادس
    مشارك

    – ما أوجه تأثر الحضارة الفارسية بالحضارة الإسلامية العربية؟

    الأمم المتطلعة تنبهر بحضارات الأمم الأخرى و بطموحها، تسعى في تقليدها حتى تصل إلى ما وصلت تلك إليه، و من ثم يدفعها ذلك الطموح نحو التقدم و المنافسة بل و قد تصل نحو الاستئثار بالطليعة عن باقي الأمم الراقية. و التأمل في تاريخ الحضارات يدفع الدارس نحو استقراء الأحداث و الوقوف على أسباب رقي الدول و أقوال حکمائها. و نحن حين نطالع تاريخ أمبراطورية الأمة المسلمة منذ ضحاه نرى بوضوح أثر حضارات الأمم الأخرى في الدولة الإسلامية. فبمجرد أن فتح العرب بلاد فارس و الروم و ما تلى ذلک من فتوح نحو الهند و السند و ماوراء النهر حتى حدود الصين ، مابرح المنهج الاسلامي المنفتح أن اقتبس من حضارة تلک الدول، فنرى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدون أدنى تردد يقبل برأي الهرمزان و هو أسير حرب في تدوين الدواوين. و لو وقفنا عند الفرس عند الفتح نجد أن عقليتهم المستنيرة کانت الدافع الرئيسي في قبولهم الإسلام، إذ لم يدفعهم الغرور و لم يغلب على عقولهم رفض فکرة صادرة عن بداة کانوا يرونهم عبيدًا لهم. و حتى قرن و نصف القرن من الفتح الأول کان الفرس في حالة استيعاب للصدمة الحضارية و تأقلم للجو الجديد. و من بعدها تفجرت ينابيع الحرکة العلمية الإسلامية على أيديهم أو أيي المستعربين منهم. و قد کان لهم الأثر في قيام الحضارة الإسلامية العالمية. و تشهد على ذلك أسماءٌ تصدرت الکتب العلمية و الأدبية و صفحات التاريخ ختمت بألقاب مثل : ” النيسابوري السمرقندي، الطبري، الجيلاني، المروزي ، الرازي، البيضاوي، الجرديزي ، الغزنوي ، الکابلي، البخاري، الاصبهاني أو الاصفهاني، الشيرازي ، الفيروزآبادي ، المراغي ، الجرجاني ، النسوي أو النسائي، القمي ، الديلمي ، البيروني، الهمذاني، الإصطخري، الزمخشري، الجويني ، الطوسي ، المدائني ، البلخي، الخراساني، الخوارزمي، الشرواني ، الکرماني ……… و غيرها من ألقاب فارسية “. و کتب الحضارة الإسلامية تزخر بشواهد کثيرة على دور أمة الفرس في الحضارة الإسلامية. هذا الدور البارز للفرس اقتاد الباحثين من عرب و أوروبيين إلى دراسة الحضارة الإسلامية في تلك الدولة و اکتشاف سر عظمتها. و أوجب علينا نحن أهل الضفة الأخرى من الخليج الاطلاع على تاريخ و حضارة هذه الأمة الجارة، حتى يقوم التعاون بيننا على أساس من التفاهم العميق و المدروس على حد مشترك. و في البحرين مع وجود عدد ليس بالقليل من ذوي الأصول الفارسية إلا أن أصحاب الثقافة الإيرانية منهم قليلون جدًا، و يکاد ينعدم منهم من يملك القدرة على الاطلاع على الکتب الفارسية التراثية. و هذه المشکلة لا تقتصر علينا فقط بل في إيران نفسها، إذ تطورت اللغة کثيرًا و تغيرت على مر الزمن فأضحى کل قرن بعد الإسلام للغة الفارسية خصوصية يدخل عامل المکان کذلک فيها. و قد اهتم الدارسون العرب بآداب هذه اللغة و ترجموا منها الکثسر و تأثرت آثارهم بل و حرکتهم الأدبسة بمضامينها سواءً عن طريق مباشر أو عن طريق الأدب الغربي الذي استفاد الکثير من الأدب الفارسي و مدارسه الفکرية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد