الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › هل تأثرت الحضارة الفارسية بالحضارة العربية أو بالعكس؟
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 18 سنة، 10 أشهر by السادس.
-
الكاتبالمشاركات
-
2 ديسمبر، 2005 الساعة 1:50 م #46871السادسمشارك
– ما أوجه تأثر الحضارة الفارسية بالحضارة الإسلامية العربية؟
الأمم المتطلعة تنبهر بحضارات الأمم الأخرى و بطموحها، تسعى في تقليدها حتى تصل إلى ما وصلت تلك إليه، و من ثم يدفعها ذلك الطموح نحو التقدم و المنافسة بل و قد تصل نحو الاستئثار بالطليعة عن باقي الأمم الراقية. و التأمل في تاريخ الحضارات يدفع الدارس نحو استقراء الأحداث و الوقوف على أسباب رقي الدول و أقوال حکمائها. و نحن حين نطالع تاريخ أمبراطورية الأمة المسلمة منذ ضحاه نرى بوضوح أثر حضارات الأمم الأخرى في الدولة الإسلامية. فبمجرد أن فتح العرب بلاد فارس و الروم و ما تلى ذلک من فتوح نحو الهند و السند و ماوراء النهر حتى حدود الصين ، مابرح المنهج الاسلامي المنفتح أن اقتبس من حضارة تلک الدول، فنرى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدون أدنى تردد يقبل برأي الهرمزان و هو أسير حرب في تدوين الدواوين. و لو وقفنا عند الفرس عند الفتح نجد أن عقليتهم المستنيرة کانت الدافع الرئيسي في قبولهم الإسلام، إذ لم يدفعهم الغرور و لم يغلب على عقولهم رفض فکرة صادرة عن بداة کانوا يرونهم عبيدًا لهم. و حتى قرن و نصف القرن من الفتح الأول کان الفرس في حالة استيعاب للصدمة الحضارية و تأقلم للجو الجديد. و من بعدها تفجرت ينابيع الحرکة العلمية الإسلامية على أيديهم أو أيي المستعربين منهم. و قد کان لهم الأثر في قيام الحضارة الإسلامية العالمية. و تشهد على ذلك أسماءٌ تصدرت الکتب العلمية و الأدبية و صفحات التاريخ ختمت بألقاب مثل : ” النيسابوري السمرقندي، الطبري، الجيلاني، المروزي ، الرازي، البيضاوي، الجرديزي ، الغزنوي ، الکابلي، البخاري، الاصبهاني أو الاصفهاني، الشيرازي ، الفيروزآبادي ، المراغي ، الجرجاني ، النسوي أو النسائي، القمي ، الديلمي ، البيروني، الهمذاني، الإصطخري، الزمخشري، الجويني ، الطوسي ، المدائني ، البلخي، الخراساني، الخوارزمي، الشرواني ، الکرماني ……… و غيرها من ألقاب فارسية “. و کتب الحضارة الإسلامية تزخر بشواهد کثيرة على دور أمة الفرس في الحضارة الإسلامية. هذا الدور البارز للفرس اقتاد الباحثين من عرب و أوروبيين إلى دراسة الحضارة الإسلامية في تلك الدولة و اکتشاف سر عظمتها. و أوجب علينا نحن أهل الضفة الأخرى من الخليج الاطلاع على تاريخ و حضارة هذه الأمة الجارة، حتى يقوم التعاون بيننا على أساس من التفاهم العميق و المدروس على حد مشترك. و في البحرين مع وجود عدد ليس بالقليل من ذوي الأصول الفارسية إلا أن أصحاب الثقافة الإيرانية منهم قليلون جدًا، و يکاد ينعدم منهم من يملك القدرة على الاطلاع على الکتب الفارسية التراثية. و هذه المشکلة لا تقتصر علينا فقط بل في إيران نفسها، إذ تطورت اللغة کثيرًا و تغيرت على مر الزمن فأضحى کل قرن بعد الإسلام للغة الفارسية خصوصية يدخل عامل المکان کذلک فيها. و قد اهتم الدارسون العرب بآداب هذه اللغة و ترجموا منها الکثسر و تأثرت آثارهم بل و حرکتهم الأدبسة بمضامينها سواءً عن طريق مباشر أو عن طريق الأدب الغربي الذي استفاد الکثير من الأدب الفارسي و مدارسه الفکرية.
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.