الاسلام دين الحياة كلها وليس دين العبادات فقط والعبادات في الاسلام لاتطلب لذاتها بل لغاية اكبر وفائدة اعظم ولذا لم يركز الاسلام على الكثرة في العبادة بل على النوعية فيها فقد تجدشابا مشغولا بالعبادة اغلب الوقت يفرغ من صلاة واجبة فيشتغل باخرى مستحبة ويجهد نفسه بالصوم المستحب ليصرفه ذلك عن اهتماماته وشؤونه ومسؤولياته الاخرى ……………

ولقد لفت النبي صلى الله علية واله وسلم النظر الى ذلك حينما رأى شابا مشتغلا في العبادة ومنقطعا يستكثر منها فسال عمن يعوله اي من يتولى شؤون حياته ومعيشته فقيل له اخوه فقال النبي “اخوه اعبد منه ” الامر الذي يدلل على اهتمام الاسلام بالعمل ونظرته الواسعة للعبادة …………….

لذا فان حالة الشاب والشابة المستغرق في عبادته تمثل اختلالا في التوازن فالصلاة عمود الدين وكان النبي يجد فيها لذته الروحية وكان يصلي شكرا لله على نعمه ولكن صلاة النبي لم تجمد نشاطه فلقد كان يمارس مهام النبوة في ادارة الدولة والمجتمع وتعليم الناس وتربيتهم وتفقد مرضاهم وقضاء حوائجهم والاستمتاع بالجلسات العائلية الحميمة حتى ورد عنه “خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي” ……….

ان الشاب العابد المتهجد والفتاة القانتة المتبتلة قد يتصوران ان الحياة استقبال القبلة والجلوس على سجادة الصلاة لاطول وقت ممكن واداء النوافل والادعية والاذكار والتسبيحات وتلاوة اكبر عدد من سور القرآن وهذا فهم غير دقيق للعبادة فالعبادة هي عمل يتقرب به الانسان الى خالقه وربه حتى لو لم يكن فريضة عبادية معروفة فالتحية وقضاء حاجات الاهل والاصدقاء والتعاون على مشروع عمل ورفع الاذى عن البشر وكل مايسبب الالم والازعاج لهم كل ذلك عبادة اذا كنت قاصدا بها ان تبني شخصيتك وعائلتك لتكون انسانا ناجحا مباركا اينما كنت السنا نقول “خير الناس من نفع الناس”اذن انت في صلاة دائمة متصلة مادمت في عمل لله فيه رضى ولك وللامة خير وصلاح ………………