الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان أرجو المساعده………………………

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #46311

    محتاجه بحث في (الحجاب) أوفي (الجهاد في سبيل الله)
    أو(النكاح في الاسلام)…………….
    ضروري قبل يوم السبت

    #615655
    mobi
    مشارك

    الحجاب لماذا ؟؟

    الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يوم الدين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين .
    اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أما بعدُ:……..

    فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة , كفيلة بأن تصون عفتها , وتجعلها عزيزة الجانب , سامية المكانة , وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة , فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة , بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة , وَوَحْل الابتذال , أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين

    وفي هذه العُجالة نذكر فضائل الحجاب للترغيب فيه , والتبشير بحسن عاقبته , وقبائح التبرج للترهيب منه , والتحذير من سوء عاقبته في الدنيا والآخرة , والله سبحانه وتعالى من وراء القصد , وهو حسبنا ونعم الوكيل .

    ***

    فضائل الحجاب

    الحجاب طاعة لله عزَّ وجلَّ

    وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    أوجب الله تعالى طاعته وطاعةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم فقال : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب .

    وقال عز وجل : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء .

    وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب , فقال عز وجل : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } (31) سورة النــور.

    وقال سبحانه : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } (33) سورة الأحزاب , وقال تبارك وتعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } (53) سورة الأحزاب .

    وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } (59) سورة الأحزاب .

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ” المرأة عورة ” [ صحيح] , يعني أنه يجب سترها.

    الحجاب عفة

    فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة , فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ} (59) سورة الأحزاب , لتسترهن بأنهن عفائف مصونات { فَلَا يُؤْذَيْنَ } (59) سورة الأحزاب , فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى , وفي قوله سبحانه : { فَلَا يُؤْذَيْنَ } إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها , ولذويها بالفتنة والشر .

    ورخَّصَ تبارك وتعالى للنساء العجائز اللائي لم يبق فيهن موضع فتنة في وضع الجلابيب , وكشف الوجه والكفين , فقال عزَّ وجلَّ : {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ } (60) سورة النــور , أي إثم { أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } (60) سورة النــور , ثم عَقَّبه ببيان المستحب والأكمل , فقال عز وجل : { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } باستبقاء الجلابيب { خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (60) سورة النــور , فوصف الحجاب بأنه عفة , وخير في حق العجائز فكيف بالشابات؟

    الحجاب طهارة

    قال سبحانه : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } (53) سورة الأحزاب , فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات , لأن العين إذا لم تَرَ لم يَشْتَهِ القلبُ , أما إذا رأت العين : فقد يشتهي القلب , وقد لا يشتهي , ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر , وعدم الفتنة حينئذ أظهر , لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } (32) سورة الأحزاب .

    الحجاب ستر

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى حيِيٌّ سِتِّيرٌ , يحب الحياء والستر ”
    ( صحيح) , وقال صلى الله عليه وسلم (( أيما امرأةٍ نزعت ثيابها في غير بيتها , خَرَقَ الله عز وجل عنها سِتْرَهُ )) ( صحيح ) , والجزاء من جنس العمل .

    الحجاب تقوى

    قال الله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } (26) سورة الأعراف

    الحجاب إيمان

    والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات , فقد قال سبحانه : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } (31) سورة النــور , وقال عز وجل : { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ } (59) سورة الأحزاب , ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , عليهن ثياب رِقاق , قالت: ( إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات , وإن كنتن غير مؤمناتٍ , فتمتعن به ).

    الحجاب حياء

    وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن لكل دين خُلُقًا , وخُلُقُ الإسلام الحياء )) . [ صحيح ]
    وقال صلى الله عليه وسلم: (( الحياءُ من الإيمان , والإيمان في الجنة )).[ صحيح ]
    وقال صلى الله عليه وسلم: (( الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً , فإذا رُفِعَ أحدُهما, رُفِعَ الآخرُ)). [ صحيح ]
    وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ” كنت أدخل البيت الذي دُفِنَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعةً ثوبي , وأقول: ( إنما هو زوجي وأبي ) , فلما دُفن عمر رضي الله عنه , والله ما دخلته إلا مشدودة عليَّ ثيابي , حياءً من عمر رضي الله عنه. (صححه الحاكم على شرط الشيخين ).
    ومن هنا فإن الحجاب يتناسب مع الحياء الذي جُبِلت عله المرأة.

    الحجاب غَيْرَةٌ

    يتاسب الحجاب أيضاً مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ , الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته , وكم من حروب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرةً على النساء , وحَمِيَّةً لحرمتهن , قال عليٌّ رضي الله عنه : ( بلغني أن نسائكم يزاحمن العُلُوجَ – أي الرجال الكفار من العَجَم – في الأسواق , ألا تَغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يَغار).

    ——————————————————————————–

    التبرج معصية لله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم

    ومن يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه , ولن يَضُرَّ الله شيئًا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ” , فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : ” من أطاعني دخل الجنة , ومن عصاني فقد أبى ” . (البخاري).

    التبرج كبيرةٌ مُهْلِكة

    جائت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعيه عللى الإسلام , فقال : ” أُبايعك على أن لا تُشركي بالله , ولا تسرقي , ولا تزني , ولا تقتلي وَلَدَكِ , ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك , ولا تَنُوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى ” [صحيح] , فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة.

    التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات , على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت , العنوهن , فإنهن ملعونات ” [صحيح] , والبُخْتُ: نوع من الإبل.

    التبرج من صفات أهل النار

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” صنفان من أهل النارلم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مُمِيلاتٌ مائلات , رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” .[ مسلم ]

    التبرج سواد وظلمة يوم القيامة

    رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” مَثَلُ الرافلةِ في الزينة في غير ِ أهلِها , كمثل ظُلْمَةٍ يومَ القيامة , لا نورَ لها ” [ضعيف] , يريد أن المتمايلة في مِشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من ظُلْمَةٍ , والحديث وإن كان ضعيفاً_ لكن معناه صحيح , وذلكلأن اللذة في المعصية عذاب , والراحة نَصَب , والشِّبَعَ جوع , والبركةَ مَحْقٌ , والطِّيبَ نَتْنٌ , والنورَ ظُلمة , بعكس الطاعات فإن خُلُوفَ فم الصائم , ودم الشهيد أطيبُ عند الله من ريح المِسْكِ .

    التبرج نفاق

    فقد قال صلى الله عليه وسلم : ” خير نسائكم الودود , الولد , المواتية , المواسية , إذا اتقين الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات , وهن المنافقات , لا يدخلن الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم ” [صحيح] , والغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين , وهو كناية عن قلة مَن يدخل الجنة مِن النساء , لأن هذا الوصف في الغِربان قليل .

    التبرج تهتك وفضيحة

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَيُّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت زوجها , فقد هتكت سِتْرَ ما بينها وبين الله عز وجل “. [صحيح] .

    التبرج فاحشة

    فإن المرأة عورة , وكشف العورة فاحشة ومقت , قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف , والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء} (268) سورة البقرة .
    والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي , قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور .

    التبرج سنة إبليسية

    إن قصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عَدُوِّ الله إبليسَ على كشف السوءات , وهتك الأستار , وإشاعة الفاحشة , وأن التهتك والتبرج هدف أساسي له , قال الله عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} (27) سورة الأعراف.
    فإبليس إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف , وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة , وهو إمام كُلِّ مَن أطاعه في معصية الرحمن , خاصة هؤلاء المتبرجات اللائي يؤذين المسلمين , وَيَفْتِنَّ شبابهم , قال صلى الله عليه وسلم : ” ما تركتُ بعدي فتنةً هي أَضَرُّ على الرجال من النساء ” . [ متفق عليه ] .

    التبرج طريقة يهودية

    لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة , ولقد كان التبرج من أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة , وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال , حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فاتقوا الدنيا , واتقوا النساء , فإن أول فتنةِ بني إسرائيل كانت في النساء “[مسلم]
    وقد حكت كتبهم أن الله سبحانه عاقب بنات صِهْيَوْنَ على تبرجهن , ففي الإصحاح الثالث من سِفر أشعيا: ( إن الله سيعاقب بناتِ صِهْيَوْنَ على تبرجهن , والباهاتِ برنين خلاخيلهن , بأن ينزعَ عنهن زينةَ الخلاخيل , والضفائر , والأهلة , والحِلَقِ , والأساور , والبراقع , والعصائب ) .
    ومع تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار , وسلوك سبلهم خاصة في مجال المرأة , فإن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير , وتحققت نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لتتبعن سَنَنَ مَن كان قبلكم شبرًا بشبر , وذراعًا بذراع , حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لتبعتموهم ” , قيل: اليهود والنصارى؟ قال: ( فمن؟ ). [متفق عليه]
    فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن اليهود والنصارى , وَعَصَيْنَ الله ورسوله بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم الذين قابلوا أمر الله بقولهم: (( سمعنا وعصينا )) , وما أبعدَهن عن سبيل المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله: (( سمعنا وأطعنا )) !
    قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء

    التبرج جاهلية منتنة

    قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (33) سورة الأحزاب.
    وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة , وأَمَرَنَا بنبذها , وقد جاء في صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة أنه{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} (157) سورة الأعراف , الأية.
    فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية , كلامها منتن خبيث , حَرَّمَه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال صلى الله عليه وسلم: ” كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قَدَمَيَّ ” [ متفق عليه ] سواء في ذلك: تبرج الجاهلية , ودعوى الجاهلية , وحكم الجاهلية , وربا الجاهلية.

    التبرج تخلف وانحطاط

    إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية , لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وأنعم عليه بفطرة حُبِّ السِّتر والصيانة , وإن رؤية التبرج والتهتك والفضيحة جمالاً ما هي إلا فساد في الفطرة وانتكاس في الذوق , ومؤشر على التخلف والانحطاط .
    ولقد ارتبط ترقي الإنسان بترقيه في ستر جسده , فكانت نزعة التستر دوماً وليدة التقدم , وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها من الروح , أما التحرر عن قيود السِّتر فهو غريزة تستمد قوتها من الشهوة التي تغري بالتبرج والاختلاط , وكل من قنع ورضي بالثانية فلابد أن يضحي بالأولى حتى يُسْكِتَ صوت الغيرة في قلبه , مقابل ما يتمتع به من التبرج والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه , ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة , وقلة الحياء , وانعدام الغيرة , وتبلد الإحساس , وموت الشعور:

    لِحَدَّ الركبتين تُشَمِّرِينا *** بِرَبِّكِ أيَّ نهرِ تَعْبُرِينا.
    كأنَّ الثوبَ ظِلِّ في صباحٍ *** يزيد تَقَلُّصًا حينًا فحينا.
    تَظُنِّينَ الرجالَ بلا شعورٍ *** لأنكِ ربما لا تَشْعُرِينا.

    التبرج باب شر مستطير

    وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع , وعِبَرَ التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا , ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
    فمن هذه العواقب الوخيمة:
    تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن , مما يُتْلِفُ الأخلاقَ والأموال , ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.
    ومنها: فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب , خاصة المراهقين , ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .
    ومنها: تحطيم الروابط الأسرية , وانعدام الثقة بين أفرادها , وتفشي الطلاق .
    ومنها: المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
    ومنها: الإساءة إلى المرأة نفسِها , باعتبار التبرج قرينةً تشير إلى سوء نيتها , وخبث طويتها , مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
    ومنها: انتشار الأمراض : قال صلى الله عليه وسلم: ” لم تظهر الفاحشة في قومٍ قَطُّ حتى يُعْلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم الذين مَضَوْا ” [صحيح]
    ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين , قال صلى الله عليه وسلم: ” العينان زناهما النظر ” [مسلم] , وتعسير طاعة غض البصر التي أُمِرْنا بها إرضاءً لله سبحانه وتعالى .
    ومنها: استحقاق نزول العقوبات العامة التي هي قطعًا أخطر عاقبة من القنابل الذرية , والهزات الأرضية , قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (16) سورة الإسراء , و قال صلى الله عليه وسلم: ” إن الناس إذا رأوا المنكر , فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعذاب ” . [صحيح]

    ***

    فيا أختي المسلمة :

    هلا تَدَبَّرْتِ قولَ رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : ” نَحِّ الأذى عن طريق المسلمين ” ؟ . [صحيح]
    فإذا كانت إماطةُ الأذى عن الطريق من شُعب الإيمان التي أَمر بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم , فأيُّهما أَشَدُّ أذًى : شوكةٌ أو حَجَرٌ في الطريق , أم فتنة تُفْسِدُ القلوبَ , وتَعْصِفُ بالعقول , وتُشِيعُ الفاحشةَ في الذين آمنوا ؟
    إنه ما من شابٍّ مسلمٍ يبُتلَىَ مِنْكِ اليومَ بفتنةٍ تَصْرِفُهُ عن ذكر الله , وَتصُدُّه عن صراطه المستقيم , كان بُوسعك أن تجعليه في مَأْمَنٍ منها , إلا أعقبكِ منها غدًا نكالٌ من الله عظيم.
    بادري إلى طاعة ربك عز وجل , ودَعي عنكِ انتقادَ الناس ولَوْمَهم , فإن حساب الله غدًا أَشَدُّ وأعظم.
    تَرَفَّعِي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم , فإن التساميَ إلى مَرْضَاةِ الله أسعدُ لكِ وأسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من التمس رضا الله بِسَخَطِ الناسِ , كفاه الله مؤنة الناس , ومن التمس رضا الناسِ بِسَخَطِ الله , وَكَلَه الله إلى الناس ” . [صحيح]
    ويجب على العبد أن يُفْرِدَ الله بالخشية والتقوى , قال تعالى:{ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} (44) سورة المائدة , وقال جلا وعلا: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}(40) سورة البقرة , وقال سبحانه: { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (56) سورة المدثر.
    وإرضاء المخلوق لا مقدور ولا مأمور , أما إرضاء الخالق فمقدور ومأمور , قال الإمام الشافعي رحمه الله: (( رِضَى الناسِ غايةٌ لا تُدْرَكُ , فعليك بالأمر الذي يُصْلِحُكَ فالزمْهُ , ودع ما سواه فلا تُعَانِهِ )) , وقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجًا مما يضيق على الناس , وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون , قال عز وجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(3)} سورة الطلاق .

    الشروط الواجب توفرها
    مجتمعةً حتى يكون الحجاب شرعياً

    الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح (1) :
    وبعض العلماء يبيح كشف الوجه والكفين بشرط أمن الفتنة منها وعليها , أي: ما لم تكن جميلة , ولم تُزَيِّنْ وجهها ولا كفيها بزينة مكتسبة , وما لم يغلب على المجتمع الذي تعيش فيه فساق لا يتورعون عن النظر المحرم إليها , فإذا لم تتوافر هذه الضوابط لم يجز كشفهما باتفاق العلماء .

    الثاني: أن لا يكون الحجابُ في نفسه زينةً:
    لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (31) سورة النــور , وقوله جل وعلا: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (33) سورة الأحزاب , وقد شرع الله الحجاب ليستر زينة المرأة , فلا يُعْقَلُ أن يكونَ هو في نفسه زينة .

    الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف:
    لأن الستر لا يتحقق إلا به , أما الشفاف فهو يجعل المرأة كاسية بالأسم , عارية في الحقيقة , قال صلى الله عليه وسلم: ” سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات , على رُؤوسهن كأسنمة البُخت , العنوهن فإنهن ملعونات ” [صحيح]
    وقال-أيضاً-في شأنهن: ” لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا ” [ مسلم ]
    وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوباً شفافًا رقيقًا يصفها , من الكبائر المهلكة .

    الرابع: أن يكون فَضفاضًا واسعًا غير ضيق:
    لأن الغرض من الحجاب منع الفتنة , والضَّيِّقُ يصف حجم جسمها , أو بعضه , ويصوره في أعين الرجال , وفي ذلك من الفساد والفتنة ما فيه .

    قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما : ( كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّةً كثيفة مما أهداها له دِحْيَةُ الكلبي , فكسوتُها امرأتي , فقال:” ما لك لم تلبس القُبْطِيَّةً ؟ ” , قلت: ( كسوتُها امرأتي ) , فقال: ” مُرها , فلتجعل تحتها غُلالة – وهي شعار يُلْبَسُ تحت الثوب – فإني أخاف أن تَصِفَ حجمَ عِظامِها ” ) [ حسن ]

    الخامس: أن لا يكون مُبَخَّرًا مُطَّيبًا:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَيُّما امرأةٍ استعطرت , فَمَرَّتْ على قومٍ ليجدوا ريحها , فهي زانية” [ حسن ]

    السادس: أن لا يشبه ملابس الرجال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ليس منا من تشبه بالرجال من النساء , ولا من تشبه بالنساء من الرجال “. [ صحيح ]
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرجلَ يَلْبَس لِبْسَةَ المرأة , والمرأة تلبَسُ لِبسَةَ الرجل ” . [ صحيح ]
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ثلاث لا يدخلون الجنة , ولا ينظر الله إليهم يومَ القيامة: العاقُ والديه , والمرأةُ المترجلة المتشبهة بالرجال , والدَّيُّوث “الحديث.[ صحيح ]

    السابع: أن لا يشبه ملابس الكافرات :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من تشبه بقوم فهو منهم ” . [ صحيح ]
    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ” رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثوبين معصفرين , فقال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تَلْبَسها ). [ مسلم ]

    الثامن: أن لا تَقْصِدَ به الشهرةَ بين الناس :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ومن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ في الدنيا , ألبسه الله ثوبَ مَذَلَّةٍ يوم القيامة , ثم ألهب في ناراً ” . [ حسن ]
    ولباس الشهرة هو كل ثوب يَقْصِد به صاحبُه الاشتهارَ بين الناس , سواء كان الثوب نفيسًا , يلبسه تفاخراً بالدنيا وزينتها , أو خسيسًا يلبسه إظهارًا للزهد والرياء , فهو يرتدي ثوباً مخالفاً مثلاً لألوان ثيابهم ليلفت نظر الناس إليه , وليختال عليهم بالكِبْرِ والعُجْبِ .

    احذري التبرج المُقَنَّع
    إذا تدبرتِ الشروط السابقة تبين لك أن كثيراً من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء , وهن اللائي يسمين المعاصي بغير اسمها , فيسمين التبرج حجاباً , والمعصية طاعة .
    لقد جَهِدَ أعداءُ الصحوة الإسلامية لِوَأْدِها في مهدها بالبطش والتنكيل , فأحبط الله كيدهم , وثَبَتَ المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل.
    فَرأَوْا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف بالصحوة عن مسيرتها الرباينة , فراحوا يُرَوِّجون صورًا مبتدَعةً من الحجاب على أنها ( حل وسط ) تُرضِي المحجبةُ به رَبَّها – زعموا – , وفي نفس الوقت تساير مجتمعها , وتُحافظ على ” أناقتها ” !
    وكانت ( بيوت الأزياء ) قد أشفقت من بوار تجارتها بسبب انتشار الحجاب الشرعي , فمِن ثَمَّ أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخة من التبرج تحت اسم ( الحجاب العصري ) الذي قوبل في البداية بتحفظ واستنكار.
    وأحرجت ظاهرةُ الحجاب الشرعي طائفةً من المتبرجات اللائي هرولن نحو (الحل الوسط) تخلصًا من الحرج الاجتماعي الضاغط الذي سببه انتشار الحجاب , وبمرور الوقت تفشت ظاهرة ( التبرج المُقَنَّع ) المسمى بالحجاب العصري , يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات , وما هن إلا كما قال الشاعر:

    إن ينتسبن إلى الحجــابِ *** فإنـه نَسَبُ الدخيـل.

    ***

    ” فيا صاحبة الحجاب العصري المتبرج ” !
    حذار أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يُرْضِي اللهَ تبارك وتعالى ورسولَه صلى الله عليه وسلم , وإياكِ أن تنخدعي بمن يُبارك عمَلَك هذا , ويكتمك النصيحة , ولا تغتري فتقولي: ” إني أحسن حالاً من صويحبات التبرج الصارخ ” , فإنه لا أسوة في الشر , والنار دركات , كما أن الجنة درجات , فعليكِ أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بحقٍّ بالحجاب الشرعي بشروطه.
    رُوي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ” انظروا إلى مَنْ هو أسفل منكم في الدنيا , وفوقَكم في الدين , فذلك أجدرُ أن لا تَزْدَرُوا – أي تحتقروا – نعمةَ الله عليكم ” [ضعيف] , وتلا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قولَه عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (30) سورة فصلت , فقال: ” استقاموا والله لله بطاعَتِهِ , ولم يَرُ وغُوا رَوَغَانَ الثعالب ” .
    وعن الحسن رحمه الله قال: ” إذا نظر إليك الشيطان فرآك مُداوِمًا في طاعة الله , فبغاك , وبغاك- أي طلبك مرة بعد أخرى- فرآك مُداوِمًا , مَلَّكَ , ورفضك , وإذا كنت مرةً هكذا , ومرة هكذا , طَمِعَ فيك “.
    فَهَيَّا إلى استقامةٍ لا اعوجاجَ فيها , وهدايةٍ لا ضلالةَ فيها , وهيا إلى توبةٍ نصوحٍ لا معصيةَ فيها : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (31) سورة النــور.

    ***

    سمعنا , وأطعنا
    إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل , ويُبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي , حُبًّا إلى ترجمته إلى واقع عملي , حُبًّا وكرامةً للإسلام , واعتزازًا بشريعة الرحمن , وسمعًا وطاعة لسنة خير الأنام , غيرَ مبالٍ بما عليه تلك الكتلُ البشريةُ الضالة التائهة , الذاهلة عن حقيقة واقعها , والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .
    وقد نفى الله عز وجل الإيمانَ عمن تولى عن طاعته , وطاعة رسوله- صلى الله عليه وسلم – فقال: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) } سورة النور , إلى أن قال سبحانه: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(52)} سورة النور .
    رُوِيَ عن صفية بنت شيبة قالت: ” بينما نحن عند عائشة – رضي الله عنها – قالت فَذَكَرْنَ نساءَ قريشٍ وفضلَهن , فقالت عائشة – رضي الله عنها- : ( إن لنساء قريش لفضلاً , وإني والله ما رأيتُ أفضلَ من نساءِ الأنصار: أشَدَّ تصديقًا لكتاب الله , ولا إيمانًا بالتنزيل , لقد أُنزِلَتْ النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (31) سورة النــور

    فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها , ويتلو الرجل على امرأته , وابنته , وأخته , وعلى كُلِّ ذِي قَرابته , فما منهن امرأةٌ إلا قامت إلى مِرْطِها المُرَحَّلِ (2) , فاعْتَجَرَتْ (3) , به تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه , فأصبحن وراءَ رسولِ الله-صلى الله عليه وسلم- مُعْتَجِراتٍ كأن على رؤوسهن الغربان ” .

    إذن لا خيارَ أمام أمرِ الله , ولا ترددَ في امتثال حكم الله , فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة إن كنتِ حقًّا قد رضيتِ بالله ربًّا , وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً , وبزوجاتِه وبناتِه ونساءِ المؤمنين أُسوةً وقُدوةً…….

    سارعي إلى التوبة يا أَمَةَ الله , واحذري كلمة ( سوف أتوب , سوف أصلي , سوف أتحجب , فإن تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه.
    قولي كما قال موسى عليه السلام:
    {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (84) سورة طـه .
    وقولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل :
    {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.

    وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين

    ==========================

    (1)وقد تضمن كتاب ( عودة الحجاب ) القسم الثالث , أدلة وجوب ستر الوجه والكفين مفصلة , مع مناقشة الشبهات الواردة على ذلك الحكم , وذكر المذاهب الفقهية فيه , فليراجعه من شاء الوقوفَ عليها .
    (2) المِرْط : الإزار , والمُرَحَّل : الذي نُقِشَ فيه صور الرَّحال , وهي المساكن والمنازل .
    (3) اعتجرت : سترت به رأسها ووجهها .

    بقي هذه المواضيع التالية

    إذا احتجتيها فسوف ارفقها وهي:

    – هل وجه المرأة ليس بعورة هو قول الجمهور ؟
    – وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه
    – مناقشة في تغطية الوجه
    – أدلة تغطية الوجه من الكتاب والسنة
    – تغطية المرأة وجهها – في زمن الفتنة – واجب بإجماع العلماء
    – الحجـاب وأصـول الاعـتقاد
    – موقف الشيخ الألباني من تغطية الوجه
    – رسالة إلى من أجاز كشف الوجه
    – إغاظة الكفار بإسدال الخمار
    – لا جديد في الحجاب
    – حكم كشف الوجه واليدين للمرأة أمام الرجال الأجانب
    – الحجاب … إيمان .. طهارة .. تقوى .. حياء .. عفة
    – متى نزلت آية الحجاب ؟
    – يا وردةً .. من قطاف العفاف
    – لكي لا يتناثر العقد !!
    – الحجاب الشرعي وحجاب النفاق
    – الــعــفــيــفــة

    #615817
    الثرية
    مشارك

    ما شاء اللة على المعلومات

    يا اح mobi

    وشكرا على الفائده

    #615818
    mobi
    مشارك

    مشكورة غاليتي الكريمة على مروك

    اتمنى ان تنفع هذه المعلمومات صاحبة الطلب

    بارك الله فيك

    تحياتي الخاصة

    #615930
    moddaa
    مشارك

    الجهاد فريضة على كل مسلم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المجاهدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله وصحبه ومن جاهد فى سبيل الله شريعة الى يوم الدين.

    فرض الله الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة لامناص منها ولا مفر معها ، ورغب فيه أعظم الترغيب ، وأجزل ثواب المجاهدين والشهداء ، فلم يلحقهم في مثوبتهم إلا من عمل بمثل عملهم ومن اقتدي بهم في جهادهم . ومنحهم من الامتيازات الروحية والعملية في الدنيا والآخرة ما لم يمنح سواهم ، وجعل دماءهم الطاهرة الذكية عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلاح في العقبى ، وتوعد المخلفين القاعدين بأفظع العقوبات ، ورماهم بأبشع النعوت والصفات ووبخهم علي الجبن والقعود ، ونعني عليهم الضعف والتخلف ، وأعد لهم في الدنيا خزياً لا يرفع إلا إن جاهدوا ، وفي الآخرة عذاباً لا يفلتون منه ولو كان لهم مثل أحد ذهباً ، واعتبر القعود والفرار كبيرة من أعظم الكبائر وإحدى الموبقات المهلكات .

    ولست تجد نظاماً قديماً أو حديثاً دينياً أو مدنياً ، عني بشأن الجهاد والجندية واستنفار الأمة ، وحشدها كلها صفاً واحداً للدفاع بكل قواها عن الحق ، كما تجد ذلك في دين الإسلام وتعاليمه ، وآيات القرآن ، وأحاديث الرسول العظيم r فياضة بكل هذه المعاني السامية ، داعية بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلي الجهاد والقتال والجندية وتقوية وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها من برية وبحرية وغيرها علي كل الأحوال والملابسات .

    وسنورد لك طرفاً من ذلك علي سبيل التمثيل لا علي سبيل الاستقراء والحصر ، وسوف لا نتناول شيئاً من الآيات والأحاديث بشرح أو تعليق طويل . فستري في جزالة ألفاظها ونصاعة بيانها ووضوح معانيها وقوة الروحانية فيها ما يغنيك عن ذلك كله .

    بعض آيات الجهاد في القرآن

    فمن القرآن الكريم قوله تعالي :

    1 – (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216) .

    ومعني كتب : فرض , كما قال تعالي (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ) في نفس السورة وبنفس العبارة والتركيب .

    2 – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ , وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ , وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) آل عمران الآيات من 156-158 .

    ومعني ضربوا في الأرض : خرجوا فيها مجاهدين ، وغزي : غزاة الحرب .

    وانظر إلي مقارنة المغفرة والرحمة للقتل أو الموت في سبيل الله في الآية الأولي ، وإلي خلو الآية الثانية من ذلك لخلوها من معني الجهاد ، وفي الآية إشارة إلي أن الجبن من أخلاق الكافرين لا المؤمنين ، فانظر كيف انعكست الآية .

    3 – (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ , فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) آل عمران الآيات 169- 175 , فارجع إلى تمامها في المصحف .

    4 – (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) سورة النساء الآيات ابتداء من 71 – 78 , فارجع إليها في المصحف الكريم لترى كيف يحض الله المسلمين على الحذر , وممارسة القتال في جيوش او عصابات فرادى كما يقتضيه الحال , وكيف يوبخ القاعدين والجبناء والمخلفين والنفعيين , وكيف يستثير الهمم لحماية الضعفاء وتخليص المظلومين , وكيف يقرن القتال بالصلاة والصوم ويبين أن مثلهما من أركان الإسلام , وكيف يفند شبهات المترددين ويشجع الخائفين أكبر تشجيع على خوض المعامع ومقابلة الموت بصدر رحب وجنان جريء ,مبينا لهم أنالموت سيدركهم لا محالة وأنهم إن ماتوا مجاهدين فسيعوضون عن الحياة أعظم العوض ولا يظلمون فتيلا من نفقة أو تضحية .

    5 – سورة الأنفال كلها حث على القتال وحض على الثبات فيه , وبيان لكثير من احكامه , ولهذا اتخذها المسلمون الأولون نشيدا حربيا يتلونه إذا اشتد الكرب وحمي الوطيس , وحسبك منها قول الله تبارك وتعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) إلى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) .

    6 – سورة التوبة وكلها كذلك حث على القتال وبيان لأحكامه , وحسبك منها قول الله تبارك وتعالى في قتال المشركين الناكثين : (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ , وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

    وقوله تبارك وتعالى :

    (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) , ثم إعلان النفير العام في آيات داوية صارخة ختامها قوله تعالى : (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) , ثم تنديد صارخ بموقف القاعدين الجبناء الأنذال , وحرمان لهم من شرف الجهاد أبد الآبدين في قوله تعالى :

    (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ , فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) الايات .

    ثم إشادة بموقف المجاهدين وعلى راسهم سيدهم الكريم صلى الله عليه وسلم وبيان أن هذه هي مهمته المطهرة وسنة أصحابه الغر الميامين في قوله تعالى : (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .

    ثم بيعة بعد ذلك جامعة مانعة لا تدع عذرا لمعتذر في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .

    7 – سورة القتال , وتصور سورة بأكملها تسمى سورة القتال في كتاب الله الحكيم , وأن أساس الروح العسكرية كما يقولون أمران : الطاعة والنظام , وقد جمع الله هذا الأساس في آيتين من كتابه , فأما الطاعة ففي هذه السورة في قوله تعالى :

    (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ , طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)

    وأما النظام ففي سورة الصف في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) .

    8 – سورة الفتح , وهي أيضا كلها في غزوة من غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي الإشادة بموقف رائع من مواقف الجهاد العزيز , تحت ظل الشجرة المباركة , حتى أعطيت بيعة الثبات والموت , فاثمرت السكينة السكينة والفتح فذلك قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) .

    نماذج من الأحاديث النبوية في الجهاد

    1 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم بأن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله , والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحياثم أقتل) رواه البخاري ومسلم .

    السرية : القطعة من الجيش لا يكون فيها القائد العام .

    2 – عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده ، لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة ، واللون لون الدم ، والريح ريح المسك). رواه البخاري ومسلم .

    الكلم : الجرح , ويكلم : يجرح
    3 – عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد ، وانكشف المسلمون ، قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني أصحابه ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ، قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين : ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه . قال أنس : كنا نرى ، أو نظن : أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه). إلى آخر الآية . رواه البخاري

    من دون أُحد : أي من جهة جبل أحد .

    4 – وعن أم حارثة بن سراقة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ، ألا تحدثني عن حارثة – وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم غرب – فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك ، اجتهدت عليه في البكاء؟ قال: (يا أم حارثة ، إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) . أخرجه البخاري

    السهم الغرب : الذي لا يعرف راميه
    اجتهدت عليه في البكاء : بكيت بكاء شديدا

    فانظر يا أخي كيف كانت الجنة تنسيهم الهموم والمصائب وتحملهم على الصبر عند المكاره .

    5 – وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف). أخرجه الشيخان وأبي داود .

    6 – زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا) . رواه البخاري ومسلم و أبو داود و الترمذي .

    أي : له أجره .

    7 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من احتبس فرسا في سبيل الله ، إيمانا بالله ، وتصديقا بوعده ، فإن شبعه و ريّه و روثه وبوله في ميزانه يوم القيامة) .رواه البخاري

    ومثل الفرس كل عدة في سبيل الله
    8 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قيل : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال (لا تستطيعونه) قال : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول (لا تستطيعونه). ثم قال : (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله , لا يفتر من صيام ولا صلاة , حتى يرجع المجاهد) . الستة إلا أبو داود.

    9 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت , وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه) رواه النسائي

    لا يرعوي : أي لا ينكف ولا يتعظ ولا ينزجر .

    10 – وعن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُما قال : سمعت رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله) رَوَاهُ التِّرمِذِيّ .

    11 – عن ابن أبي عميرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر) رواه النسائي .

    أهل المدر والوبر : أي أهل الحواضر والبوادي .

    12 – وعن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من الصحابة أن رجلا قال : يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ فقال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة) أخرجه النسائي .

    وهذه من امتيازات الشهيد في الموقعة , وكم له من امتيازات كهذه ستأتي بعد .

    13 – وعن أبي هريرة رَضيَ اللهُ عَنهُ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال : (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) رواه الترمذيُّ والنسائي والدارمي وَقَال الترمذي : حديث حسن غريب .

    وهذا امتياز آخر للشهيد .

    14 – وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلٍ غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه , فعلم ما عليه، فرجع حتَّى أريق دمه ، فيقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي ، وشفقةً ممَّا عندي حتى أريق دمه , أشهدكم أني قد غفرت له )‏ أخرجه أبو داود

    شفقة : خوفا , أريق دمه :سال دمه .

    15 – وعن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شمَّاس ، عن أبيه ، عن جده قال : جاءت امرأة إلى رسوا الله صلى الله عليه وسلم يقال لها أمّ خلاد وهي متنقبة تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله تعالى , فقال لها بعض أصحابه: جئت تسألين عن ابنك وأنت متنقبة ؟ فقالت : إن أُرْزأ ابني فلن أُرْزأ حَيائي ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (ابنك له أجر شهيدين) قالت : ولم ؟ قال: (لأنه قتله أهل الكتاب) . أخرجه أبو داود .

    أرزأ ابني : أفقده وأصاب فيه .

    وفي هذا الحديث إشارة إلى وجوب قتال أهل الكتاب , وأن الله يضاعف أجر من قاتلهم , فليس القتال للمشركين فقط ولكنه لكل من لم يسلم .

    16 – وعن سهل بن حُنيف رَضِيَ اللهُ عَنهُ أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (من

    سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه الخمسة إلا البخاري .

    17 – وعن خريم بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أنفق نفقة في سبيل الله تعالى كتبت له بسبعمائة ضعف ). رواه الترمذي وحسنه ,والنسائي .

    18 – وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال : مر رجل من أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ، فذكر ذلك لرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اُغْزُوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة) رواه الترمذي .

    عيينة : عين صغيرة تفيض بالماء .

    19 – وعن المقدامِ بنِ معدِ يكربَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (للشَّهيدُ عندَ اللهِ ستُ خصالٍ يغفرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ ويُرى مقعدهُ من الجنَّةِ ويجارُ من عذابِ القبرِ ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ ويوضعُ على رأسهِ تاجُ الوقارِ الياقُوتةُ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها ويزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ ويشفَّعُ في سبعينَ من أقربائهِ) . رواه الترمذي وابن ماجه .

    20 – وعن أبي هُرَيرَةَ قال : قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم : (من لقيَ اللهَ بغيرِ أثرٍ من جهادٍ لقيَ اللهَ وفيهِ ثُلمةٌ) . رواه الترمذي وابن ماجه.

    21 – وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال : قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم : (من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه) رَوَاهُ مُسلِمٌ .

    22 – وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً في سَبيلِ اللهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلفِ لَيْلَةٍ، صِيَامَها وَقِيَامَها). رواه ابن ماجة

    23 – وعَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (غَزْوَةٌ في البَحْرِ مِثْلِ عَشْرِ غَزَوَاتٍ في البَرِّ. وِالَّذي يَسْدَرُ في البَحْرِ، كَالْمُتَشَحِّطِ في دَمِهِ، في سَبِيلِ اللهِ سُبْحَانَهُ) . رواه ابن ماجة

    يسدر : يميل ويهتز وترتج به السفينة
    وفيه الإشارة لغزو البحر ولفت نظر الأمة إلى وجوب العناية بحفظ سواحلها وتقوية أسطولها , ويقاس عليه الجو فيضاعف الله للغزاة في الجو في سبيله أضعافا مضاعفة .

    24 – وعن جَابِرَ بْنَ عِبْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنه يقُولُ : لَمَّا قُتِلَ عِبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :(يَا جَابِرُ! أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ لأَبِيكَ ؟) قُلْتُ: بَلَى . قَالَ : (مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَداً إِلاَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحاً , فَقَالَ : يَا عَبْدِي! تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ , قَالَ : يَا رَبِّ! تُحْيِيِني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً , قَالَ : إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي (أَنَّهُمْ إِليْها لا يَرْجَعُونَ) قَالَ: يَا رَبِّ! فأَبْلِغْ مَنْ وِرِائي , فأَنْزِلَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ هَذهِ الآيَةَ : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذيْنَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أَمْوَاتاً.. الآيَةَ كُلَّهاَ). رواه ابن ماجة

    25 – وعَنْ سَهْلِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قَال : (لأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَكُفَّهُ عَلَى رَحْلِهِ ، غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً ، أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا). رواه ابن ماجة .

    فأكففه على رحله : فأساعده عليه . عدوة :بالغدو وهو الصباح . روحة : بالرواح وهو المساء

    26 – وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وفد الله ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر). رواه مسلم.

    27 – وعن أبي الدّرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته) . رواه أبو داود .

    28 – وعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) . رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم .

    29 – وعن أنس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) , قال عمير بن الحمام : بخ بخ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما يحملك على قولك بخ بخ) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها , قال : (فإنك من أهلها) , فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن , ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة , فرمى بما كان معه من التمر, ثم قاتل

    حتى قتل . رواه مسلم .

    30 – عن أبي عمران قال : كنا بمدينة الروم فأخرجوا الينا صفا عظيما من الروم فخرج اليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف من الروم حتى دخل عليهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: ياأيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل؛ وانما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الاسلام وكثر ناصروه. فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت وان الله قد أعز الاسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ماقلنا (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فكانت التهلكة الاقامة على الأموال واصلاحها وتركنا الغزو. فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم . رواه الترمذي

    ولاحظى اختى الكريمة حين يقول هذا كان في سن كبيرة قد جاوزت الشباب والكهولة , ومع هذا فقلبه وروحه و إيمانه مثال للفتوة القوية بتأييد الله وعزة الإسلام .

    31 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من النفاق). رواه مسلم وأبو داود ونظائره كثيرة .

    كذلك وفي تفصيل أحكام القتال , أكثر من أن يحيط به مجلد كبير , وندلك على كتاب (العبرة فيما ورد عن الله ورسوله في الغزو والجهاد والهجرة) للسيد حسن صديق خان وهو خاص بذلك البحث , وكتاب (مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق مثير الغرام إلى دار السلام) وما جاء في كتب الحديث كلها في باب الجهاد ترى الكثير الطيب .

    حكم الجهاد عند فقهاء الأمة

    مرت بك الآيات الكريمة في فضل الجهاد ، وأحب أن أنقل إليك طرفاً مما قاله فقهاء المذاهب ، حتى المتأخرين منهم في أحكام الجهاد ووجوب الاستعداد ، لتعلم إلي أي حد ضيعت الأمة الإسلامية أحكام دينها في قضية الجهاد بإجماع آراء المسلمين في كل عصر من أعصارهم فاسمع :

    1 – قال صاحب (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر) مقرراً أحكام الجهاد في مذهب الأحناف : ( الجهاد في اللغة بذل ما في الوسع من القول والفعل ، وفي الشريعة قتل الكفار ونحوه من ضربهم ونهب أموالهم وهدم معابدهم وكسر أصنامهم ، والمراد الاجتهاد في تقوية الدين بنحو قتال الحربيين والذميين إذا نقضوا والمرتدين الذين هم أخبث الكفار ، للنقض بعد الإقرار والباغين . بدءاً منا فرض كفاية ، يعني يفرض علينا أن نبدأهم بالقتال بعد بلوغ الدعوة ، وإن لم يقاتلونا ، فيجب علي الإمام أن يبعث سرية إلي دار الحرب كل سنة مرة أو مرتين وعلي الرعية إعانته وإذا قام به بعض سقط عن الباقين ، فإذا لم تقع الكفاية بذلك البعض وجب علي الأقرب فالأقرب ، فإن لم تقع الكفاية إلا بجميع الناس فحينئذ صار فرض عين كالصلاة ،أما الفريضة فلقوله تعالي (فاقتلوا المشركين) ولقولة u (الجهاد ماض إلي يوم القيامة ) وإن تركه الكل أثموا .. إلي أن قال : فإن غلب العدو علي بلد من بلاد الإسلام أو ناحية من نواحيها ففرض عين ، المرأة والعبد بلا إذن الزوج والمولي ، وكذا يخرج الولد من غير إذن والديه ، والغريم بغير إذن دائنه ) .

    وفي كتاب البحر : (امرأة مسلمة سبيت بالشرق وجب علي أهل المغرب تخليصها ما لم تدخل حصونهم وحرزهم ).

    2 – وقال صاحب ( بلغة السالك لأقرب المسالك في مذهب الإمام مالك) : (الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالي كل سنة فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقي ، ويتعين (أي يصير فرض عين كالصلاة والصوم ) بتعيين الإمام وبهجوم العدو علي محله قوم ، فيتعين عليهم وعلي من بقربهم إن عجزوا ، ويتعين علي المرأة والرقيق مع هذه الحالة ولو منعهم الولي والزوج والسيد و رب الدين إن كان مديناً ، ويتعين أيضاً بالنذر ، وللوالدين المنع في فرض الكفاية فقط ، وفك الأسير من الحربيين وإن لم يكن له مال يفك منه فرض كفاية وإن أتي علي جميع أموال المسلمين) .

    3 – ومتن المناهج للإمام النووي الشافعي : (كان الجهاد في عهد رسول الله r فرض كفاية وقيل عين ، وأما بعده فللكفار حالان :

    أحدهما – يكونون ببلادهم ففرض كفاية ، إذا فعله من فيهم الكفاية من المسلمين سقط الحجر عن الباقي .

    والثاني – يدخلون بلدة لنا فيلزم أهلها الدفع بالممكن وإن أمكن تأهب لقتال وجب الممكن حتى علي فقير وولد ومدين وعبد بلا إذن).

    4 – وفي (المغني ) لابن قدامه الحنبلي قال : (مسألة – والجهاد فرض علي الكفاية إذا قام به قوم سقط عن الباقين ، ويتعين في ثلاثة مواضع :

    أ ـ إذا التقي الزحفان وتقابل الصفان حرم علي من حضر الانصراف ويتعين عليه المقام .

    ب ـ إذا نزل الكفار ببلدة تعين علي أهله قتالهم ودفعهم .

    ج ـ إذا استنفر الإمام قوماً لزمهم النفير معه .

    وأقل ما يفعل مرة كل عام .

    قال أبو عبد الله (يعني الإمام بن حنبل) لا أعلم شيئاً من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد ، وغزوة البحر أفضل من غزوة البر . قال أنس بن مالك t : ( نام رسول الله r ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت أم حرام : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً علي الأسرة أو مثل الملوك علي الأسرة ) متفق عليه ، ومن تمام الحديث أن أم حرام سألت النبي r أن يدعو الله لها لتكون من هؤلاء فدعا لها ، فعمرت حتى ركبت البحر في أسطول المسلمين الذي فتح جزيرة قبرص وماتت بها ودفنت فيها ، وهناك مسجد ومشهد ينسب إليها رحمها الله ورضي الله عنها).

    5 – وقال في (المحلي ) لابن حزم الظاهري : (مسألة – والجهاد فرض علي المسلمين ، فإذا قام به من يدفع العدو ويغزوهم في عقر دارهم ويحمي ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين ، وإلا فلا قال الله تعالي : (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) (التوبة:41) ولا يجوز الاباذن الوالدين ، إلا أن ينزل العدو بقوم من المسلمين ففرض على كل من يمكن إعانتهم أن يقصدهم مغيثا لهم ،إذن الأبوان أم لم يأذن ، إلا أن يضيعا أو أحدهما بعده ، فلا يحل له ترك من يضيع منها)0

    6-وقال الشوكانى في ( السيل الجرار ) : (الأدلة الواردة في فرضيه الجهاد كتاباً وسنه اكثر من أن تكتب هاهنا ، ولكن لا يجب ذلك الأعلى الكفاح ، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين . وقبل أن يقوم به البعض هو فرض عين على كل مكلف ، و هكذا يجب على من استنفره الإمام أن ينفر ويتعين ذلك عليه).

    فها أنت ذا تري من ذلك كله كيف اجمع أهل العلم مجتهدين ومقلدين ، سلفيين وخلفيين ، علي أن الجهاد فرض كفاية علي الأمة الإسلامية ، لنشر الدعوة ، وفرض عين لدفع هجوم الكفار عليها .

    والمسلمون الآن كما تعلمون مستذلون لغيرهم محكومون بالكفار قد ديست أرضهم وانتهكت حرماتهم ، وتحكم في شؤونهم خصومهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم ، فضلاً عن عجزهم عن نشر دعوتهم , فوجب وجوباً عيناً لا مناص منه أن يتجهز كل مسلم وأن ينطوي علي نية الجهاد وإعداد العدة له حتى تحين الفرصة ويقضي أمراً كان مفعولاً .

    ولعل من تمام هذا البحث أن أذكر لك أن المسلمين في أي عصر من عصورهم ، قبل هذا العصر المظلم الذي ماتت فيه نخوتهم ، لم يتركوا الجهاد ولم يفرطوا فيه حتى علمائهم والمتصوفة منهم والمحترفون وغيرهم ، فكانوا جميعاً علي أهبة الاستعداد ، كان عبد الله بن المبارك الفقيه الزاهد متطوعاً في أكثر أوقاته بالجهاد ، وكان عبد الواحد بن زيد الصوفي الزاهد كذلك ، وكان شقيق البلاخي شيخ الصوفية في وقتها يحمل نفسه وتلامذته علي الجهاد .

    وكان البدر العيني شارح البخاري الفقيه المحدث يغزو ويدرس العالم سنة ويحج سنة ، وكان القاضي أسد بن الفراط المالكي أميراً للبحر في وقته ، وكان الإمام الشافعي يرمي عشرة ولا يخطئ كذلك كان السلف رضوان الله عليه ، فأين نحن من هذا التاريخ؟ .

    لمـاذا يقاتـل المسـلم؟

    أتي علي الناس حين من الدهر وهم يغمزون الإسلام فرضية الجهاد وإباحاته ، حتى تحققت الآيات الكريمة : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت:53) . فها هم الآن يعترفون بأن الاستعداد هو أضمن طريق للسلام . فرض الله الجهاد علي المسلمين لا آداه العدوان ولا وسيلة للمطامع الشخصية ولكن ضمان للسلام وآداه للرسالة الكبرى التي حمل عبئها المسلمون ، رسالة هداية الناس إلي الحق والعدل ، وإن الإسلام كما فرض القتال شاد بالسلام فقال تبارك وتعالي : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) (لأنفال:61).

    كان المسلم يخرج للقتال وفي نفسه أمر واحد أن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا ، وقد فرض دينه عليه أن بهذا المقصد غاية أخري فحب الجاه عليه حرام ، وحب الظهور عليه حرام ، وحب المال عليه حرام ، والغلول من الغنيمة عليه حرام ، وقصد الغلب بغير الحق عليه حرام . والحلال أمر واحد أن يقدم دمائه وروحه فداء لعقيدته وهداية للناس

    عن الحارس بن مسلم بن الحارس عن أبيه قال : (بعثنا رسول الله r في سرية ، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي ، فتلقاني أهل الحي بالرنين ، فقلت لهم : قولوا لا إله إلا الله تحرزوا ، فقالوها ، فلامني أصحابي وقالوا : حرمتنا الغنيمة ، فلما قدمنا علي رسول الله r أخبروه بالذي صنعت ، فدعاني فحسن لي ما صنعت ثم قال لي : (ألا إن الله تعالي قد كتب لك بكل إنسان كذا وكذا من الأجر) ، وقال : (أما إني سأكتب لك بالوصاية بعدي) ، ففعل وختم عليه ودفعه إلي) أخرجه أبو داوود.

    وعن شداد بن الهادي رضي الله عنه : أن رجلاً من الأعراب جاء فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت غزاة غنم فيها النبي صلى الله علية وسلم شيئا فقسم وقسم له . فقال : ما هذا : فقال : (قسمته لك) . فقال : ما على هذا اتبعتك ، ولكنى اتبعتك على إن أرمى إلى ههنا ـ وأشار بيده حلقه ـ بسهم فأموت فادخل الجنة . قال : (إن تصدق الله يصدقك) . فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به النبي محمولا قد أصابه سهم حيث اشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اهو هو ؟ قالوا : نعم . قال (صدق الله فصدقه) , ثم كفن في جبه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدمه فصلى عليه . فكن مما ظهر من صلاته : (اللهم هذا عبدك خرج ما مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا وأنا شهيد على ذلك). أخرجه أبو داود .

    وعن أبي هريرة t ( أن رجلاً قال : يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من الدنيا فقال : (لا أجر له) . فأعادها عليه ثلاثاً كل ذلك يقول : (لا أجر له) أخرجه أبو داود .

    وعن أبي موسى t قال : (سئل رسول الله r عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟

    قال : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) أخرجه الخمسة .

    وأنت إذا قرأت وقائع الصحابة رضوان الله عليهم ومسالكهم في البلاد التي فتحوها ، رأيت مبلغ عزوفهم عن المطامع والأهواء وانصرافهم لغايتهم الأساسية الأصلية ، وهي إرشاد الخلق إلي الحق حتى تكون كلمة الله هي العليا ورأيت مبلغ الخطأ في اتهامهم رضوان الله عليهم بأنهم إنما كانوا يريدون الغلب علي الشعوب والاستبداد بالأمم والحصول علي الأرزاق .

    الرحمة في الجهاد الإسلامي

    لما كانت الغاية في الجهاد الإسلامي أنبل الغايات ، كانت وسيلته كذلك أفضل الوسائل فقد حرم الله العدوان ، فقال تعالي : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) , وأمر بالعدل حتى مع الخصوم فقال تعالي: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8) , وأرشد المسلمين إلي منتهى الرحمة .

    فهم حينما يقاتلون لا يعتدون ولا يفجرون ولا يمثلون ولا يسرقون ولا ينتهبون الأموال ، ولا ينتهكون الحرمات ولا يتقدمون بالأذى ، فهم في حربهم خير محاربين كما أنهم في سلمهم أفضل مسالمين .

    عن بريدة رضى الله عنه قال : (كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمر الأمير على جيش أو سريره أوصاه في خاصاته بتقوى الله تعالى ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال: (اغزوا بسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، أغزوا ولاتغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا) رواه مسلم .

    وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه) أخرجه الشيخان .

    وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أعف الناس قتلة أهل الإيمان) أخرجه أبو داود .

    وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري رضى الله عنه قال :(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهب و المثله ) أخرجه البخاري .

    كما ورد النهى عن قتل النساء والصبيان و الشيوخ و الإجهاز عن الجرحى وإهاجة الرهبان والمنعزلين ومن لا يقاتل من الآمنين ، فأين هذه الرحمة من غارات المتمدين الخانقة وفظائعهم الشنيعة ؟ وأين قانونهم الدولي من هذا العدل الرباني الشامل ؟

    ما يلحق بالجهاد

    شاع بين كثير من المسلمين أن قتال العدو هو الجهاد الأصغر وأن هناك جهاداً أكبر هو جهاد النفس ، وكثير منهم يستدل لذلك بما يروي : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر ، قالوا وما الجهاد الأكبر ؟ قال جهاد القلب أو جهاد النفس ) .

    وبعضهم يحاول بهذا أن يصرف الناس عن أهمية القتال والاستعداد له ونية الجهاد والأخذ في سبيله . فأما هذا الأثر فليس بحديث علي الصحيح ، قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر في تسديد القوس : هو مشهور علي الألسنة وهو من كلام إبراهيم بن عبلة .

    وقال العراقي في تخريج أحاديث الأحياء : رواه البيهقي بسند ضعيف عن جابر ، ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر ؛ علي أنه لو صح فليس يعطي أبداً الانصراف عن الجهاد والاستعداد لإنقاذ بلاد المسلمين ورد عادية أهل الكفر عنها ، وإنما يكون معناه وجوب مجاهدة النفس حتى تخلص لله في كل عملها ، فليعلم . وهناك أمور تلحق بالجهاد منها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء في الحديث : (إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) .

    ولكن شيئاً منها لا يوجب لصاحبه الشهادة الكبرى وثواب المجاهدين إلا أن يَقتل أو يقتل في سبيل الله .

    ,,,,,,,,,,, خاتمة ,,,,,,,,,,,,,

    أيهـا الإخـوة :

    إن الأمة التي تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة , وما الوهن الذي أذلنا ألا حب الدنيا وكراهية الموت ، فاعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة .

    واعلموا أن الموت لابد منه وأنه لا يكون إلا مرة واحدة ، فان جعلتموها فى سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة، وما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم ، و تدبروا جيداً قول الله تبارك وتعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران:154) .

    فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة , رزقنا الله وإياكم وكرامة الاستشهاد فى سبيله .

    #616029

    مشكوررررررررررررررررين اخواني ماقصرتوا ويعطيكم الف عافيه…
    (مشكور موبي المعلومات المرفقه تكفي جزاك الله الف خير )

    #616035
    mobi
    مشارك

    العفو غاليتي …

    دعواتنا لك بالتوفيق والنجاح

    بارك الله فيك وحفظك لوالديك

    تحياتي الخاصة

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد