يعتبر المشمش من أشهى الفواكه الصيفية التي يقبل عليها الناس، و أنواعه متعددة تقارب العشرين فهناك المشمش البلدي و الوردي و العجمي و الهندي و التدمري والكلابي وغيرها، ومهما اختلفت أنواع المشمش وألوانه فإنها جميعاً تتشابه في تركيبها العام وفوائدها الصحية.

و أوضح الباحثون أن هذه الثمار تحتوي على مركبات مفيدة للصحة تعرف باسم كاروتينويدات التي تم تعريف أكثر من 100 مادة منها موجودة في مختلف أنواع الخضار والفواكه، إلا أن أشكالها الموجودة في المشمش تمتاز بأنها الأقوى.

حماية من أمراض القلب

و أشار هؤلاء إلى أن ثمار المشمش غنية بمركبات معقدة تحمي من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، كمادتي بيتا- كاروتين ولايكوبين اللتان تلعبان دوراً حيويا في تخفيض مستويات الكوليسترول السيء LDL في الجسم ومنع ترسب جزيئاته على الطبقة المبطنة لجدران الشرايين، وبالتالي الوقاية من الإصابة بتضييق الأوعية الدموية وانسدادها.
و أظهرت دراسة علمية تابعت 90 ألف مريضة على مدى ثماني سنوات، انخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بحوالي الربع عند السيدات اللاتي استهلكن أغذية غنية بالكاروتينويدات.

و بينت دراسة أخرى أجريت على مجموعة من الأشخاص واستمرت نحو 12 سنة، أن خطر التعرض للإصابة القلبية الوعائية تراجع بحوالي الثلث عند الذين تناولوا أطعمة غنية بالكاروتينيدات، مقارنة مع أولئك الذين استهلكوا أغذية فقيرة به.

مصدر غني بفيتامين أ

و قال العلماء أن مادة بيتا-كاروتين المتوافرة في المشمش تتحول في الجسم لتعطي فيتامين (أ) الذي تحتاجه العين للتخلص من المركبات الكيماوية والراديكالات الحرة الضارة التي تؤذي أنسجة العين، و على الأخص عدسة العين (البؤبؤ) والشبكية، مسببة حدوث مرض الساد العيني أو ما يعرف بالمياه البيضاء، وداء الشبكية الإستحالي.
و يرى هؤلاء أن استهلاك ثلاث حبات من المشمش تزود الجسم بحوالي 2800 وحدة عالمية من فيتامين أ، أي أكثر من نصف احتياجات الإنسان اليومية من هذا الفيتامين.

و عدا عن فيتامين أ، يحتوي المشمش على فيتامينات أخرى مفيدة هي فيتامين ب1 الذي يتحد مع حمض الفوسفور لتشكيل انزيم كاربوكسيليز المسؤول عن تحطيم السكريات وتفكيكها، وفيتامين ب2 الذي يساهم في الوقاية من اضطرابات الرؤية و جفاف الجلد و تشقق اللسان و الشفتين وتكسر الأظافر، كما يلعب دوراً في العديد من العمليات الإستقلابية في الجسم، إضافة إلى فيتامين جيم، الذي يحافظ على الكالسيوم في العظام ويقي من الإصابة بداء (الأسقربوط)، فضلا عن كونه من أقوى المواد المضادة للأكسدة.

و يعتبر المشمش من أهم الفاكهة الغنية بالمعادن كالبوتاسيوم والصوديوم المهمين لعمل الخلايا، والكالسيوم والفوسفور الضروريين لتكوين الهيكل العظمي، والحديد الضروري لتركيب هيموجلوبين الدم وبالتالي للوقاية من فقر الدم، إلى جانب احتواء قشوره على الألياف الغذائية المهمة ضد البدانة والضرورية للسيطرة على مستوى السكر الطبيعي في الدم، وخفض مستوى الكوليسترول.

و أشار خبراء التغذية إلى أن المشمش الفج الذي لا يزال يتمتع بقليل من القساوة أغنى بالعناصر الغذائية من الثمار الناضجة الطرية.

أترك دموعك تنهمر

مأساة القرن العشرين

الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح