مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #4614
    خالد
    مشارك

    فيروز الأسطورة (1934-..)

    عشق صوتها الملايين من المحيط إلى الخليج،هذا الصوت الملائكي الذي تعودنا على سماعه مع إطلالة كل يوم جديد، الصوت الذي يمنحنا بدفئه وشاعريته الحب والأمل والسكينة، هو لفتاة ريفية جاءت من قريتها مع عائلتها لتحتضنها بيروت بدفئها وحنانها وتنطلق بها للعالم فتطرب الملايين بصوتها الرائع.

    بداية هذا الصوت بسيطة كبساطة أي شيء جميل لابد أن يلمع مع الأيام ليذاع صيته ويملأ السمع والفؤاد.

    فيروز أو نهاد حداد البنت البكر لوديع حداد الذي هاجر من قريته عام 1937 ليستقر في بيروت وتتقاسم عائلته السكن في غرفة مع عدد من العائلات في منزل واحد.

    اشتغل وديع عاملاً في مطبعة قريبة من سكنه، واقتصد من دخله المتواضع جداً، ما يمكنه من إرسال أولاده نهاد وهدى وأمل وجوزيف للمدارس.

    أحبت فيروز منذ نعومة أظفارها الغناء، فكانت تدندن بعفويتها الفطرية عندما يجتمع الجيران في منزل أحدهم للسهر في ليالي الشتاء الباردة.

    لا بل عشقت هذه الصبية الغناء، فانطلق صوتها بأغان لأسمهان وليلى مراد وهي تغسل الصحون في المطبخ المشترك مع الآخرين، أو عندما تساعد والدتها في شؤون المنزل، كما كانت تجلس قرب نافذة بيتهم لتستمع للأغاني المنطلقة من راديو الجيران، إذ لم تستطع عائلتها في ذلك الوقت امتلاك
    ذلك الجهاز الذي كان امتلاكه دليل على يسر في الحال.

    كان حلم نهاد حداد أن تصبح مدرسة أطفال، ولكن شاء القدر أن يسمعها في عام 1947 الأستاذ محمد فليفل، وهو مدرس في الكونسرفاتوار، بينما كانت تغني في حفلة مدرسية إذ كان يبحث في ذلك الوقت عن مواهب جيدة لتكوين فرقة لإنشاد التراتيل والأناشيد الوطنية وبثها في إذاعة لبنان التي
    تأسست للتو.

    أحسّ محمد فليفل بموهبتها وبأن صوتها يبشر بمستقبل واعد، فوقف إلى جانبها وساعدها فيما بعد على دخول الكونسرفاتوار.

    كما سمعها في ذلك الوقت حليم الرومي الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الموسيقى لإذاعة لبنان ، فطلب أن يراها وعندما سألها أن تغني أية أغنية تحفظها غنت لفريد الأطرش يازهرتين في العلالي.

    بهره هذا الصوت الذي يحمل الأصالة الشرقية مع إمكانية تطويعه للحن الغربي، وعرض عليها مباشرة أن تعمل في فرقة الكورال الغنائي لإذاعة بيروت.

    لاقى هذا العرض معارضة شديدة من والدها،لكنه رضخ للأمر بعد وساطة الأقارب شرط أن ترافقها والدتها أو أخوها جوزيف أو أياً من أبناء الجيران. وكان أول راتب شهري تقاضته مائة ليرة لبنانية.

    تتمتع نهاد حداد بذاكرة قوية وحاضرة، إذ كانت تحفظ وخلال ساعتين أربع صفحات شعر أو خمس صفحات من النوتة الموسيقية.

    وقد لحن لها حليم الرومي أغنيتها الأولى التي كانت من كلمات ميشيل عواد. ومنحها الاسم الذي ستعرف به كأشهر مطربة عربية، فيروز عندما قال لها : إن صوتك يذكرني بجمال الحجر الثمين الفيروز، ومنذ ذلك اليوم عرفت نهاد حداد باسم فيروز.

    كما قدمها بدوره لعاصي الرحباني الذي كان يعمل في ذلك الوقت رجل شرطة. ويجتهد في تأليف الألحان إذ ورث هو وأخوه منصور الرحباني حُبّ وموهبة الموسيقى عن والدهم الذي كان يعزف على البزق ألحان سيد درويش.

    كانت انطلاقتها الأولى مع الأخوين رحباني في أغنية عتاب وتم تسجيل هذه الأغنية في إذاعة دمشق عام 1952 وبعدها أصبحت فيروز تذهب كل أسبوع إلى دمشق يرافقها الأخوين رحباني لتسجيل الأغاني في الإذاعة.

    تزوجت فيروز عاصي الرحباني عام 1954 وأنجبت ابنها زياد عام 1956، كما واجهت الجمهور لأول مرة على المسرح في صيف عام 1957 على المسرح الروماني في بعلبك وغنت بكل ثقة أغنية لبنان يا أخضر حلو.

    كما قدمت فيما بعد مع الأخوين رحباني أشهر أعمالها.

    استطاعت فيروز أن تغني ألوان متعددة من الغناء، إذ غنت الميجنا والعتابا والاسكتشات والموشحات الأندلسية والقصائد والمسرحيات الغنائية مثل مسرحية لولو وهالة والملك وميس الريم وسهرية حُب وعدد كبير ليبلغ مجموع أغانيها 800 أغنية.

    غنت لمعظم الشعراء مثل الشاعر عمر أبو ريشة ونزار قباني وميشيل حداد وجوزيف حرب وبدوي الجبل، أبو سلمى، وغيرهم من الشعراء المعاصرين. كما غنت من كلمات جبران خليل جبران وميخا ئيل نعيمة والياس أبو شبكة وبولس سلامة.

    أما أشهر الملحنين الذين لحنوا لها بالاضافة الى الأخوين رحباني فهم توفيق الباشا وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وجورج ضاهر ومحمد عبد الوهاب وحليم الرومي ومؤخرً ابنها زياد الرحباني.

    كما غنت في معظم عواصم العالم العربي، في عمان ودمشق وبغداد والرباط والجزائر والقاهرة وتونس، وسافرت لتغني للمهاجرين من العرب في كل من ريو دي جنيرو وبونس آيرس ونيويورك وسان فرانسيسكو ومونتريال ولندن وباريس وعدد كبير من مدن العالم.

    قُلدت فيروز أرفع الأوسمة واستُقبلت بحفاوة وتقدير في جميع الأماكن التي زارتها.
    قلدها الرئيس اللبناني كميل شمعون عام 1957 وسام الفارس وهو أرفع وسام يهدى لفنان لبناني.
    قابلت فيروز كذلك، الحكام والملوك أثناء سفرها مثل الملك الحسن الثاني ملك المغرب الذي أصر على استقبالها شخصيا عام 1963 في مطار الرباط كما قلدها الملك حسين ميدالية الشرف وفي عام 1975 الميدالية الذهبية.

    ولكن كانت أحب جائزة إلى قلبها جائزة المفتاح الذهبي من محافظ مدينة القدس عندما زارتها مع والدها في عام 1961، لتصبح أغنيتها خالدة في التاريخ يرددها الأطفال وكأنها لازمة وطنية.

    لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي..
    لأجلك يا بهية المساكن..
    يا زهرة المدائن…
    الخ..
    لقد عاش صوت فيروز في وجدان الأجيال العربية وزرع في نفوسهم الكبرياء والحب والأمل ومازلنا ننام على حلم سماع فيروز من جديد في الساعات الأولى من الصباح مع زقزقة العصافير وأملنا أن يعم السلام والطمأنينة على الأجيال القادمة لكي ينعموا بصوتها الرائع.

    قلبي على بلدي انفطر     وقلب بلدي علي حجر

    #329840

    شكرا على هذه المعلومات عن فيروز فمن منا لا يحب فيروز
    بصوتها الرقيق تبدا يوم مشرق جميل

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد