ارفع البنطلون

عندما أسير في الأماكن العامة والترفيهية تحديداً تعتريني رغبة ملحة في رفع بناطيل كثير من الشباب ، وأظل أرقب تلك البناطيل خشية أن تقع من على خاصرة كثير منهم فضيحة الموضة هذه المرة جاءت صارخة وخاصة لدى الشباب ، فلا يرتاع أحد من جيل الآباء حينما يرى شاباً يسير وبنطاله على وشك أن يقع ، فالموضة تقتضي هذا الفعل ولا تكتفي بذلك فشروط ارتداء البنطال ظهور الملابس الداخلية ، ولذلك ستجد خلفيات الشباب حدائق من الألوان ، فكل شاب يختار لون الملابس الداخلية الفاقع لكي يظهر أكثر تمشياً مع الموضة .. واستجاب البائعون لهذه الموضة وغدا البحث عن بنطال يقف فوق الخاصرة أمراً جالباً للتعب ، وصرعة البنطال السائب أو المحلول ظهرت في سجون أمريكا وتحديداً في شجون النقر ( الزنوج ) وعرفت هناك بثوق وخرجت إلى الشارع كفعل مرفوض إلا أن مروجي الموضة اقتنصوا هذا الفعل المرفوض وحولوه إلى موضة يتهافت عليها الشباب من كل العالم .. وكانت هذه الموضة مقتصرة على الرجـال إلا أن الدعوة في توحيد الزي والجنس جعلت الفتيات يسرعن في الاقتداء بالشباب في المنافسة على ارتداء البنطال المسلوت أو ما يعرف باسم ( لو وست ) . وحديثي عن هذا البنطال ليس من المناداة بملاحقة أصحاب البناطيل المسلوسة فأنا اعرف تماماً قوى عالمية ( أصحاب دور الأزياء ) سوف تكفيني مغبة المطالبة بسحب تلك الموضة من الأسواق بخلق موضة جديدة تذهب بهذه البناطيل إلى مزبلة التاريخ . لكن حديثي منصب على أننا نتقبل صرعات الموضة من غير الوقوف على دلالات تلك الموضة وعمقها الثقافي مما يجعل من يفعلونها محل التندر أو الشك .. والأمر الآخر الذي يزعجني هو تعميم تلك الموضة حتى أن كثيرين ممن يفعلونها يتحولون إلى أضحوكة مكتومة بين الناس ، ففي الأماكن العامة تجد أن هذه الموضة معممة بشكل يدعو للرثاء خاصة من أولئك الذين لا يملكون جمالاً جسمياً يمكنهم من ارتداء مثل هذه البناطيل فيتحول من صاحب صرعة إلى ضحكة تجري على الأفواه . وهناك فتيات ممن لحقن بهذه الموضة متأخراً ولم تكن أجسادهن رحيمة بهن ، حيث تظهر عيوب أجسادهن بشكل مضحك وكاريكاتوري ، فبدلاً من أن ينسل البنطال على خاصرتها تجد شحومها ألقيت على قارعة الطريق لتكون نكتة دسمة لكلاب السكك . أنا لا أخشى مثل هذه الصرعات لأنها تأتي وتمضي، فكل جيل يستنكر على الجيل الذي يأتي بعده ما يفعله بنفسه .. وكما قلت فإن مروجي صرعات الموضة لا يقفون عند مرحلة إنما على الشاب أن يختار الموضة التي لا تحوله إلى بؤرة شك أو نكتة على ألسنة المشاهدين له .

(((( الكاتب : عبده خـال ))))