السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا يخفى على أعضاء ورواد مجلس الرأي العام عن الهدف من هذا المجلس الذي يُعني كثيراً بقضايا الأمة العربية بشكل عام.

ومن حيث الطرح في هذا المجلس يهدف إلى نقل قضية من وإلى الرأي العام من أجل التباحث فيها ومناقشتها وإبداء الرأي ومن ثم البحث عن سبل العلاج لها.

ومن الطبيعي متى ما وُجِدت قضية معروضة على الرأي العام، فيعني ذلك أن هناك آراء حولها بين المؤيدة أو المعارضة، فذلك من طبيعة البشر، ومع ذلك فالشعار الذي يتغناه الكثير ” إن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ” فيعني ذلك التحلي بالصبر وعدم الانفعال اللا مبرر المؤتي بالسلبيات لا يحمد عقباها، وكما أن التعامل مع القضية يجب أن يتسم بالحكمة بقدر المستطاع والجدية.

إذا القضايا المطروحة أو التي ستطرح في مجلس الرأي العام إن شاء الله مستقبلا، بحاجة إلى معمل مُحْكم من قبل المتعاملين أو مختبر يحتوي كل الأدوات التي ستستخدم في معالجة تلك القضايا، بحيث لا تخرج أي قضية من هذا المختبر، إلا وقد أجري عليها اللازم حيالها من خلال السبل المتاحة.

فلا تكفي إحاطتها بشماعة من الوهلة الأولى ” شكراً على هذا الموضوع، أو العبارات الأخرى المشابهة ” فتلك الشماعة في الحقيقة وفي كثير من الأوقات تفقم القضية ولا تعالجها كما يُراد من الحلول، فتبقى على قول المثل ” تيتِ تيتِ مثل ما رحتِ جيتِ ” .

فطارح القضية يخرج بقضيته من الرأي العام بلا فول ولا حمص، في حين كان يحرص ويَرجى أن تخرج قضيته بفول وحمص، أو على أضعف الإيمان واحداً منهما على الأقل.

أتمنى من أعضاء ورواد مجلس الرأي العام عند مداخلتهم أو مشاركتهم في المواضيع المطروحة في هذا المجلس، تجنب بالقدر الممكن تلك الشماعة التي أشرتُ إليها، فإن في ذلك ينسف جمال الموضوع الجاد في الطرح، فهي مكسلة بل عقيمة في أكثر أوقات.

تخيل لو كنت أحد أعضاء في منظمة ما، والجميع فيها يأخذ ويعطي في قضية تشغل بالهم وتقلق مضجعهم، والكل يبدي رأيه بالشد والجذب، ومن ثم تأتي حضرتك من أوسطهم وفي ذلك الزخم من النقاش ووسط تلك المعمعة وتنطق بكلمة وبأعلى صوت ” شكراً على الموضوع الجميل ” .. فكيف ستكون أنت وموقفك هذا أمام البقية ؟

أعتقد صورة غير محببة.

بجانب آخر .. نجد البعض يعرض قضية بذاك العنوان الرنان، ودعوة للنقاش للخارج والداش، ومن ثم وبكل برود يرد على المداخلات ” شكراً على المشاركة أو شكراً على المرور ” .. فيتعجب المرء من رده بتلك العبارات العقيمة.

فأين رأيك من تلك المداخلات ؟ ولا شيء !
أين نقاشك في قضيتك ؟ ولا شيء !
هل تؤيد الآراء المعروضة في قضيتك أو تعارضها ؟ ولا شيء !

كل ما همّهُ إدراج مداخلته ” شكراً على المشاركة “.

وعذراً للجميع .