مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #44429

    الدعاء: عبادة وقربة ، وفيه خير كثير ، ومصالح جمة ، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر فالمعنى أن الإنسان قد يدعو وتؤخر دعوته لحكمة بالغة ؛ إما ليزداد ذله لله وليزداد دعاؤه لله وإظهار حاجته بين يديه فيكون له في هذا خير عظيم ، فكم من حاجة صارت سببا لهداية صاحبها وصلاح قلبه ، وصلاح عمله ، وقربه من الله عز وجل ، وكان قبل ذلك في غفلة وفي إعراض ، فجاءته حاجة من فقر ، أو مرض ، أو تسليط أعداء ، فلجأ إلى الله ، وضرع إليه ، واستغاثه ، وانكسر بين يديه ، وفتح الله عليه من المعارف والعلوم والأنس بالله والذل بين يديه ، ما جعل هذه الحاجة سببا لهدايته وصلاح قلبه ، وما جعل هذه الحاجة سببا لقربه من الله ، وانتقاله من حال الغافلين والمعرضين إلى حال المقربين من الله عز وجل ، واللاجئين إليه سبحانه وتعالى ، والمنكسرين بين يديه سبحانه وتعالى ، فالدعوات التي يتقدم بها العباد لربهم عز وجل فيها خير كثير ، فإن أجيبوا وحصل مطلوبهم سريعا ، فهذا هو مطلوبهم وعليهم شكر الله عز وجل والإنابة إليه ، وإن تأخرت الإجابة فلحكمة بالغة ، قد يكون تأخيرها لمعاصيهم وسيئاتهم ، فلينتبهوا وليتوبوا إلى الله ، وليعالجوا الأوضاع بالتوبة والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تزول المنكرات ، وحتى يحل محلها الأعمال الصالحات ، كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وقال عز وجل: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

    وقال سبحانه: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

    والواجب مقابلة النعم بشكر الله سبحانه وتعالى عليها. فالحاصل أن التوبة إلى الله مطلوبة جدا في حال الرخاء والشدة ، وفي حال الشدة يفكر الإنسان كثيرا في أسبابها حتى يعرف ما له وما عليه ، وحتى يعرف ما وقع منه ، سواء كانت الشدة عامة ، أو شدة خاصة أصابته هو ، فيحاسب نفسه في ذلك وينظر ويبادر بالتوبة والإصلاح ، والرجوع إلى الله جل وعلا ، لعل الله يرفع عنه ما نزل من مرض ، أو فقر ، أو تسليط أعداء ، أو تسليط زوجة ، أو تسليط أولاد ، أو غير ذلك ، فقد يتسلط على الإنسان أولاده ، وقد تتسلط عليه زوجته فيبتلى بظلمها وأذاها ، وقد يبتلى بجيران ، وقد يبتلى بغير ذلك ، فليعالج ذلك بالرجوع إلى الله ، والالتجاء إليه ، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي ، وسؤاله سبحانه الهداية والعفو والمغفرة جل وعلا ، مع المحاسبة الشديدة للنفس ، وإيقافها عند حدها ، وكفها عن محارم الله ، وإلزامها بحق الله وحق عباده ، وجهادها في ذلك. فالنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله سبحانه وتعالى.

    اخوكم …….عذاب الشوق

    #601309

    مشكور أخي عذاب الشوق

    #601310

    مشكور أخي عذاب الشوق .

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد