على أرض عربية هي مصر وقعت معركة شهيرة بين جيش بريطاني تحت قيادة الجنرال مونتغومري و بين جيش ألماني تحت قيادة الجنرال رومل الملقب بثعلب الصحراء. كانت جيوش رومل تتقدم مكتسحة جيوش الحلفاء من تونس و عبر ليبيا باتجاه القاهرة و التي كانت مقر قيادة الحلفاء في الشرق الأوسط. احتياطا و لتسبيب أكبر الخسائر للجيش الألماني المتقدم قامت قوات الحلفاء و المكونة أغلبيتها من القوات المسلحة التابعة لبريطانيا بزرع ملايين الألغام في الصحراء المصرية. المهم أن نتيجة هذه المعركة كانت في صالح قوات الحلفاء و انهزام قوات المحور و اندحارها صوب ليبيا ثم تونس و أخيرا البحر و العودة إلى إيطاليا.

هذه الحرب لم يكن للعرب عامة و المصريين خاصة ناقة و لا جمل فيها ، و مع ذلك فأبناء مصر المحروسة و منذ ستين عاما يموت منهم الكثير كل عام نتيجة للألغام التي زرعتها قوات الحلفاء في أرضها دون موافقتها و لا من أجل مصلحتها. كان من المفروض أن تقوم هذه القوات بإزالة هذه الألغام و تنظيف الأرض المصرية إلى ما كانت عليه قبل الحرب كمثل ما قامت به من إعادة بناء أوربا في ما سمي بمشروع مارشال. و لكنها استهانت بالشعب المصري و الحكومات المصرية  المتعاقبة و حتى يومنا هذا.

كل هذا يطرح في ذهني و في ذهن كل عربي و مسلم سؤالا كبيرا موجها للحكومة المصرية و هو :

لماذا لا تقوم مصر برفع دعوى رسمية لدى محكمة العدل الدولية و لدى كل جهة دولية ترفع إليها مثل هذه القضايا مطالبة الحكومات المسؤولة و التي قامت جيوشها بزرع هذه الألغام في أرضها بالقيام فورا بإزالتها حتى آخر لغم و تعويض كل شخص تضرر منها أو عائلة أصيب  أحد أبنائها. مع تعويض الحكومة المصرية عن كل ما صرفته أو خسرته خلال هذه السنين الطويلة جراء وجود هذه الألغام على أرضها.

لماذا تستهين الحكومة المصرية في إثارة هذا الملف في جميع المحافل الدولية و بآلية قوية و فعالة كما فعلت إسرائيل و تفعل بما يخص دعاواها الكاذبة و الملفقة بشأن ضحايا ما تسميه الهولوكوست      

==============================
للأموات أرض و للأحياء أرض و لا يصل بينهما إلا الحب