ظاهرة المشي أثناء النوم هي أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، فقد أثبتت التقارير الطبية بأن 18% من الناس يعانون من المشي أثناء النوم. كما أنه منتشر عند الأطفال أكثر من الكبار، وعند الأولاد أكثر من البنات. ويبدو أن العامل الوراثي له دور في المشي أثناء النوم، فاحتمال مشي الأطفال أثناء النوم يزيد إذا كان الوالدان قد أصيبا بهذا الاضطراب، وإذا بدأ الطفل المشي أثناء النوم في سن التاسعة أو بعد ذلك، فغالباً ما يستمر ذلك حتى الكبر.

وقد أوضح د.أحمد سالم باهمام استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بكلية الطب والمستشفى الجامعي لعيادة الرياض ان المشي اثناء النوم هو سلسلة معقدة من التصرفات تبدأ خلال مراحل النوم العميقة وينتج عنها المشي أثناء النوم، وعادة ما يحدث ذلك في الثلث الأول من الليل، ويكون الدماغ أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع. ويمكن أن يقوم المصاب ببعض المهام السهلة مثل تجنب بعض العوائق التي قد تصادفه وهو يمشي، إلا أنه لا يمكنه التفاعل الكامل مع العوامل الخارجية أو القيام بالعمليات المعقدة، فمثلاً قد يقع المصاب من الدرج أو أنه قد يخلط ما بين النافذة والباب مما ينتج عنه بعض الاصابات. وقد نسمع عن قصص بعض الناس الذين قاموا بأعمال معقدة أثناء مشيهم أثناء النوم، مثل قيادة السيارة أو الاقلاع بالطائرة أو السباحة، إلا أن ذلك بعيد عن الواقع، والسبب أن النائم ليس لديه ردة فعل سريعة للقيام بمثل تلك الأعمال.

وعن الأعراض يقول د.باهمام: المشي اثناء النوم (ويحدث عادة في الثلث الأول من النوم) كذلك صعوبة في ايقاظ المريض أثناء المشي وعادة لا يتذكر المصاب الأعمال التي قام بها أثناء نومه. في أغلب الحالات لا يكون لهذا الاضطراب أية أسباب نفسية أو عضوية، وينمو الأطفال المصابون نمواً طبيعياً كأقرانهم ولكن في نسبة أقل قد يكون هناك أسباب نفسية.

وعادة ما تختفي أو تقل هذه الظاهرة كلما تقدم الأطفال في العمر وعن خطورة المشي اثناء النوم أوضح د.باهمام ان المشي أثناء النوم قليل الحدوث عند أغلب المرضى المصابين بهذا الاضطراب، حيث انه عادة ما يحدث أقل من مرة في الشهر، ولكنه عند نسبة أخرى من المرضى يكون أكثر تكراراً فقد يحدث كل ليلة، وهذه الفئة من المرضى هي أكثر عرضة للاصابة نتيجة للمشي أثناء النوم، فقد يصطدم المريض بأجسام صلبة أو حادة، كما أنه قد يقع من مكان عال (وقد حدث العديد من المآسي لأشخاص مصابين بهذا الاضطراب). كما أن المصابين بهذا الاضطراب قد يتعرضون للحرج وقد تنتابهم مشاعر مختلفة من الشعور بالذنب أو الخجل وأحياناً الانطواء، لذلك فإنه في حالة الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض أو عند شعور المريض بأي من الأحاسيس السابقة الذكر، فإنه يجب زيارة الطبيب المختص. كما أن المشي أثناء النوم عند الكبار مدعاة للاهتمام أكثر منه عند الأطفال، فالقلق الشديد والتوتر والصرع هي أسباب محتملة. لذلك على البالغين المصابين بهذا الاضطراب استشارة الطبيب المختص للعلاج.

وعن الاجراءات الوقائية الواجب اتباعها يقول د.باهمام: هنالك بعض الاجراءات الوقائية التي ينصح المريض باتباعها ومنها:

من المعروف ان التعب والارهاق يزيدان من احتمال حدوث المشي أثناء النوم عند المصابين بهذا الاضطراب، لذلك احرص على الحصول على قسط كاف من الراحة، كذلك القلق والتوتر اضافة إلى العصبية هي مهيجات أخرى، لذلك حاول البعد عن الانفعال قبل النوم.

حاول ابعاد الأشياء الخطرة والحادة اضافة إلى مفاتيح السيارة من غرفة نوم المريض، وضع جرس على باب غرفة النوم بحيث يحدث صوتاً إذا فتح المريض الباب حتى يساعد على ايقاظه.

ضع شبكاً حديدياً على النوافذ حتى تتجنب خطر القفز أثناء النوم، وكذلك قم بإقفال باب المنزل.

ويفضل أن تكون غرفة المريض في الدور الأرضي من المنزل، ولتجنب السقوط يجب عدم نومه على سرير مرتفع.

أما إذا اضطررت إلى قضاء الليل خارج منزل، فاحرص على اتباع اجراءات الوقاية أعلاه وإشعار الأشخاص الذين ستمضي الليل عندهم (أو قسم الاستقبال في الفندق) عن المشكلة.

في أغلب الحالات يعتبر هذا الاضطراب حميداً ويكفي لعلاجه اتباع اجراءات الوقاية أعلاه، ولكن في قليل من الحالات يحتاج المرضى إلى تقييم نفسي وطبي لاستبعاد أي أسباب طبية.

عند المرضى الذين تحدث عندهم هذه الظاهرة بصورة متكررة فإن الطبيب قد يصف بعض العقاقير الطبية، وذلك للتقليل من حدوث هذه الظاهرة

الحب لك وحدك …. والشوق لك وحدك
لاتفتكر انساك …… وإلا احب بعــــــدك

قمت بتعديل إملائي في كلمة اضطررت

تم تعديلة بواسطة  نحول في 04-07-2001 17:03 م