هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا وفيها أولى القبلتين ـ المسجد الأقصى ـ لها مكانة عالية في نفوس المسلمين توالت عليها المحن والشدائد على مر التأريخ كانت تتجاذبها الروم والفرس إلى أن جاء الإسلام وفتحها عمر وتسلم مفاتيح القدس , استعمرها الصليبيون في حملتهم المشئومة وانكسرت شوكتهم في حطين وخرجوا مهزومين من البحر الذي دخلوا منه ، حاول التتر السيطرة عليها إلا أنهم هزموا في عين جالوت على أراضيها وتفرقت أيديهم بعد هذه المعركة,وبعد أن ضعفت دولة الخلافة العثمانية احتلتها بريطانيا وأخضعتها للانتداب وسلمتها لليهود الغاصبين وما زالت فلسطين الحبيبة أسيرة بأيدي اليهود إلى الآن, تنتظر صلاح الدين !!!

وقطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء، تم احتلاله من قبل الكيان الصهيوني في العام 1387 هـ ويعيش فيه حوالي 1.5 مليون فلسطيني أغلبهم من لاجئي حرب 1367، في أعلى معدل تجمع سكاني على مستوى العالم” 26400 مواطن/كم مربع للقطاع ككل و55500 مواطن/كم مربع للمخيمات”. وفيها حوالي 44 تجمع سكاني فلسطيني أهمها: غزة ورفح وخان يونس وجباليا

قام الكيان الصهيوني ببناء حوالي 25 من المستوطنات في قطاع غزّة ، تتركز في ساحل جنوب القطاع ، يقدر عدد المستوطنين فيها بحسب دائرة الأبحاث التابعة للكنيست اليهودي 7781 مستوطن في 23 مستوطنة بكثافة مقدارها 665 مستوطن/كم مربع

تصل نسبة المناطق الخاضعة لسيطرة الكيان الصهيوني بما فيها المستوطنات إلى نحو أربعين في المئة من إجمالي مساحة قطاع غزة. ويسيطر الكيان الصهيوني على كافة الحدود الخارجية والطرق الرئيسية داخل قطاع غزة.

خطة الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة
طرح رئيس الحكومة الصهيونية ارييل شارون خطة للانفصال عن قطاع غزة ، تشمل إخلاء المستوطنات الصهيونية ، ولقيت الخطة ترحيبا في صفوف أنصار السلام في الكيان الصهيوني ومعارضة شديدة من قبل المستوطنين الذين يُنظمون حملات للتعاطف مع آلاف من المستوطنين الذين سيتم إخلائهم من المستوطنات وفق الخطة .

الانسحاب من غزة مكافئة للمقاومة

ظلت غزة خاضعة للكيان الصهيوني طيلة 38 عاماً ، كان قبلها خاضعاً للسيطرة المصرية منذ حرب 1367هـ ، واستمر ذلك حتى العدوان الثلاثي على مصر عام 1375 هـ ،حيث سيطر الكيان الصهيوني على قطاع غزة لمدة 6 أشهر عادت بعدها السيطرة المصرية حتى عام 1387هـ وحرب الأيام الستة ، فسيطر بعدها الكيان الصهيوني على قطاع غزة .

وما كان للكيان الصهيوني الغاصب أن يخرج لولا فضل الله تعالى وبسالة المقاومة التي استطاعت بإذن الله تعالى أن تطور قدرتها العسكرية والتي قلبت موازين القوى داخل القطاع لصالحها .

أسباب الانسحاب

يقول أحد الساسة الصهاينة كم أتمنى ان أصحو وقد لفت غزة ورميت في البحر , لقد ظلت غزة تمثل غصة في حلق الكيان الصهيوني رغم كونها صغيرة المساحة ولا تشكل إلا واحداً في المئة من أراضي فلسطين فهي تمثل أعلى نسبة كثافة سكانية على مستوى العالم ، وقد تحولت هذه البقعة من أرض أكناف بيت المقدس إلى رحم لولادة الأبطال لمقاومة المحتل, ومحضن لفصائل المقاومة وقاعدة لصواريخها لدك مغتصبات العدو ولعلنا نجمل في نقاط توفيراً لوقت القارئ الكريم أسباب الانسحاب كالتالي:

1- الهروب من نيران المقاومة وصورايخها التي استطاعت أن تنال كل مغتصبات القطاع.

2- التخلص من الثقل السكاني الفلسطيني في القطاع, لما يسبب من عبء أمني واقتصادي على الكيان الصهيوني.

3- انعدام الفائدة الإستراتيجية لقطاع غزة. سواء من حيث الموقع، أو الحجم (مساحته 365 كيلومتراً مربعاً، مثل 6% من الأراضي التي احتلت عام 1375 هـ ، كما أنه أصغر من أي محافظة في الضفة الغربية) .

4- الاستيطان في القطاع لا يوجد له ما يبرره في الأساطير الدينية عند اليهود.

5- رغبة اليهود في الحصول على المكافئة الأمريكية نظير الانسحاب.

6- الإدعاء بأن دولة الكيان الصهيوني تنفذ مقررات الأمم المتحدة الخاصة بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1375 هـ.

7- مقايضة أراضي غزة بالضفة الغربية وتهويد القدس.

8 – يرمي الكيان الصهيوني من الانسحاب إلى عقد مؤتمر دولي قد يؤدي إلى تطبيع كامل لعلاقاتها مع الدول العربية.

9- أراد صناع السياسة اليهود من خلال خروجهم من القطاع إلى شغل الفلسطينيين فيما بينهم “الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني”.

10- إشراك مصر أكثر في الحفاظ على امن الكيان من خلال تدريب قوات الشرطة الفلسطينية للحد من نفوذ حماس والجهاد وحراسة الحدود المصرية الفلسطينية لمنع تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين.

11- دفع الأردن لتجنيس اللاجئين الفلسطينيين في أراضيها وإسقاط حق العودة.

قالوا عن الانسحاب

– أكبر خطأ ارتكبناه حكم كثافة سكانية لا نستطيع السيطرة عليها

شيمون بيريز نائب رئيس وزراء الكيان مبرراً الانسحاب من القطاع.

– مستوطنات الضفة باقية ولا تفاوض حول القدس وعودة اللاجئين”

شارون مطمئناً الصهاينة على تبعات الانسحاب .

– الانسحاب من غزة هروب وتهديد الصواريخ سيصل بسرعة كبيرة ”

النتن ياهو وزير المالية معارضاَ لخطة الانسحاب ومبين حقيقة تحاشاها الساسة اليهود .

– ” لعنة الدنيا والآخرة ستحل على من يشاركون في الانسحاب” من قطاع غزة. وأضاف انه “يحرم تحريما مطلقاً التنازل عن أي شبر من أرض إسرائيل للأجنبي ”

كبير حاخامي الكيان الصهيوني السابق ابرهام شابيرا.

– الانسحاب لا يغير الوضع القانوني ولا ينهي حالة الاحتلال و تزيد في تعقيد إقامة دولة فلسطينية”

سلطة أوسلو”السلطة الفلسطينية” تنفي مزاعم الكيان الصهيوني، بخصوص إنهاء الاحتلال بعد الانسحاب

– الانسحاب من غزة إنجاز مسموم”

الكاتب فهمي هويدي.

– المقاومة هي التي أخرجت الاحتلال من غزة “

محمود الزهار قيادي حماس

– الانسحاب من غزة نقطة تحول في الصراع وانكفاء للمشروع الصهيوني القائم على الاستيطان ”

الهندي”قيادي الجهاد”

– انسحاب جيش الاحتلال من غزة انتصار للمقامة الفلسطينية”

منظمة مغربية أهلية مناصرة لفلسطين والعراق

– يعتبر الانسحاب من غزة ‘ثمرة’ الانتفاضة “

مروان البرغوثي

الانسحاب من غزة هل هو انسحاب أم إعادة انتشار

يحاول “الكيان الصهيوني” في اللحظات الأخيرة قبل سحب مستوطنيها وقواتها من قطاع غزة إلى حدود اختطها حول القطاع واقتطعت منه مئات الأمتار عرضاً أن تبقي سيطرتها عليه بالتحكم عن بعد من حيث فرض رقابة على دخول الأشخاص والبضائع و ستواصل السيطرة على أجواء القطاع، وفي نفس الوقت سيحرم الفلسطينيين من استخدام هذه الأجواء بدون إذن الدولة العبرية,و لن يتم التعامل مع الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة، لأن الدولة العبرية لا تقر بحق الفلسطينيين في وجود رابط بين هاتين المنطقتين لا أحد يستطيع دخول قطاع غزة أو الخروج منه بسهولة غير الجنود اليهود الذين يفعلون ذلك متى ما يشاءون. و سيبقى الفلسطينيون معزولين عن العالم وعن الضفة الغربية، ويتصارعون مع بعضهم البعض على قطعة صغيرة من الأرض ومياه شحيحة ملوثة. وغزة ليست بديلاً عن دولة فلسطينية قادرة على البقاء..

أخطر ما في الأمر: أن الكيان الصهيوني يصر على التعامل مع الفلسطينيين في قطاع غزة مستفيدة من تأويل بعض بنود اتفاقيات أوسلو. فقد أعلنت وزيرة القضاء اليهودي تسيفي ليفني أن وزارتها أعدت وثيقة قانونية تؤكد انه حتى بعد فك الارتباط لا يجوز للسلطة الفلسطينية أن تسمح بمشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية. وتقول الوثيقة التي تطرقت إليها صحيفة هآرتس اليهودية (29 جمادى الأولى1426 هـ) انه حسب أحد ملاحق اتفاقيات أوسلو فإن السلطة الفلسطينية التزمت بعدم السماح بمشاركة أي فصيل أو شخص أو تنظيم فلسطيني يدعو لاستخدام <<العنف والإرهاب>> في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني.

الأدهى من كل ذلك هو ما كشفت عنه أيضاً وهو أنه بخلاف التبريرات التي أعلن عنها لتأجيل الانتخابات التشريعية، والتي ادعى فيها أنها جاءت لصياغة قانون انتخابي جديد، فإن الصحيفة نقلت عن مصدر كبير في مكتب شارون قوله إن إسرائيل والإدارة الأميركية تلقت تأكيدات من قيادة السلطة بأن تأجيل الانتخابات التشريعية جاء من اجل منع مشاركة حماس فيها.

الخاتمة

كما أنه وقد تم للمقاومة بفضل الله تعالى وتمسكها بخيار المقاومة تحرير القطاع فهي قادرة بإذن الله تعالى على تحرير ما تبقى من أراضي فلسطين السليبة من خلال تفويت الفرصة على العدو الغاصب الذي أدركنا أهدافه المبيتة لإفساد فرحة النصر التي تمت بحمد الله تعالى ، فالصبر على النصر أشد من الصبر على الهزيمة ، ولذلك نوصي إخواننا :

أولاً : الاعتصام بحبل الله جميعاً ، ونبذ الفرقة والتناحر بين فصائل المقاومة .

ثانياً : تطوير القدرات العسكرية قدر الوسع والطاقة .

ثالثاً : بناء الجانب الاقتصادي والاعتماد على الذات دون الحاجة إلى الدعم الخارجي .

رابعاً : الاهتمام بالدعوة والبناء العقدي الصحيح