شيكاغو / 1 يوليو / الجريدة / تعتبر كورا جونز أم الأمهات بحق وحقيق. فقد قامت هذه الأم الرؤوفة من شيكاغو بفتح قلبها ومنزلها لأكثر من (100طفل) خلال الثلاثين عاماً الماضية بالاضافة الى اطفالها الستة من رحمها و 20حفيداً.

وتقول كورا 61عاماً أريد ان أرعى وأحب هؤلاء الشباب ومنحهم مكانا ملائما للعيش. ومنذ عام 1971فتحت كورا باب منزلها المكون من ثلاث غرف لعشرات من الاطفال المشردين والمحرومين من عطف الوالدين. وبقي البعض منهم لعام في منزل كورا ،بينما بقى البعض الآخر منهم تحت سقفها حتى بلغوا سن الرشد. وتقول سيلفيا هاريس 38عاماً ابنة كورا :انها تريد المزيد منهم.. لقد كنت محظوظة إذ نشأت وترعرت في منزل يسوده الحب. لم ينشغل ابوانا عن الاستماع لمشاكلنا.. أبي ليستر يعمل في شركة لثلاثين عاماً ،وقد ساعد أمي بكل طريقة ممكنة وقدما نموذجاً رائعاً لجميع اخواني. وعندما توفي ليستر في عام 1991قررت كورا مواصلة المشوار لوحدها رغم انها كانت تعاني من مشاكل صحية خطيرة من بينها فقدانها لبصرها نتيجة لاصابتها بداء السكري وعملية بتر جعلتها حبيسة كرسي متحرك. ولكن مشاكل كورا الصحية لم تعقها عن الرعاية والطبخ لاطفالها الاحباء. وتقول كورا :اعرف كل شيء من هذا المطبخ ولو اني لا ابصر.. احب إعداد وجبات عشاء ضخمة يلتهمها الاطفال بكل شهية.. انهم يحبون كل شيء أقوم بطبخه. وبعد ان فرغت من تربية اطفالها من رحمها وتربية اكثر من مائة طفل قامت كورا بتبني خمسة اطفال ذكور تراوحت أعمارهم بين السابعة والثامنة عشر من بينهم ريغنالد ريد الذي كان في الثانية عشر من عمره عندما التقى بالمرأة التي غيرت مجرى حياته. وفي ذاك الوقت كان ريد يخضع لبرنامج إعادة تأهيل رئيسي نتيجة لاصابته بتمدد في الأوعية الدموية للدماغ وهي إصابة كانت تهدد حياته. ويقول ريد 18عاماً :الآن لولا حب أمي كورا لي لما كنت هنا الآن.. آمل ان اتمكن يوماً ما من شراء المنزل الكبير الذي تحلم به. وتقول سيلفيا ان أمها لا تتحرج من رعاية اطفال من اصحاب الاحتياجات الخاصة وانها تريد ان تثبت ان أي طفل يمكن ان ينمو ويترعرع بالحب والعطف. وتضيف سيلفيا التي تبنت ستة اطفال الى جانب طفليها الحقيقيين بأن والدتها أثبتت كيف ان الحب يصنع المعجزات. وقد أبقت كورا علاقة بين العديد من أمهات الاطفال الذين تبنتهم حتى يمكنهن من مراقبة تقدمهم.