جاء الليلُ.. ففرشت موائد حزني قدمت لنفسي كأساً من وجعي فانكفأ الكأس على شفتي ففاضت كالروح السيئة الممسوسة بالجن وتقلبت على جنب آخر كان الباب على مصراعيه.. من فتح الباب؟؟ من سرق المائدة وفض نزاع الروح السيئة؟؟ من جعل الجن يشاركني مائدتي السوداء؟؟
******
الأشجار تمرغ وجهها بالريح وحبات الكرز المتناثرة على الأرض… حمراء… قرمزية كأنها دمّ خاثرْ أنا.. أنا.. أنا هكذا دائماً لا أملك في هذه القرية سوى المصطبة كل تلك الوجوه العتيقة التي تجلس إلى جانبي تقضم أصابعها.. وأيامها.. وتبحلق فيّ لست أنا من أجرم بحقكم إنها المصطبة التي لا تكفينا جميعاً والنجارون مشغولون بالتوابيت حاولت أن أوزع المساحة الخضراء بين المصطبة ودار البلدية.. على الوجوه فامتعض الجلاد.. أرسلت لأمي مكتوباً.. قلت لها.. أريد العودة يا أماه.. فقالت.. أيها المعتوه.. إن الناس تحمل مصاطبها وتغادر
******
كثر الشحاذون.. ولكن الأبواب مغلّقة والفاقةُ تطعم أطفالي خبز البارود ترُى أين الربّ؟؟ لقد عمّ الطاعونْ وترمم وجه العزى ومناة الثانية ما زال القديسون يصلّون ما زالت لغة الأدعية تدقّ على أبوابك يا ألله!!…… يا مرسل هذي الريح ومنزّل هذا المطر وواهب تلك الأفواه الألسنة الحمراء يا ألله!! تلك بقايا الأطفال ببغداد أصابعُ.. أقدامُ.. أمعاء ْ قلوبٌ.. أعين ُ شفاه ترضع من يجمعها يا ألله؟؟؟ من يرجعها للعب؟؟؟ يا الله!!… يا جامع لحم الطير هل لا زلت هناك؟؟؟ لتجمع لحم الأطفال… يا ألله… الكوكب مفتوح والأفق كبير فلماذا نحن؟؟ نموت…. لماذا نحن يوسدنا المنفى جثثا خلف الأبواب؟؟؟ إرأف بعبيدك.. أو انساهم فالدبابات، وأشكال الإرهابيين وموت الأطفال وجثث الموتى المزروعة في كل مكان تنسينا أنك لا زلت على قيد الملكوت وأن عبادك لن يرثوا الأرض لأن الأرض خراب لن يرثوا إلاّ صور الموتى ولعنة أطفال الحي ّ وبصقات الشعراء أقرضنا فأساً من عندك كي نكسر وجه الأوثان أو حرّك أرضك واخسفها خلّصنا يا ألله ..
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد