بسم الله الرحمن الرحيم
اليــوم: الســبت
التاريـخ: التاسع عشر
شـهـر: يناير
السنـة: 2002م
الساعة: 10:15 تقريبا
فـي مثـل هذا الـيـوم
ولـد جــرحــي الأول
وولد حزني الأول وولد إحساسي العظيم بالذهول وخطوت أول خطواتي نحو أرض الضياع..
في مثل هذا اليوم رحاتي.. ومضيتي.. وعيناكِ غارقتان بالدموع والبكاء،
ودعتني وأنا لدي اليقين التام بأنكِ ستعودين ذات يوم.
ولكن لم يكن وداعكِ كذالك الوداع الذي تخيلته.بل كان وداع طيور النورس وقت الغروب.
لقد اكتمل على رحيلك اليوم سنتين. وأنا في كل يوم أفتح صفحة جديدة في مذكرتي. واكتب في أول سطرا من الورقة:
’’صباح يوم جديد وأمل جديد في لقاء البعيد جداً من موقعي..القريبة القريب جداً من أعماقي..
الأمل المجروح…….,,
وفي نهاية اليوم أغلق المذكرة لأفتحها في اليوم التالي.. وبذلك الأمل الذي ودعتكِ به. وأنا لدي اليقين التام بأنكِ سوف تعودين يوماً ما.
في مثل هذا اليوم تغيرت الوجوه وتغيرت الأصوات وتغيرت القلوب وتغيرت العقول وعلا البكاء وتضخمت الفجيعة واستوطن الذهول كل حواسي من حولي.
في مثل هذا اليوم افتقدتك كثيراً.. وناديتك كثيراً.. وبكيتك كثيراً .. وخسرتك كثيراً..
كثيراً… كثيراً….
هذا صباح مؤلم.. استيقضت فيه على صوت رياح الحنين إليك.. فيا تُرى…
هل أيقضك الحنين من نومك ذات ليلة، فاستيقضتي مفزوعة لاشيء حولك سو الفراق والفراغ. فاستسلمتي لأنينك ودخلتي في نوبة بكاء لانتهاء لها…؟!
هل سرتي في الطريق وحيدةً وأنتي تمسكٍ يدكِ وتبتسمي لنفسك وتمنيتي قلبك المشتاق صدفة جميلة تُعيد إليكِ وألي الحياة..؟!
هل فتحتِ دفاترك المغلقة يوماً وقلبتِ الصفحات بحثاً عن رجل كان يعيش بكِ.. ثم قطع تذاكر الرحيل وارتدا حذاء الغياب ورحل.. تارك خلفه بصمه بعمق البئر يذكركِ بأنة ذات يوم كان يقيم فيكِ كالدم..؟!
هل طرقتي باب ذاكرتك يو ميلادي فأغمضتِ عينك في زحامهم.. واستحضرتِ وجهي الحزين عند الرحيل وقلبي المرتعش عند الوداع وردتني بينكِ وبين صمتكِ.
*ترى ماذا فعلت الأيام بقلبه بعد قلبي..؟؟!!
هل فتحتي أجندة ذكرتك ليلة العيد ولمحت بقايا حروف اسمي وأرقاما ضائعة بين السطور ففكرتي في أن تهاتفيني..؟
فخانتك جراءتك وخذلك كبرياؤك..وأجلتي حنينك عاماً آخر.. واستقبلتِ العيد وحيده.
حزينة كطيور النورس..؟
هل خلوتي بنفسك لحظة آلم، وسافرت في الدفاتر المغلقة وابحرتي بين السطور المتبقية واسترجعت كل تفاصيل الأمس وسألت نفسك بانكسار..
لــمــاذا التقينا…؟! ولــمــاذا افــترقـــنـــا…؟!
فغرقتي في أمواج الحيرة وتعرقلتي بعلامات الاستفهام..؟
هل تمنيتي أن تجمعنا صدفة جميلة في الطريق لتري ماذا فعلت بي الأيام بعدك وارى ماذا فعلت بكي الأيام بعدي…
وعلى أي الدروب تقف قلوبنا بعد الفراق وماذا تبقى فيك مني.. وماذا تبقى فيَ..
فخانتك الصدفة وخذلك الطريق..؟
هل عدتي إلى منزلك باكرة وجلستي بجانب الهاتف تسترجعين الذكريات والحوارات والضحكات والأصوات.. وسألتي المساء أن يهديكِ صوتي..؟
هل ما زال صوتي ينام في أذنيك وهل ما زالت صورتي عالقة في عينيك وهل ما زال حلمي حلمكِ وألمي ألمك وضياعي ضياعك أم لم يتبقى مني فيك سوى الموت..؟
ترى هل فكرتي يوماً أن تنزفي إحساسك على ورقة وتضعي الورقة في مظروف وتكتبي فوق المظروف عنوان رجل كان يهمك أمر قلبة،،وتتجهي نحو البحر وتقذفي الرسالة في فم الأمواج وتعودي وفي داخلك إحساس متفائل بأن الرسالة يوماً ما ..ستصل إلية..؟
أنا فعلته يا سيدتي.. جمعت إحساسي في ورقة وأهديت البحر أجمل رسائلي إليك فربما جف ذات يوم .. وتم العثور على لرسالة صادقة قاومت غدر الماء ووصلك نبأ رسالة نزفها للبحر رجل مجنون.. كان في حالة عشق مجنونة..
أعلم لن تصدقي الفقرة السابقة فلا يصدق الألم سو من يقترب منه ويعيش فيه,, ويتجول تحت أسواره,, ويغفو فوق طرقاته…وأعلم أن بينكِ وبين الألم علاقة مقطوعة منذ زمن..
دعكي من هذياني وجنوني.. وأخبريني..
مـا أخبـار عـقـلـك؟.. وما أخبار قلبك؟..
وما أخبار حكاياتك؟.. وما أخبار نزواتك؟..
كم تبقى من مساحتي بك…؟
سيدتي..هل ما زلتي تذكريني ؟ .. هذا أنا… الرجل الذي منحك الحب بلا حدود..
ومنحته الألم بلا حدود…
أعذرني… فلم يكن بحوزتي سواه.
هل تعلمي…؟!
قبلك كتبت عن الحب… ولم أتذوقه
معك… تذوقت الحب ولم اكتبه
بعدك… فقدت الاثنين: الحب والكتابة.
وقبل أن يودعنا المساء.
أشياء كثيرة نتمنى بيننا وبين أنفسنا لو أنها كانت “”نعم”” برغم يقيننا المؤلم إن الأرجح “”لا””
وبعد أن ودعنا المساء:
أتمنى أن لا تصابي عند قراءة الرسالة بالإرهاق الذي أصبت به عند كتابتها..