مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #42166
    medsalem
    مشارك

    تقديم و تعريف عن الرقية :ليعلم لدى جميع الأخوة والأخوات من المسلمين والمسلمات أن الرقية ليست شيء حديثا جاء بمجيء الاسلام و انما هي شيء موجود من قبل مجيء الاسـلام وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى هذه الأمة. ولذلك لما دخل الناس في دين الله أفواجا بمبعثه عليـه الصلاة والسلام قال بعض الصحابة والصحابيات يا رسول الله انا كنا نسـترقي قبل الاسلام فـهلا رخصت لنا؟ فأجابهم بأن يعرضوا عليه رقاهم فرخص لهم الرقي ما لم يكن فيـها شرك. هـذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد كانت الرقى معروفة قبل الاسلام، في عهد أبي الأنبياء والرسل خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام، و كذلك عند اليهود و النصارى بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عندما أراد أن يرقي الحسن والحسين رضي الله عنهما أرقيكما بما رقى ابراهيم بنيـه (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومـن كل عين لامة). والعرب أيضا كانت تعرف الرقي فهذا ضمادا يسرد علينا قصة اسلامه فقد روي الامام مسلم في صحيحه عن سعيد بن جبـير عن ابن عباس أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنؤة وكان يرقي من هذه الريح،فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: أن محمدا مجنون. فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي . قال : فلقيه ، فقال يا محمـد اني أرقي من هذه الريح ، وأن الله يشفي علي يدي من شاء ! فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه : ( أن الحمد لله ، نحمده ونستعينه، من يهده الله فـلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك لـه ، وأشهد أن محمد ا عبـده ورسوله ، أما بعد : قال فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء ، فأعادهـن عليه رسول الله ، صلى الله عليـه وسلم ، ثلاث مرات . قال فقال : لقد سمعت قول الكهنة : وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء !!! ولقد بلغن ناعوس البحر. قال فقال : هات يدك أبايعك على الاسلام . قال : فبايعه . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : وعلى قومك ، قال : وعلى قومي ، قال : فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، سـرية فمروا بقومـه . فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من
    القوم أصبتم منهم مطهرة. فقال : ردوها ! فان هؤلاء قوم ضماد. وأيضا ما رواه الامام مالك : (عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن ابا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على عائشة، وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكـر رضي الله عنه ،أرقيها بكتاب الله، أي بالتوراة وهذا دليل جلي واضـح على أن لأهـل الكتاب رقى يرقون بها، ومن المعلوم لو لم يكن الأمر كذلك لمـا قـال أبو بكر لليهودية ذلك . والأدلة في ذلك كثيرة جدا. وتعريفا للرقية نقول وبالله التوفيق : هي العـوذة ، و التعويذ ، والمعوذتين بمعني الواقيتين ، وهي الوقاية . وقال في اللسـان : والرقيـة العوذة والرقية هي التي يرقي الانسـان نفسـه أو غيـره ، وفي مجملها الطلب من الله والتعوذ بالله من شر كـل ذي شر ويكـون ذلك اما بذات الله عز وجل أو بأسمائه الحسنى أو بصفاته العلى تبارك وتقـدس وتعالـى. والرقية هي: الألتجاء الى الله والاعتصام به و اللوذ بجنابه ليقينا من كل خوف ومن كل بلاء ومن كل داء ،وكل ذلك طلبا للشفاء الذي لا يملكه أحد سواه ، وكون أن القران الكريم كلام الله وهو صفة مـن صفات الكمال الذي لا ينبغي أن يكون لأحد الا لله سبحانـه وتقـدس وتعالى، فهو كلامه الذي تكلم به ونحن أمة القرآن، لذا نقرأه ونرقـي به وهو القائل عز وجل (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنيـن ولا يزيد الظالمين الا خسارا) . اذا من هذا المنطلق يمكن لأمة محمـد صلى الله عليه وسلم أن ترقي ويرقي لها طالما أن المستخدم في الرقية كلام الله، أو ماثبت من كـلام رسول الله صلى الله عليه وسلـم ، من ادعية الاستشفاء. مثل قوله عليه الصلاة والسـلام ( اللهم رب النـاس أذهب البأس، أشف أنـت الشافي لا شفاء الا شفائك شفاء لا يغادر سقما) وغيرها كثيـر مما سوف نـورده في موضع آخر باذن الله . وكون أن الانسان منا يرقي نفسه أو يرقيه غيره ليـس منافيا للتوكل بل هو من التوكل والأخذ بالأسباب، مادمنا نعتقد أن الله هو الشافي وهو المعافي وأن لا أحد من بشر أو حجر أو شجر أو جن أو ملائكة ، يملك الشفاء الا الله عز وجل، ولنعلم جميعا أن الشفاء لو كان يملكه أحد غيـر الله لأصبح الناس رهينة عنده ،ولأذل بعض الناس بعضا.و لكن الله حكيم عليم خبير بعباده . لذا وجب على كل مسلم ومسلمة التوجه الى الله وعدم تعليـق قلوبهـم بغيـر الله سبحانه وتعالى ، وليرقي كل انسان نفسـه وأهل بيتـه، والأم علـى
    نفسهـا وعلى أبنائها، فان الرقية الشرعية ليست حكرا على أحـد. وكمـا أسلفنا أنه يجب على الانسان المسلم الاعتماد على المولي عز وجل ويعلم أن ما أصابـه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. والشفـاء يقينـا بيد الله كما قال عز وجل( واذا مرضت فهو يشفيـن ) وقـول النبي صلى الله عليه وسلم “اذا أصاب الدواء الداء برء الانسان باذن الله” فبهذا يصيـر الشفاء بالله لا بالدواء نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يشفي مرضي المسلمين ، شـفاء عاجلا وبرء تاما غير آجل انه سميع مجيب.

    ——————————————————————————–

    تمهيد لشروط الرقية وأحكامها :
    انه في عصر اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و غلب فيه الباطل عـلى
    الحق, والشر على الخير, و خاصة أننا نتحدث عن أمر أختلط فيه الحابل
    بالنابل, وحيث أن الرقية الشرعية تعتبر من هذا التشريع الذي سنه لنا رسول الله
    صلـى الله عليه و سلم , فكان لزاما علينا أن نأصل هذا النوع من أنواع الفقه في
    الرقيـة الشرعية. و لا ندعى الكمال و لا كمال العلم و لكن هو عطاء المقل و
    اجتهاد من طالب علم, سائلين الله أن يسدد خطانا و يعلمنا ما جهلنا و أن يفقهنا
    في ديننا. ولما أصبحت الرقية الشرعية منتشرة انتشارا عظيما على مستوى العالم
    الأسلامي بل العالم اجمع ,و حيث انه اصبح كثير من المعالجين و المتحدثين
    يدلى بدلوه دون الرجوع الى الأصل في كثير من الأحيان , وعندنا الأصل كتاب
    الله و سنـة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم. من هذا المنطلق أحببنا أن نوصل
    الى أحبتنـا وأخواننا فى الأسلام ما كتبه أهل العلم, وماأصله السلف الصالح
    الذي فيه قدوتنـا النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ما اخبرنا به عن الله ليقودنا
    جميعا الـى الله .وعندما نتمعن الرقى في هذا الزمان و في غيره من الأزمنة وما أدخل فيها
    وما أضيف اليها, نجد أن كثيرا من الأمور لم تكن في عهد النبي صلى الله عليـه و
    سلم , و لا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم, و لا في عهد التابعين من بعدهم
    لذا قسمنا الرقى الى ثلاثة أقسام .

    ——————————————————————————–

    القسم الأول: رقى شرعية
    و هي أن تكون بكلام الله أو بكلام رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ,الثابت عنه في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء و الأدعية النبويـة
    التي تتعلق بالاستشفاء, و أن تكون هذه الرقية باللغة العربية الواضحة المسموعة و
    ذلك تفريقا لما يفعله السحرة و المشعوذون و الدجالون من تمتمات لا تفهم و لا
    تفقه , و أن تكون الرقى ليست مختلطة بشرك أو كفر أو ابتداع . فكل ما عدا
    هذه الأمور مباح بدليل ما رواه الأمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك
    الأشجعي, قال :” كنا نرقى في الجاهلية, فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلـك؟
    فقال: اعرضوا على رقاكم , لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك” . رواه مسلم.

    القسم الثاني : الرقي الشركية :
    وهذا النوع من الرقية منافيا تماما للشرع لأنه الشرك الأكبر والمخرج من الملة،
    حيث أنها تتم بالاستعانة والاستغاثـة بغير الله. وهو يجـرح جنـاب التـوحيـد
    وهو المحبط للعمل (لأن أشركت ليحبطن عملك) .وهذا النوع مـن الرقـي التي
    وصفها النبي صلي الله عليه وسلم، بأنها من الشرك ، والتي قال عنها عبد الله بن
    مسعود رضي الله عنه” كان مـما حفظنا عـن النبي، صلي الله عليه وسلم ، أن
    الرقي والتمائم والتولة من الشرك” رواه الحاكم .
    كـذا الـذي يعتقد ويعتمد على الرقية اعتمـادا كليا ، ويظن أنها نافعة ومؤثرة
    بذاتها ,لا بقدرة الله ، وهذا فيه خلل في الاعتقاد والعياذ بالله. بل يجب الاعتقاد بأن
    كل شي انما يكون باذن الله ، وعدم الاعتماد علي التمائم ، والخرز وغيرها ممـا
    يجعل القلـب يتعلق بغـير الله ، وقد بين خليل الرحمن نبـي الله ابراهيم عليـه
    السلام ،عندما حاج قومه. قال عز وجل(واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لأبيه وقومه
    ما تعبدون قالـوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين* قال هل يسمعونكم اذ تدعون أو
    ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون * قال أفر أيتـم ما كـنتم
    تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين* الذي خلقني فهـو
    يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* واذا مرضت فهو يشفين*) لذلك فان الله عز
    جاهه وعظم شأنه وتقدست أسماؤه هو الذي يملك الشفاء ولا غيره يملك ذلك . لذا
    فلننظر الى الهادي البشير والسراج المنير عليه افضل الصلوات وهو يعلمنا هـذا
    الدرس العملي, والذي يصفه لنا حب رسول الله صلي الله عليه وسلم أنس بن مالك
    رضي الله عنـه.. فقد ثبت في صحيح البخاري “أن عبد العزيز قـال دخلت أنـا
    وثابت على أنس بن مالك ، فقال ثابت : يا أبا هريرة اشتكيت! فقال أنس ألا أرقيك
    برقيـة رسول الله، صلـى الله عليه وسلم، قـال بلى . قـال: اللهم رب النـاس،
    مذهـب الباس أشف أنت الشافي ، لاشافي الا أنت شفاء لا يغادر سقما”. كل هذا
    يريد صلى الله عليه و سلم أن يجنبنا أن نقع فـي الشـرك فكيف به لو انه عاش
    زماننا هذا والذي كثر فيه الذين يقرؤون الكف ويقرؤون الفنجان ،ويقرؤون الحظ
    الذي لا تخلو منه مجلة تحت مسمى الابراج،و الضرب في الرمل وقراءة الودع،
    والاستعانة بالجن المسلم كـما يدعي البعض،و التبرك بمـن في القبور وسؤالهم ،
    وطلب المدد منهم والذبح لغير الله . لم يعش صلى الله عليه وسلم كل هـذا فـي
    زماننا ولكن حذرنا أن نرجم أو نتكلم بالغيب وحذرنا أن نذهـب الى العـرافين
    والكهنة ومن يعمل عملهم من السحرة والمشعوذين وغيرهم ممن يكذب لأن أعمال
    هؤلاء جميعا مبنية ،على الكذب ،وقد قال صلى الله عليه وسلم” مـن أتى عرافـا
    أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم” رواه
    احمد. لذا فان كل من أتى هؤلاء فقد صدقهم بما يقولون.

    القسم الثالث الرقية البدعية:
    هي كل ما أضيف من رقى يعمل بها المشعوذون أو من كتبهم وان لـم يكـن بها
    شيء مـن الشرك أو الكفر لكن اعتاد هؤلاء القوم على استخدامها حتى لا يظـن
    الناس أنها من الرقي الشرعية حيث أنها لم تكن علي منهج رسول الله صلـي الله
    عليه وسلم وما لم يثبت عن النبي فانه يدخل في الاحداث و”من أحدث في امـرنا
    هذا ما ليس منه فهو رد” كما أخبر بذلك النبي صلـى الله عليـه وسلم ،والمثـال
    علـى ذلك أن بعض الناس يقول اذا كان عندك شيء من الحسد مثلا فقـرأ أيـة
    الكـرسي 70 مرة في ضوء القمر ليلة كذا وكذا والمقصود هنـا قراءة الكرسي
    ولكن كون أن هذه الصفة و الصيغة لم ترد بنص شرعـي لـذلك اصبحت بدعة.
    وكذلك كل آية أو قراءة وردت بعدد معين من قبل النبي صلى الله عليه وسلم يكون
    الأمر في ذلك توقيفيا لاينبغي الزيادة أو النقصان وكلا الحالتين فيها استدراك علي
    الرسول وهو عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عـن الهوى . فما ذ كره سبعا
    نذكره سبعا وما ذكره ثلاثا نذكره ثلاثا كل ذلك حتى نكون متبعين لا مبتدعين ،
    والله من وراء القصد .

    #588457

    شكرا لك.

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد