بسم الله الرحمن الرحيم
عندما خذلتي إحساسي الجميل…وكسرتي أحلامي بقسوة..
ورحلتي عني كالأيام كالعمر… وانهيتي ذالك الزمن… وانهيتي تلك الأيام ألجميله… نبت في قلبي جرح باتساع الفراغ حينها قررت أن ألفق لك ميتة في كتاب، وأن اخترع لك وفاة داهمة بسكته قلميه كحادث سير مفجعة أو كحادث غرق، ولا يهمني أن بقيتي حية.. فأنا لا أريد موتكِ بل جثة ذكراكِ لأبكيها، كما نبكي الموتى… أحتاج إلى أن أتخلص من أشيائك، من هداياكِ، من رسائلك، من تشابك ذاكرتي بكِ أحتاج على وجة السرعة أن البس ملبس النسيان.
ولشفي نفسي من حالـه عشقيه، يلزمني رفات حب، لا تمثالاً لحبيب أواصل تلميعه بعد الفراق، يلزمني قبر ورخام، وشجاعة لدفن من كان اقرب الناس إلي،
هــو أنـــتِ..
لكن.. إذا أتت بكِ الأيام من جديد، كيف تتخيلين أن أستقبل عودتك..
ماذا سأقول لكِ…؟؟!!
سأقول لكِ: إني نسيتكِ.. وسأدير ظهر قلبي إليكِ. وسأمضي في الطريق المعاكس، فربما هناك.. في الجهة الأخرى أناس يستحقوني أكثر منكِ.
أعلمي جيداً أن الأيام لا تتكرر.. وإن المراحل لا تعاد.. وإن العمر لا يعود إلى الوراء أبداً.
نعـم.. لقد بكيت خلفكِ كثيراً وناديتكِ كثيراٍ.. حتى اقتنعت بموتك.. و أنا الآن لا أملك قدرة أعادتكِ إلى الحياة في قلبي مرة أخرى بعد أن اخترتي الموت فيني.
تأكدي.. أن رحيلكِ جعلني أعيد اكتشاف نفسي.. واكتشاف الأشياء من حولي..
ولقد اكتشفت أنكِ لستي أخر المشوار.. ولا آخر الأحلام.. أن هنالك أشياء أخرى جميلة تستحق عشق الحياة واستمراريتها.
أن حمى رحيلكِ عني قد زال.. فتوقفت عن الهذيان بعودتك.. ولم أعد ذالك المجنون بكِ.. ولم أعد أنتظر الليل كي أبكيكِ.. ولم يعد القمر والسهر يعنيان لي الكثير.. ولم يعد جيتاري هو صديقي المنصت لحديثي الحزين عنكِ، فقد عزم هو الأخر على عزف ألحان تتراقص خلالها الأيام على أغصان الزمن.
أعلمي… وأفهمي… وتأكدي…
إن لكل إحساس زماناً.. ولكل حلم زماناً.. ولكل حكاية زماناً.. ولكل فرح زماناً.. ولكل حزن زماناً.. ولكل بشرٍ زماناً..
وإن زمانكِ انتهى منذ رحيلكِ عني.
اعتقد أن من يرحل لا يعود دائماً..
لكن أحياناً يعودون.. وإلى أن تعودي لن أضيع عمري في ترتيب أفكاري وكلماتي التي أود قولها لكِ.
إذا ما عدت يوماً.
لذالك لن اقل شيئاً.. سأستقبلكِ بصمت.. فلصمت أحياناً قدرة فاتقه على التعبير عما تعجز الحروف والكلمات عنه.

بقلـم الأمل المجروح
إهداء إلى)) من لم يعد لهم مكاناً في….))
إلى الصمت الحزين…