مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #4141
    الباسل
    مشارك

    اهلا
    سرّ النخلـة !

      

        انصرف التلاميذ من الطابور الصباحي متجهين إلى فصولهم الدراسية لأداء الحصص ، هذا اليوم هو يوم الأربعاء وغداً بداية الإجازة الأسبوعية اللذيذة ، ابتدأت الدروس وأخذ المعلمون في الشرح والإيضاح ، ظهر النشاط على وجوه الطلاب إلا ياسر الطالب المتفوق على جميع زملائه في الصف الخامس الابتدائي ،فقد بدا غير منتبه لما يقوله المعلم ..

        – ياسر .. ياسر ،  ناداه المعلم .

        – ……

        – ياسر ما بك ؟

        – هاه .. نعم ، نعم يا أستاذ !

        – قال المعلم : أجب عن السؤال يا ياسر .

        – السؤال ؟ ما هو السؤال يا أستاذ ؟

        عندها ضجّ الفصل بضحكات التلاميذ الساخرة من زميلهم ياسر الذي احمرّ وجهه خجلاً ..

        قال المعلم رافعاً صوته : كفى ، كفى يا أولاد ، لا تسخروا مـن

    زميلكم ، وأنت يا ياسر يجب أن تنتبه إلى الدرس ولا تفكر في سواه ،

    أنت طالب نجيب فلا تشغل نفسك بغير الدراسة .

        أجاب ياسر بصوت منخفض : أنا آسف يا أستاذ .

        وهكذا استمرت الدروس اليومية وياسر يحاول أن يكون منتبها لما يقوله المعلمون لكنه لم يستطع ، لقد كان تفكيره مشغولاً بما سمعه صباح اليوم في الإذاعة المدرسية ، لقد سمع قصة ضمن برنامج الإذاعة جاء فيها : أن شيخا حكيما أوصى أبناءه وهو على فراش الموت قائلاً :

        ( كونوا دائماً مثل النخلة ) . ومنذ تلك اللحظة وياسر يفكر كيف يكون الإنسان مثل النخلة ؟ وما هي الصفة التي تحملها النخلة حتى يتصف بها الإنسان ؟ لكن تفكيره لم يستطع أن يدرك ذلك السر الذي تحمله النخلة !

        عند خروج التلاميذ من المدرسة انطلق ياسر مباشرة إلى المنـزل دون أن يتحدّث مع أحد من أصدقائه ، دخل المنـزل وبدّل ملابسه واتجه إلى النخلة العالية بجوار منـزلهم وأخذ يدور حولها ويتأملها وينظر إليها … ولكنه لم يجد شيئاً غريبا ، أحس ياسر بالتعب من طول دورانه وبحثه فجلس مسندا ظهره إلى جذع النخلة وأخذه النوم فلم ينتبه إلا قرب مغيب الشمس ، فأسرع ياسر إلى البيت .

        كانت ليلته تلك مليئة بالأحلام ؛ حيث رأى في منامه أنه جالـسٌ

    أعلى النخلة قريباً من البلح وأخذ يسأل النخلة عن سرها العجيب ، ويصرخ في وجهها ويهـزّ سعفها … ولكنه لم يظفر بأية إجابة في نومه تماما كم حصل في يقظته ..

        عندما استيقظ ياسر في الصباح اتجه سريعا إلى النخلة ، وعلى مقربة منها شاهد أطفالاً يصيحون ويتقافزون حول النخلة ، تذكر حلمه ليلة البارحة وظن أنهم مثله يبحثون عن السر ، لكنه رآهم يقذفونها بالحجارة والبلح يتساقط عليهم وكلما زادوا في قذف الحجارة زادت النخلة في إهداء البلح إليهم ! وهنا صاح ياسر :

        هذا هو السر ّ.. هذا هو السرّ ، وانطلق عائدا إلى المنـزل وعزم على كتابة كلمة ليلقيها في الإذاعة الصباحية يوم السبت .. كتب عنوان الكلمة ( سـرّ النخلـة ) وبدأ الكلمة بقوله :

        ( إخواني التلاميذ ، كونوا دائما مثل النخلـة ، فالنخلة تحسن إلى من يسيء إليها ، نقذفها بالحجارة فتهدي إلينا البلح .. فلنكن دائماً مثل النخلة .. نقابل الإساءة بالإحسان … )


    مالي وللنجم يرعاني وأرعاه *** أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد