الرئيسية › منتديات › مجلس الأصدقاء والمرح › ســــر النخلة &
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 23 سنة، شهر by
الباسل.
-
الكاتبالمشاركات
-
27 يونيو، 2001 الساعة 8:28 م #4141
الباسل
مشاركاهلا
سرّ النخلـة !انصرف التلاميذ من الطابور الصباحي متجهين إلى فصولهم الدراسية لأداء الحصص ، هذا اليوم هو يوم الأربعاء وغداً بداية الإجازة الأسبوعية اللذيذة ، ابتدأت الدروس وأخذ المعلمون في الشرح والإيضاح ، ظهر النشاط على وجوه الطلاب إلا ياسر الطالب المتفوق على جميع زملائه في الصف الخامس الابتدائي ،فقد بدا غير منتبه لما يقوله المعلم ..
– ياسر .. ياسر ، ناداه المعلم .
– ……
– ياسر ما بك ؟
– هاه .. نعم ، نعم يا أستاذ !
– قال المعلم : أجب عن السؤال يا ياسر .
– السؤال ؟ ما هو السؤال يا أستاذ ؟
عندها ضجّ الفصل بضحكات التلاميذ الساخرة من زميلهم ياسر الذي احمرّ وجهه خجلاً ..
قال المعلم رافعاً صوته : كفى ، كفى يا أولاد ، لا تسخروا مـن
زميلكم ، وأنت يا ياسر يجب أن تنتبه إلى الدرس ولا تفكر في سواه ،
أنت طالب نجيب فلا تشغل نفسك بغير الدراسة .
أجاب ياسر بصوت منخفض : أنا آسف يا أستاذ .
وهكذا استمرت الدروس اليومية وياسر يحاول أن يكون منتبها لما يقوله المعلمون لكنه لم يستطع ، لقد كان تفكيره مشغولاً بما سمعه صباح اليوم في الإذاعة المدرسية ، لقد سمع قصة ضمن برنامج الإذاعة جاء فيها : أن شيخا حكيما أوصى أبناءه وهو على فراش الموت قائلاً :
( كونوا دائماً مثل النخلة ) . ومنذ تلك اللحظة وياسر يفكر كيف يكون الإنسان مثل النخلة ؟ وما هي الصفة التي تحملها النخلة حتى يتصف بها الإنسان ؟ لكن تفكيره لم يستطع أن يدرك ذلك السر الذي تحمله النخلة !
عند خروج التلاميذ من المدرسة انطلق ياسر مباشرة إلى المنـزل دون أن يتحدّث مع أحد من أصدقائه ، دخل المنـزل وبدّل ملابسه واتجه إلى النخلة العالية بجوار منـزلهم وأخذ يدور حولها ويتأملها وينظر إليها … ولكنه لم يجد شيئاً غريبا ، أحس ياسر بالتعب من طول دورانه وبحثه فجلس مسندا ظهره إلى جذع النخلة وأخذه النوم فلم ينتبه إلا قرب مغيب الشمس ، فأسرع ياسر إلى البيت .
كانت ليلته تلك مليئة بالأحلام ؛ حيث رأى في منامه أنه جالـسٌ
أعلى النخلة قريباً من البلح وأخذ يسأل النخلة عن سرها العجيب ، ويصرخ في وجهها ويهـزّ سعفها … ولكنه لم يظفر بأية إجابة في نومه تماما كم حصل في يقظته ..
عندما استيقظ ياسر في الصباح اتجه سريعا إلى النخلة ، وعلى مقربة منها شاهد أطفالاً يصيحون ويتقافزون حول النخلة ، تذكر حلمه ليلة البارحة وظن أنهم مثله يبحثون عن السر ، لكنه رآهم يقذفونها بالحجارة والبلح يتساقط عليهم وكلما زادوا في قذف الحجارة زادت النخلة في إهداء البلح إليهم ! وهنا صاح ياسر :
هذا هو السر ّ.. هذا هو السرّ ، وانطلق عائدا إلى المنـزل وعزم على كتابة كلمة ليلقيها في الإذاعة الصباحية يوم السبت .. كتب عنوان الكلمة ( سـرّ النخلـة ) وبدأ الكلمة بقوله :
( إخواني التلاميذ ، كونوا دائما مثل النخلـة ، فالنخلة تحسن إلى من يسيء إليها ، نقذفها بالحجارة فتهدي إلينا البلح .. فلنكن دائماً مثل النخلة .. نقابل الإساءة بالإحسان … )
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه *** أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.