طالبة جامعية تشتغل عاملة نظافة في جامعتها وتتحدى نظرات زملائها
بمجرد انتهائها من تنظيف احدى دورات المياه في الجامعة تخلع أريج مريول عاملة النظافة وترتب هندامها ،لتبدا يوما دراسيا في نفس الجامعة في كلية الحقوق.

في الساعة السابعة صباحا من كل يوم تنضم أريج (23 عاما) الى عمال النظافة في الجامعة ولمدة ثماني ساعات متنازلة عن استراحة الغداء لتلتحق بدوامها الجامعي المسائي الذي يستمر حتى الساعة الثامنة والنصف ليلا.

طالما حلمت أن تدرس الحقوق من خلال شخصيات تأثرت بها في مسلسل تلفزيوني ، فقررت أن تحمل لقب “الدكتورة الحقوقية” ووضعت نصب عينيها ان تحققه.

وعند نيلها شهادة الثانوية العامة عام 2000 حصلت على مقعد دراسي في احدى الجامعات الرسمية عن طريق المكرمة الملكية الخاصة بالمعلمين، فوالدها قضى جل سنين عمره في خدمة العلم والتعليم.

والدها كان ينفق في هذه الاثناء على دراسة شقيقتها التي كانت في المراحل النهائية لنيل شهادة هندسة العمارة وشقيقها الذي كان يدرس الطب في الخارج فحالت ظروفه المادية دون تحقيق حلمها.

وبدأت أريج رحلة العمل، فاشتغلت في مصنع لتساعد والدها في مصاريف البيت ودراسة اشقائها، وحين رأى والدها اصرارها على استكمال دراستها قرر ان يلحقها في احدى الجامعات الخاصة رغم علمه انه لن يتمكن من الوفاء بمصاريف الدراسة.

وتقول أريج “اضطررت ترك العمل في المصنع لتعارضه مع الدوام الجامعي وبدأت رحلة البحث عن فرصة عمل تساعدني على توفير القسط الجامعي المرتفع حتى لا ارهق والدي”.

وتضيف “أعلنت الجامعة نيتها في تعيين عاملات نظافة فتقدمت فورا ولم أتردد كوني تربيت على مقولة لوالدتي “أرضى بالدون .. ولاتحتاج الدون .. ولا تعيش مديون” فحصلت على الوظيفة التي زادتني ثقة بنفسي كونها ستمكنني من تحقيق حلم حملته منذ الصغر”.

وعن تكلفة الجامعة تقول أريج أن الساعة المعتمدة في الجامعة تبلغ 60 دينارا، وبالرغم مما تقدمة الجامعة لمن هم في مثل ظروفي من تسهيلات في تسديد اقساط الجامعة على دفعات ،إلا أن راتبي الذي لا يتجاوز 135 دينارا لا يمكنني من دفع الأقساط الجامعية ألا بمعاونة الأسرة المتكاملة.

وتصف علاقتها بزملائها وزميلاتها في الجامعة بأنها شبة معدومة وتقول “صحيح انهم متقدمون علي ماديا واجتماعيا إلا إننا متساوون عند العلم واتقدم على بعضهم بالثقة بالنفس”.

وتشعر باختلاف تطلعاتها واهتماماتها عن زملائها فتقول “كل منا ينظر للأمور بصورة مختلفة تتفق مع ظروفه وما يقلقني لا يشكل لهم قلقلا ، لذلك لا أجد اي عامل مشترك فيما بيننا، إضافة الى انني استغل أوقات فراغي في الدراسة في المكتبة”.

وتتساءل هل الاعمال التي يقوم بها الشباب والفتيات في الخارج كغسل الاواني وخدمة الغرف بالفنادق مقبول وطبيعي وما تقوم به في وطنها وجامعتها مستهجنا؟

وتضيف “ان مفهوم العمل ليس عيبا سواء كان هنا أو في أي بلد في العالم.. ألا انني استهجن ما يرتسم على وجوه من يسمع بقصتي”.

وبالنسبة لعلاقتها مع رؤسائها وزملائها في شعبة النظافة فوصفتهم بالطيبين وقالت “يقدرون ظروفي الدراسية واجدهم في جميع المواقف يساندونني ويدعمونني في تنسيق وقت العمل مع أوقات المحاضرات وأوقات الامتحانات ويطالبونني دوما بالتفرغ للدراسة والاستعداد للامتحانات إلا انني احرص على إتمام دراستي أولا بأول وعدم تراكم المواد دون دراسة لاتمكن من التوفيق بين عملي والأعباء الدراسية”.