زمن كان صباحكِ يشرق قبل نور الشمس

ولا يغيب وجهكِ عن مرايا العيون حتى ولو انطفأ نور النهار

في ذلك الزمن كان الخوف مزروعا في عروقنا وأيامنا وثواني عمرنا

وكنتِ أنتِ القوة الوحيدة في قلوب الجميع

في تلك الأيام ، كانت خصلات شعركِ تعلمنا الإنحناء لا الإنكسار

وكانت عيناكِ منارة الأمل الوحيد لغد أفضل

يومها كنا نسهر معنا نشارك الصباح فرحته باليوم الجديد

ونتحسس مخاوف الظهر من سرعة حلول المساء

وفي كل ذلك كانت كلماتكِ سلاحنا وقوتنا ونضالنا المستمر

في ذلك الزمن القريب كانت أدراج دارنا تردد صدى خطواتكِ حتى وإن لم تمري

وكانت الممرات تحتفظ بوقع قدميكِ من يوم لآخر وكأنها تدعونا للمتابعة حتى في غيابك

في ذلك الزمن كانت جدران الغرفة الصغيرة تتسع للجميع تنوء تحت ثقل العواطف المختبئة خوفاً ( منكِ وعليكِ )

أما الساحات الخالية إلا من ضجيج الهروب إلى أمكنة أكثر أمناً فكانت تصرخ بكِ

الا تخافي لأنكِ إن سقطتِ سقط الجميع معكِ

صلبة كنتِ مصممة على المواجهة ممشوقة القامة كصنوبرة تأبى الإنحناء

كنتِ القائد الذي سحب وراءه جيشاً بأكمله بقوة قانون الحب وتحت لواء الإنتماء

وكنا نحن جنودكِ الأوفياء سلاحنا قوتكِ أنتِ لا ضعفنا نحن

اليوم

وبعدما غرق العمر في زمن الغياب أرجع إلى داري أبحث بين بقايا الجدران عن صدى تلك الاقدام

عن الصوت الذي سحر الجميع

لكن

كل شيء في مكانه لأنكِ يا أختي ورفيقتي والهامي

يا امرأة ليست ككل النساء

ما زلتِ هنا صامدة في زمن ضعف فيه الجميع

كم اشتقت إليكِ ولعودتكِ