الرئيسية منتديات مجلس الصحة الاثار السيئة للغضب على البدن ؟،،،،،،

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #40187
    المعربد
    مشارك

    الآثار السيئة للغضب على البدن:

    إن الانفعالات الشديدة والضغوط التي يتعرض لها الإنسان كالخوف والغضب يحرض الغدة النخامية على إفراز هرمونها

    المحرض لإفراز كل من الأدرينالين والنور أدرينالين من قبل الغدة الكظرية، كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النور

    أدرينالين.

    إن ارتفاع هرمون النور أدرينالين في الدم يؤدي إلى تسارع دقات القلب، وهذا ما يشعر به الإنسان حين الانفعال، والذي

    يجهد القلب وينذر باختلاطات سيئة. فهو يعمل على رفع الضغط الدموي بتقبيضه للشرايين والأوردة الصغيرة، كما أن

    الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً يؤدي إلى إصابة الغضبان بالفالج، وقد يصاب بالجلطة

    القلبية أو الموت المفاجئ، وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ .

    وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب .

    هذا وإن ارتفاع النور أدرينالين في الدم يحرر الغليكوجين من مخازنه في الكبد ويطلق سكر العنب مما يرفع السكر

    الدموي، إذ من المعلوم أن معظم حادثات الداء السكري تبدأ بعد انفعال شديد لحزن أو غضب. أما ارتفاع الأدرينالين فيزيد

    من عمليات الإستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور المنفعل أو الغَضِبْ

    بارتفاع حرارته وسخونة جلده. كما ترتفع شحوم الدم مما يؤهب لحدوث التصلب الشرياني ومن ثم إلى حدوث الجلطة

    القلبية أو الدماغية، كما يؤدي زيادة هذا الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا هو

    سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن.

    ويزداد أثناء سورات الغضب إفراز الكورتيزول من قشر الكظر مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب

    البروتين، ويحل الكورتيزول النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما

    يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد، كما يزيد الكورتيزول من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها

    مما يهيء للإصابة بقرحة المعدة أو حدوث هجمة حادة عند المصابين بها بعد حدوث غضب عارم.

    وقد أثبتت البحوث الطبية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الانفعالات النفسية ومنها الغضب وبين الإصابة بالسرطان.

    وتمكن العلم أن يبين مدى خطورة الإصابات السرطانية على إنسان القرن العشرين، قرن القلق النفسي، وأكدت

    الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من انفعالات نفسية مريرة بصورة مستمرة يموتون بالسرطان باحتمال نسبي

    أكبر. فالانفعالات النفسية تولد اضطراباً هرمونياً خطيراً في الغدد الصماوية يؤدي إلى تأرجح في التوازن الهرموني

    بصورة دائمة،هذا التأرجح يساعد على ظهور البؤرة السرطانية في أحد أجهزة البدن.

    ويرى بعضهم أن التأثيرات التي تحصل في البدن نتيجة الغضب الشديد والذي يسبب فيضاً هرمونياً تؤدي إلى ما يشبه

    التماس الكهربائي داخل المنزل بسبب اضطراب الدارة الكهربائية، وما ينتج عن ذلك من تعطل في كافة أجزاء الدارة

    الكهربائية.

    ولا شك أن نبي الرحمة r قد عرف بنور الوحي خطورة هذه الانفعالات النفسية على مستقبل المجتمع الإنساني قبل

    أن يكتشف الطب آثارها، ودعا أتباعه بحكمة إلى ضبط انفعالاتهم –قدر المستطاع– [لا تغضب] محاولاً أن يأخذ بأيديهم

    إلى جادة الصواب –رحمة بهم– وحفاظاً على صحة أبدانهم من المرض والتلف، لكنه –عليه الصلاة والسلام– كان يعلم

    في نفس الوقت طبيعة النفس البشرية، ويعلم أن الإنسان لحظة غضبه قد لا يقوى على كتم غضبه، خاصة إن كان

    يغضب لله أو لعرضه أو ماله، فإذا به يصف العلاج قبل أن يستفحل الغضب، وقبل أن يقدم الغاضب على فعل لا تحمد

    عقباه.
    الهدي النبوي في معالجة الغضب: سبق طبي معجز

    لا شك أن سرعة الغضب من الأمراض المهلكة للبدن والمستنفذة لقواه . وقد جاءت التعاليم النبوية بطرق ناجعة

    لمكافحة الغضب والحدّ من تأثيره السيء على البدن وعلى المسلم أن يروض نفسه على الحلم . فبالحلم تستأصل

    جذور العداوات من النفس وتستل الخصومات من القلوب. وقد أوتي رسول الله r -كما نعلم من سيرته– أوفى نصيب

    من الحلم وسعة الصدر وضبط النفس عند الغضب.

    عن أبي هريرة t أن سيّد الخلق r يقول: ” أربع من كنَّ فيه وجبت له الجنة وحفظ من الشيطان: من يملك نفسه حين

    يرغب وحين يرهب وحين يشتهي وحين يغضب ” .

    وقد نقل العلامة ابن حجر عن الطوخي قوله: ” أقوى الأشياء في دفع الغضب استحضار التوحيد الحقيقي وهو أن لا

    فاعل إلا الله وكل فاعل غيره فهو آلة له، فمن توجه إليه بمكروه من جهة غيره، فاستحضر أن الله لو شاء لم يُمَكن

    ذلك الغير منه، اندفع غضبه “. قال ابن حجر: ” قلت وبهذا يظهر السرُّ في أمره r الذي غضب أن يستعيذ بالله من

    الشيطان لأنه إذا توجه إلى الله في تلك الحالة بالاستعاذة من الشيطان أمكنه استحضار ما ذكر”.

    عن سلمان بن سرد t قال: ” استب رجلان عند النبي r وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضباً قد احمَّر وجهه. فقال النبي r:

    إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد،لو قال:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” رواه البخاري ومسلم.

    يقول د.إبراهيم الراوي: ينصح علماء الطب النفسي الأشخاص الذين يتعرضون إلى نوبات الغضب إلى تمارين خاصة

    تؤدي إلى نتائج مذهلة، هذه التمارين تسبب استرخاء في الذهن يؤدي إلى انطفاء نار الغضب وإخماد الثورة العصبية،

    منها أن يعدَّ الشخص من 1-2-3 … وحتى 30 قبل أن ينطق بأي حرف. هذه الحقيقة في مجال الطب النفسي اكتشفها

    نبي الإسلام r حين أمر الغاضب أن يتعوذ بالله عدة مرات وهذا واضح من مفهوم الآية الكريمة: ] وإما ينـزغنك من

    الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم [ صدق الله العظيم.

    ويبدو من هذا القبيل، دعوة النبي r الغاضب إلى السكوت وعدم النطق بأي جواب. عن عبد الله بن عباس رضي الله

    عنهما أن النبي r قال: ” إذا غضب أحدكم فليسكت ” .

    وتغيير الوضعية، هديٌ نبوي كريم له فائدة عظيمة في تهدئة سورة الغضب عن أبي ذر الغفاري t أن النبي r قال: ” إذا

    غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ” .

    ويعلق د.الراوي قائلاً: يوصي الطب الحديث كل من يتعرض للغضب الشديد والانفعالات النفسية بالاسترخاء قبل إطلاق

    العنان للجوارح واللسان. وهذه الحقيقة الطبية كان لها بالغ الأثر في الوقاية من أخطر الأزمات عندما يوفق المرء في

    تمالك نفسه عند الغضب والتي اكتشفها نبي الرحمة في أعماق النفس البشرية حين أمر الغاضب الواقف أن يجلس.

    وقد وفق د.حسان شمسي باشا إلى كشف الإعجاز الطبي في هذه الوصفة النبوية إذ كتب يقول: ” جاء في كتاب

    هاريسون الطبي أنه من الثابت علمياً أن هرمون النور أدرينالين يزداد بنسبة 2–3 أضعاف لدى الوقوف بهدوء لمدة

    خمس دقائق أما هرمون الأدرينالين فيرتفع ارتفاعاً بسيطاً في الوقوف لكن الضغوط النفسية تزيد من نسبته في الدم

    … ولا شك أن ارتفاع العاملين معاً، الغضب والوقوف يرفع نسبة هذين الهرمونين بشكل كبير. فمن علَّم النبي r أن هذه

    الهرمونات تزداد بالوقوف وتنخفض بالاستلقاء حتى يصف هذا العلاج؟”… لا شك أنه وحي يوحى إليه، عليه الصلاة

    والسلام.

    ومن هذا القبيل ما رواه أبو سعيد الخدري t أن النبي r قال: ” إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة

    عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئاً فليلصق خده بالأرض” رواه الترمذي وقال حديث حسن.

    وهذا إشارة إلى الأمر بالسجود وتمكين أعز الأعضاء من أذل المواضع لتستشعر به النفس الذل وتزيل به العزة والزهو

    الذي هو سبب الغضب.

    والاغتسال بالماء البارد أو غسل الوجه واليدين به، أحدث توصية طبية لها أثرها البالغ في تهدئة الجهاز العصبي.

    فالغضب يتولد من الحرارة العامة والتعرق والإحساس بالضيق، ويأتي الماء البارد ليخفف من هذه الأعراض. والوضوء

    الذي وصفه النبي r يضفي، فوق ذلك، شعوراً بالعبودية لله عند قيام الغاضب بهذا الفعل التعبدي، يزيد من إحساسه

    بالأمن والرضى. وهذا مصداق ما رواه عطية السعدي أن النبي r قال: ” إذا غضب أحدكم فليتوضأ فإنما الغضب من

    النار ” وفي رواية ” إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم

    فليتوضأ ” رواه أبو داود.

    وفي معرض تحذيره من سورات الغضب يقول الإمام الغزالي: ” اعلم أنه ظنَّ الظانون أن يتصور محو الغضب بالكلية

    وزعموا أن الرياضة تتوجه إليه وإياه تقصد وظن آخرون أنه أصل لا يقبل العلاج، وكلا الرأيين ضعيف … وأن طريق

    الخلاص من نار الغضب محو الدنيا عن القلب وذلك بمعرفة آفات الدنيا وغوائلها ومن أخرج حب المزايا عن القلب تخلص

    من أكثر أسباب الغضب، ولا يمكن محوه، يمكن كسره وتضعيفه، فيضعف الغضب بسببه ويهون دفعه “.

    ويتابع حجة الإسلام قائلاً: وإنما يعالج الغضب عند هيجانه بمعجون العلم والعمل … أما العلم فهو ستة أمور:

    الأول: أن يتفكر في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم فيرغب في ثوابه، فتمنعه شدة الحرص على ثواب الكظم عن

    التشفي والانتقام وينطفئ عنه غيظه.

    الثاني: أن يخوف نفسه بعقاب الله ويتذكر أن قدرة الله أعظم من قدرته على هذا الإنسان.

    الثالث: أن يخوف نفسه بعواقب الغضب ويحذرها عاقبة العداوة ونشر العدو لمقابلته.

    الرابع: أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب.

    الخامس: أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام ويمنعه من كظم غيظه.

    السادس: أن يعلم أن غضبه من تعجبه من جريان الشيء على وفق مراد الله لا على وفق مراده فكيف يقول: مرادي

    أولى من مراد الله ويوشك أن يكون غضب الله عليه أعظم من غضبه.

    وأما العمل فأن تقول بلسانك [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] كما أمر رسول الله r ، فإن لم يزل بذلك فاجلس إن

    كنت قائماً واضطجع إن كنت جالساً، وأقرب من الأرض التي خلقت منها لتعرف بذلك ذلّ نفسك. واطلب بالجلوس

    والاضطجاع السكون فإن سبب الغضب الحرارة، وسبب الحرارة الحركة . فقد قال r: ” إن الغضب جمرة في القلب ألم

    تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً فإن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فلينم ” رواه

    الترمذي وفي رواية : ” فإن لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد أو ليغتسل فإن النار لا يطفئها إلا الماء “.

    ————————
    معربد في الظلام وبهدوء

    #570487

    مشكور اخي موضوع جيد

    #570639

    مشكور اخي المعربد على موضوعك …….. و اتمنى منك المزيد ان شاء الله

    يسلمووووووووو

    #574712
    متقن
    مشارك

    Thanks alot

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد