حَِّدِّثيني عن الحُبِّ..

ذاكَ الذي يُشْعِلُ النَّارَ في القَلْبِ

يأتي على كلِّ زَرْعٍ وضِرْعٍ

ويَحْرِقُ كُلَّ فسيلة..

إحْكِ لي شَهْرَزادي الجَمِيلة..

عَنْ هَوَاكِ الذي أوْجَعَ القَلْبَ

أدْمَى عُيونَ القَبِيلة

وهيَ تذْرفُ آخرَ دَمْعَةِ حُزْنٍ علىَ

من قَضَى نَحْبَهُ غَرَقاً في بُحورِ الهَوىَ

إحْكِ لي.. فأنا شَهْرَيارُ الحَزينْ..

أوْغَلَ الحُزْنُ فِيَّ .. وأوْغَلَ.. أوْغَلَ..حتى النُّخاعْ

شَرِبَ الحُزْنُ مِنّي بحُورَ دَمٍ .. ما ارْتَوَىَ

إحْكِ لي.. فأنا شَهْرَيارُ الجَسُورْ

قَادِمٌ من ظَلامِ العُصُورْ

طَالِعٌ من بُطُونِ الجهالةِ

مُنْبَعِثٌ من رُفَاتِ القُبورْ

جِئتُ أبْحَثُ في قاعِ عَيْنَيْكِ عن دَمِيَ المُهْدَرِ

عنْ ضَفائِرِ مَحْبُوبتي وعَباءَةِ أمّي القَتيلَة

إحْكِ لي.. فأنا شَهْرَيارُكِ..

لم أدْرِس الطّبّ يَوْماًً

ولَمْ ألْقَ فيه دواءً لِنَفْسِي العَليلَة..

غَيْرَ أنِّي بَلَوْتُ الجِرَاحْ

فأنا مِشْرَطٌ جابَ أجْسادَ كلِّ النِّسَاءِ

فَلَمْ يَرْوِ غِلاًًّ..

ولَمْ يَشْفِ عِنَّتَهُ المُزْمِنَة

إحْكِ لي شَهْرَزَاد..

فَبَيْنِي وبيْنَكِ ثَأْرٌ قديمٌ، وصَحْرَاءُ جُوعٍ،

وحُزْنٌ مُقيمٌ، ودَهْرٌ عَقيمٌ من الأزْمِنَة..

إحْكِ لي شَهْرَزَاد..

فمَا عَادَ بَيْني وبَيْنَكِ غَيْرُ البُوَاحْ

بيننا السَّيْفُ والخَوفُ..

صِنْوانِ يَفْتَرِقَانِ

إذا اللَّّْيْلُ أرْخَى سُدُولَهْ

وضِدّانِ يَعْتَنِقَانِ إذا الصُّبْحُ لاَحْ

إحْكِ لي.. قَبْلَ أن يُشْرِقَ الدَّمُ فِينَا

فَتَكْشِفُ عَيْنَاكِ سِرِّي..

وتَفْضَحُ عَجْزي عُيُونُ الصَّبَاحْ..!!