الرئيسية منتديات مجلس شؤون العائلة للحياة معنى لا يعرفه إلا القليل!!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #3955

    تمر الحياة بنا وفي كل يوم نعيش خبرة جديدة تكون مؤلمة أحيانا ومفرحة أحيانا أخرى….نتعلم من بعضنا كيف ندير مواقف مشابهة،وقد تمر بنا تلك المواقف في أحيان أخرى دون أن نسترجع تلك الخبرة ودون أن نستفيد منها لتجاوز المأزق الجديد المهم أن حصيلة تلك المواقف قد تكون لصالح رصيد المعاناة ولا أعتقد أن تلك راجع لكثرة لحظات المعاناة وتكرارها مقارنة بلحظات الفرح بقدر ما هو راجع بدرجه أساسية لرؤية كل منا للأمور وتعامله معها ،فالبعض لا يرى من حياته إلا الجانب المؤلم المظلم ويقضي أيامه ولياليه يأسا لحاله ويشكو معاناته وربما يحسد الآخرين على ما هم فيه من صحة أو خير وسعادة والبعض الآخر قادر لجمال روحه على أن يرى الوجوه جميلا، ولا يعني ذلك أنه يحاول تزييف وعيه بالواقع من حوله لكن نفسه المحبة للحياة …الخيرة الجميلة المعطاء بإمكانها الاستمتاع بكل جميل مهما كان صغيرا وبسيطا فهو كفيل بأن يدخل عليها الفرح والسعادة ،فكيف إذا كان هذا الجميل شيئا عظيما كتمتعها بصحة جيدة أو بجو عمل مشبع ومريح وباعث على الإنتاجية أو بنجاح دراسي ووظيفي …إن تلك النفس التي ترضى بالقليل ويسعدها الجميل وإن كان بسيطا لا شك إن سعادتها ستكون غامرة حينما يكون الجميل عظيماً دون أن يعني ذلك منها غرورا أو خيلاء أو عدم إحساس بمن حولها ممن حرم نعمة المتعة إن تلك النفس الجميلة قادرة على أن تشيع السعادة والفرح في نفوس من حولها، وقادرة على اجتذابهم نحو النجاح وتحقيق التفوق والفرح .إن تلك النعمة أي نعمة جمال النفس قد تكون فطرة في الذات البشرية خص بها الله بعض عبادة دون غيرهم.فنحن نرى صغاراً فرحين قادرين على التكيف بشكل جميل مع ما يحيط بهم ونرى آخرين يغلب عليهم التوتر وعصبية المزاج منذ حداثة سنهم وهناك من يبلغ هذه النعمة بعد رياضة عقليه يتدرب عليها بوعي أو دون وعي عبر مواقف الحياة التي يمر بها ويتعلم من كل منها ما ينفعه لإدارة علاقاته الحياتية بشكل عام فيتمتع بنفس جميلة ومزاج هادئ ومتزن في أغلب الأحيان .وهناك من يبلغ هذه النعمة نعمة الاستمتاع بالحياة وتذوق طعمها الجميل بعد أن يخوض تجربة قاسية جداً تكاد تفقده حياته كتعرضه لحادث أليم أو لمعاناته من مرض عضال…وتكاد تلك التجربة تودي بحياته ويكون أمله في الخلاص ضعيفاً وبقدر تعذر ذلك الخلاص بقدر ما يتشبث بالحياة ويدرك حلاوتها وحين تكتب له من جديد أي حين يكتب له الشفاء وتنتهي معاناته يعاهد نفسه على أن يعيش ما تبقى له من العمر لحظة بلحظة،يحاول الاستمتاع بها كما يحاول أن يدخل الفرح والسعادة على كل من حوله معوضا إياهم عن كل لحظة ألم مروا بها ….ولا شك أنه سيعيش معهم الفرح ذاته أو ربما يكون فرحة أعظم.
    هناك من يقولأن النار التي تحرقني تجعلني أقوى وكنت أسمع تلك العبارة ولا أتفق معها لأني أجد فيها نوعاً من القسوة فالقوة جميلة ولكن بإمكاننا أن نبلغها دون أن نعرض غيرنا أو ذاتنا لتجربة الاحتراق .
    وأعتقد أنني لا أزال أعارض تلك المقولة.فقوة الحب أجمل  وأعمق وأفضل من القوة الناتجة عن الحرق فالأولى تولد قوة محبة خير معطاء والأخرى تولد قوة قد يغلب عليها طابع القسوة والشدة والعنف قوة منزوعة العاطفة ،ولا أظن أن أياً منا بحاجة إلى فعل تلك القوة إذا ما ترك  له الخيار.ومع اقتناعي بذلك إلا أن تجربة الاحتراق أحيانا قد لا تكون خياراً حراً فالبعض يتعرض لها رغما عنه فقد ينشأ في بيئة أسرية أو مجتمعية قاسية، وربما يمر بعلاقة عاطفية يشعر بها بالاحتراق والموت في كل لحظه ومع ذلك فإن ردود أفعال كل منا تجاه مثل تلك التجارب تأتي متباينة بتباين دواخلنا وقوتنا الحقيقة الكامنة فالبعض له ذات خيرة محبة تظل قويه قادرة على المحبة والعطاء وإن احترقت بنار القسوة مرارا وتكرارا ،وبعض النفوس ضعيفة وسرعان ما تتحول لحجارة صلبة أو أشد قسوة فتسقط كل ما عانت منه على الآخرين وتغدو معذبة لهم محاولة الانتقام لعلها تشفى من تجربتها الأليمة ولا أخالها تبلغ ذلك …ولو أن تلك النفس اختارت النقيض …لو أن تلك النفس أثرت أن تعطي الآخر ما حرمت منه وأن تخصه بالمحبة التي افتقدتها لسمت وارتقت واستطعمت حلاوة الحياة…حياة النبل والترفع والسمو الخلقي.
    ورغم جمال تلك المعاني إلا أنه يبلغها إلا القليلون المتميزون الذين خصهم الله بخلق جميل رفيع قوي بجماله وما يحمله من خير. إنهم من يعرفون بذواتهم القوية كيف يحيلون الحرمان إلى نهر من العطاء والقسوة إلى ينبوع محبة متجدد والإساءة إلى إحساس متواصل ومن يبلغون السعادة القرب من الرب والراحة والسكينة والهدوء والنعيم بظله .

    تحياتي…..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    حكمة زايــــــد….نبراس به نهتدي

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد