السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها جميع البشر على أختلاف مستوياتهم الأجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والفكرية ، وهي شعور داخلي يشعر به الإنسان بين جوانحه فهي صفاء نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر وراحة ضمير تنبع من داخل الإنسان ولا تستورد من خارجه وهي كما تقول أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها : ( سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان عليه إلا لله ) .

ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، وكما جاء أيضاً في قوله تعالى : (( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل فلن تجد له سبيلاً ) أي أن من يضلله الله فلن تجد له طريقاً إلى السعادة والهدى .

ووصف أرسطو طاليس السعادة فقال :
السعادة ثلاث إما في النفس فهي الحكمة والعفة والشجاعة .
وأما في البدن فهي الصحة والجمال والقوة .
وإما خارج النفس والبدن فهي المال والجاه والنسب .

فهل السعادة إذاً هي في النعيم المادي ورخاء العيش ورفاهية الحياة أم في كثرة الأولاد وسطو الجاه والنسب ؟؟!!

فإذا كانت في كثرة المال فقد يكون المال في كثير من الأحيان وبالاً على أصحاب الدنيا قبل الآخرة ، لذا يقول تعالى : (( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا )) .

وكثيراً من البلاد التي ارتفع بها مستوى المعيشة والرفاهية وتيسير لها كل شيء لا تزال تشكو من تعاسة الحياة وتحس بالضيق والانقباض وتبحث عن طريق آخر للسعادة .

فالسعادة إذاً هي شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالحكم ولا تحتويه الخزائن ولا تشتريه بالدينار أو بالدولار بل هي شعور داخلي وراحة ضمير ، مرتبطة بقوة الإيمان في القلب الذي لا سلطان عليه إلا الله .