في غفلة من الدولة الإسلامية، جمع الفرنجة قوتهم من كل مكان وأعلن رأس الكنيسة (البابا) الحرب الصليبية على بلاد المسلمين، من أجل استعادة ما يدَّعون أنه حق النصارى في القدس (وما صدقوا في ذلك لأن الأيام أثبتت أنهم نكلوا بالنصارى في فلسطين كما فعلوا بالمسلمين)، وإعادة عرش المملكة الرومانية إليها. وبدخولهم القدس الشريف في 4 / 7 / 1099م، موطن النور والأمن والسلام، أعمل الصليبيون السيف، فقتلوا 70 ألفاً من أهلها ، ولم يرحموا شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ولا حتى امرأة، ولم يعرفوا حرمة لبيت أو مسجد، وجرت الدماء في أزقة القدس أنهاراً، ورفع الصليبيون الصليب على قبة الصخرة المشرفة، وحولوا المصلى المرواني إلى اسطبل للخيول، ومنعوا الصلاة فيه. وبعد مرور 80 عاماً على طغيانهم، جاء القائد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ليكسر عرشهم، ويسقط صليبهم من على القبة المشرفة، ويعيد للمسجد الأقصى طهره وعزه. وما أشبه اليوم بالبارحة، فبينما المسلمون في غفلة وضياع، عاث اليهود في الأرض وما زالوا فساداً وخراباً، يقتلون الناس ويدوسوا على حرمة المساجد، حتى المسجد الأقصى لم يسلم من مكرهم وحقدهم فمنعوا المسلمين من الصلاة فيه وانتهكوا ودنسوا طهر المسجد ولم يخفوا عزمهم على تدميره بلا كلل. لكن أبناء فلسطين يُثبتون في كل لحظة كما أثبت أجدادهم من قبل أن في الأمة لا زال ألف صلاح الدين، فهذه الأيادي الصغيرة التي تقذف الحجارة، وهذه القنابل البشرية التي تضرب في كل مكان فيه احتلال، لتعيد للأمة ذاكرة صلاح الدين وقطز ومن فاروق الأمة عمر وتبشر بأنه مهما ازداد حقد الحاقدين فستشرق شمس الحرية على الأقصى من جديد.
نتمنى أن ترتفع رايات الأسلام فوق سماء الدنيا .. وليس على القدس فحسب لأننا جميعاً محتلون من قبل الأفكار الهدامة .. في دواخلنا قبل أن تحتل مقدساتنا وأوطاننا..
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد