أفجعني زمني والقدر ………

أخذك مني أيها البدر

منذ رحيلك يا أخي استوى عندي الليل والنهار

فليل من دون بدر ظلام ونهاري من دونك ليل مظلم

كان قلبي شجرة مورقة ووجهك نبع ماء تستمد منه الحياة

بغيابك يا بدر جفت عروقي ونبتت عوض الشجر

أشواك صحراء ذابلة لو أنك فقط تعلم إنك كنت للصبح ورد وزهر

وللمساء مسك وعطر لكن أين المفر من القدر ………..

من عينيك يلمع السحر وأي سحر من قلب كقلبك كله طهر

ومن ثغرك وأنت عنا راحل ينبلج الفجر ………….

فهل تعلم عظم الفقد أم إنك وأنت في النعيم لا تدري …

آآآه من مصابي وكم دمعي لليوم لا يزال كريم

تشكو العين والقلب ما خلفه غيابك من جحيم …

تركتني قطعة من قلق ورحت باسماً كجدول يترقرق

نحو العلا تتألق نحو خالق الفلق ماذا أقول …

قد كنت عصمتي ….. إن عم البلاء ….. وكنت زينتي ….. إن حل الرخاء ………

ما فقدت بك أخاً بل روحاً فهل لجسم بعدك بقاء

كنت نعيمي في الدنيا أتراك تبقى على العهد والوفاء ………..

وتكون نعيماً عند اللقاء ……….

عزائي إنك عند الرؤوف الرحيم وقد كنت في الدنيا

أخاً رؤوفاً رحيماً من خصاله اشتملت خصالك

وبالرحمة كانت صلواتك وللحب كان دعائك

فاعذرني إن أحرقت خدي بعدك فليس بالكبدا لا موضع أقدامك

و لم يكن يعطر أيامي إلا ريح أنسامك

فكيف لي بالصبر وكيف لي الهروب منك ايها القدر