أحمدك يا من حمد نفسه قبل أن يحمده الحامدون، وأرجوك الصفح عنَّا يا من يرجو عفوه المذنبون، وأسألك الأمن يا من يلوذ به الخائفون، شكرًا لك يا رب على المنن العظام، والعطايا الجسام، اللهم صلِّ وسلم على محمد بن عبدالله عبدك ورسولك نبي البيان، وحامل الوحي، وأمين الرسالة، وصفوة البشر، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
ثغر اللسان
* يقول الشيطان: قوموا على ثغر اللسان، فإنه الثغر الأعظم، وهو قبالة الملك، فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه: من ذكر الله تعالى واستغفاره، وتلاوة كتابه، ونصيحة عباده، والتكلم بالعلم النافع، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان، لا تبالون بأيهما ظفرتم:
أحدهما: التكلم بالباطل، فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكبر جندكم وأعوانكم.
والثاني: السكوت عن الحق، فإن الساكت عن الحق أخ لكم أخرس كما أن الأول أخ ناطق، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم، أما سمعتم قول الناصح:
(( المتكلم بالباطل شيطان ناطق، والساكت عن الحق شيطان أخرس )) ؟.
فالرباط الرباط على هذا الثغر أن يتكلم بحق أو يمسك عن باطل، وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق، وخوفوه من التكلم بالحق بكل طريق.
واعلموا يا بني أن ثغر اللسان هو الذي أهلك منه بني آدم، وأكبهم منه على مناخرهم في النار، فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذته من هذا الثغر؟.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأسأل الله لنا السلامة من كل شر ومن ثغر اللسان
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد