قال الرازي: (ينبغي على الطبيب ان يوهم المريض ابدا بالصحة, ويرجيه بها وان كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لاخلاق النفس).
ويقول ابن قيم الجوزية في كتاب الطب النبوي (قد علم ان الارواح متى قويت – قويت النفس, والطبيعة, وتعاونا لاحقا على رفع الداء وقهره).
وقد اثبت الطب الحديث ان الايحاء يفيد حتى في الامراض العضوية فتخف الشكوى وتقل المضاعفات. ولذلك فان الدول المتقدمة بدأت تدرك قيمة ذلك وتطبقه في معالجة المرضى, بالاضافة الى العقاقير او الجراحة او المعالجة بالاشعة في امراض مثل السرطان وغيرها, بل ان التشافي بالايحاء اصبح علما قائما بذاته.
وبما ان لكل امر ايجابياته وسلبياته فقد استغل هذه الحقيقة البعض من ضعاف النفوس الذين يمتهنون الطب او بالاحرى يستثمرون الام الناس.
ولنضرب مثلا من الحياة العملية:
هب انك في يوم قصدت الطبيب لتشكو له صداعا بالراس.. فوقف يحدق بك.. ثم سألك ماذا بك؟.. تبدو متعبا ووجعك شاحب.. وعيونك غائرة. ولونك غير طبيعي.. ثم يطلب منك القيام فورا باجراء 700 تحليل وتصوير شعاعي وتصوير طبقي محوري ووو..
فماذا تحس؟
الجواب انك تصاب بالقلق والتوتر, والفزع, وتشعر بالتعب الفعلي ويتغير مزاجك, وتنحط نفسيتك, وتستبد بك الافكار السوداوية في كل اتجاه..وتفكر بالامراض الخطيرة التي قد يكون اصابك احدها دون ان تشعروعندما تستلم النتيجة المرفقة مع فاتورة الكشف والتحاليل , سرعان ما تعود لك قوتك عندما يخبرك الطبيب انك لاتحتاج الا الى حبة بنادول, وانك خال من الامراض.. تتنفس الصعداء وتحمد الله ان الخسارة بالمال لابالصحة!!
هذا النوع من الايحاء – للاسف – من النوع السيء ويعتبر احد الطرق غير الشرعية لجمع المال.. وكم من اشخاص خروا صرعى بسبب خبر سيىء ينقل اليهم فجأة, او تشخيص مرض خاطئ ذكر لهم على عجلة, وبدون مقدمات.. فنزل عليهم الخبر كصاعقة..
لهذا من واجب الطبيب ان يهتم بالمريض جسدا, وروحا لان كليهما مهمان فالنفس البشرية ضعيفة احيانا امام اراء الاخرين تتأثر بما يقوله الاخرون واحيانا يتصرف الشخص بناء على ذلك, فلا تكبدوا الناس ما لاطاقة لهم به ليشتروا غاليا ابسط حقوقهم بالاطمئنان على وضعهم الصحي. وخير شاهد قول النبي عليه افضل الصلاة والسلام (بشروا ولاتنفروا, ويسروا ولا تعسروا).