و قف و هو يتأمل الطريق ، تقدم بخطوات فيها شوق و خوف .. أم  هل هو ارتباك و حنين !
اليوم تعود هي ..هل ما زالت تريدني .. 10 سنوات مضت منذ أن سافر عمي للخارج و اليوم هي تعود .. هي من خفق لها قلبي
و لم يخفق لأي أحد بعدها .. نظر نحو اللوحه فرأى أنها ستتاخر ساعتان .. اتنظرت 10 سنين و يمكنني أن أحتمل ساعتان .. توجه نحو المقهى و جلس على أحد المقاعد هناك .. شبك يديه و أسند ذقنه عليهما .. راح يتذكر كل ما حصل له و ما مر به طوال تلك السنين .. تذكر وجهها الطفولي الصغير .. كم أعجب بذلك الوجه .. كم يحن للمس شعرها الحريري .. دوما كانا مع بعضهما … دوما حن اليها دوما أحبها على الرغم من أنه كان يكبرها بخمس سنوات .. تنهد و هو ينظر نحو الساعة المعلقه و يقارنها بساعة يده …. يتنهد مرة أخرى .. يتذكر حين كان يقول لها أريدك لي فتضحك و تقول أنا أيضا .. اخبر اباه و عمه فضحكا و اتفقا .. على أنه لها … و هي له ..
سرح بأفكاره بعيدا يتذكر قرار عمه بالسفر و كيف طالة غربته .. تذكر كيف أنه حزن حين ذهبت بعيدا عنه .. كيف رجى والده بأن يذهب .. الا ان والده وعده حين يحقق نتائج جيده بانه سياخذه .. كيف كان الأول دائما و حتى تخرجه من الجامعه كان بتميز … الأن هو في ال30 من عمره ينتظرها … كيف واجه مرض عضال قبل شهرين و حين علم أنها ستعود واجه المرض و قهره بمعجزة بعد أن أجمع الأطباء أن لا امل له في العلاج …رفع رأسه و اذا بموعد الطائرة قد حان فتوجه نحو بوابة الوصول .. ولم يدم نتظاره فها هو عمه يخرج مع زوجته ..
فركض نحوهما يهنأهما بالسلامة و ينظر خلفهما .. و خرجت .. كلملاك هي حين تمشي .. و لكن …………………. من هذا ….
مرحبا قالت هي .. أعرفك بابن عمي … ابن عمي أعرفك بزوجي ….. دارت به الدنيا .. تشرفنا كا ما أستطاع أن يقول .. أوصلهما الى الخارج و كانت هناك سيارة بأنتظارهما من المنزل  …
ذهبوا و بقى هو …. يا رب .. رفع يديه الى السماء … أعطيتني ما أريد كل عمري و كنت لك شكورا .. فأرحمني يا الله …
…………………………………………….

ذهبت الى العزاء بخطى ثقيله  ، كان صديقا و فيا … خسارة أن تنتهي حياته الحافله بسيارة مسرعه .. رحمة الله عليه .. ربما كانت بالفعل رحمه.

أهواك ياللي صرت للقلب عله
بس موتتك فيه أهون من المذله