الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › قصة أبكت أعماق قلبي المرهف
- This topic has 12 رد, 7 مشاركون, and was last updated قبل 23 سنة، شهر by
هبة الله.
-
الكاتبالمشاركات
-
10 يونيو، 2001 الساعة 5:04 ص #3768
هبة الله
مشاركاستقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم
أجازتي ,صغيرتي
ريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا, كنت اجلس في مكتبي
مشغولة
بكتبي واوراقي.
* ماما ماذا تكتبين ؟
* اكتب رسالة الى الله 0
* هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟
* لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد.خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك ,
فرفضي لها كان باستمرار..
مر على الموضوع عدة اسابيع , ذهبت الى غرفة ريم و لاول
مرة ترتبك ريم لدخولي… يا ترى لماذا هي مرتبكة؟
* ريم .. ماذا تكتبين ؟
زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , انها اوراقي
الخاصة..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!!
* اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..
قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه
ماما؟
* طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى
راشد كي اقرأ
له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع
صغيرتي , فلاحظ راشد
شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له
ممرضة .. كي
تخفف علي هذا العبء.. يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا ..
فحضنت رأسه وقبلت
جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم,
واليوم يحسبني سأحزن
من اجل ذلك.. واوضحت له سبب حزني وشرودي…
ذهبت ريم الى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت
فهرعت لترى
والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها
الحنونة.
وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف, تناسيت ان ريم ما
تزال طفلة ,
ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها
الكبير الذي يحمل لها
كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث
اسابيع , انهارت
ريم وظلت تبكي وتردد:
* لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟
* ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب ان تتحلي بالشجاعة , ولا
تنسي رحمة الله
انه القادر على كل شئ.. فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة.
أنصتت ريم الى امها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت
وقالت :
* لن يموت أبي .
في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم
عندما قبلته نظرت اليه
بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .
غمرة حزن شديد فحاول اخفاءة وقال:
* ان شاء الله سياتي يوما واوصلك فيه يا ريم..
وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..
اوصلت ريم الى المدرسة , وعندما عدت الى البيت , غمرني
فضول لأرى
الرسائل التي تكتبها ريم الى الله , بحثت في مكتبها ولم
اجد اي شئ..
وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي ؟!! ترى هل
تمزقها بعد كتابتها؟
ربما يكون هنا .. لطالما احبت ريم هذا الصندوق, طلبته
مني مرارا فأفرغت
ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل
كثيرة … وكلها الى الله!
* يا رب … يا رب … يموت كلب جارنا سعيد , لأنه
يخيفني!!
* يا رب … قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها
التي ماتت !!!
* يا رب … ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!!
* يا رب … تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة
واعطيها معلمتي!!!
والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة…
من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :
* يا رب … يا رب … كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت
امي ..
يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ
اكثر من اسبوع , قطتنا
اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الازهار , ريم
تاخذ كل يوم
زهرة الى معلمتها … يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى
والدها ويرتاح من
عاهته ؟؟!! …. شردت كثيرا ليتها تدعوا له ..
ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج , ردت
الخادمة ونادتني :
سيدتي المدرسة …
* المدرسة !! … ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟
اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى
منزل معلمتها
الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة … وقعت
الزهرة … ووقعت
ريم … كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا راشد
… ومن شدة صدمته
اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام
..
* لماذا ماتت ريم ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي
الحبيبة…
كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها ,
كنت افعل كل
شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها ,
اتذكر رنين
ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة … مرت
سنوات على وفاتها,
وكأنه اليوم …
في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها
سمعت صوت
صادر من غرفة ريم… يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا
جنون …
* انت تتخيلين … لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت
ريم..
اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك..
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي … فتحت الباب فلم
اتمالك نفسي ..
جلست ابكي وابكي … ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز
.. آه تذكرت
قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت
ان اجلب النجار
كي يصلحه لها … ولكن لا فائدة الآن …
لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي
زينت
بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم
حتى حفظتها,
وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه
,
يا الهي انها احدى الرسائل …..يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ..
ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة ..إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله ,
.
.
.
.
.
.
.
.
كان مكتوب ,
.
.
.
.
.
.
.
* يا رب … يا رب … اموت انا ويعيش بابا …***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني10 يونيو، 2001 الساعة 7:04 م #323678جرح_الخواطر
مشاركقد لمست هذي القصه مشاعري
و رحم الله جميع المسلمين
أتمنى أن نقراء المزيد منكفي كل مكان حزين ..
في كل خاطرة ملئ بالحنين ..
تجدني انا المسكين ….10 يونيو، 2001 الساعة 8:47 م #323682طـــلال
مشارك
ما أروع كلمة الوفاء حينما تجعل مشاعر البشر تتحرك لتترجمها لفعل خالد يلامس القلوب ويترك في صميمها بصمة لا تمحى..
شكر لكم أختي الكريمة هبة اللهالحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح
11 يونيو، 2001 الساعة 4:20 ص #323706هبة الله
مشارككنت اعلم ان القصه سوف تلامس مشاعر كل انسان يحمل في ثنايا قلبه صفه الانسانيه العظمى التي ميزه الله بها عن باقي مخلوقاته وشكرا على الرد والشاركه
***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني11 يونيو، 2001 الساعة 4:24 ص #323708هبة الله
مشاركحقا ان كلمه الوفاء كلمه رائعه في معناها لمن يفهمها ويعطيها قدرها وكم من مواقف تمر علينا في هذه الحياه نكون ممنونين فيها لاشخاص يعتبرون الوفاء والاخلاص شعارا لهم للسير الى الافضل دائما
***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني11 يونيو، 2001 الساعة 10:22 ص #323775الوميض الابدي
مشارك……………………..ز
……………………………….
……………………………….انت تريد , و انا اريد , والله يفعل ما يريد.
11 يونيو، 2001 الساعة 10:51 ص #323776عنتر بن شداد
مشاركهو ذا حال الدنيا
( ولا تحسبوا ضحكي دليل بهجتي . فللكل أضحك واخفي دمعتي)
13 يونيو، 2001 الساعة 3:43 ص #323948خفيف الظل
مشاركالمشاعر الطيبه والقلب الصافى يورث كلمات راقية المعانى
شكرا على هذه القصه الجميلة المعنىتموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعــــــبد قد ينام على حـــرير وذو نسب مفارشه التراب13 يونيو، 2001 الساعة 4:55 ص #323955هبة الله
مشاركالعفو اخي خفيف الظل
كثير من الكتابات تعيد الى انفسنا معاني جميله افقدنا اياها الزمن بغدره
***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني13 يونيو، 2001 الساعة 6:10 ص #323962فتى سمائل
مشاركسيري مشاعري مع هذا الركب كم للطفولة من أناقة المشاعر ورهافة الأحاسيس كم أنا سعيد أن أقرأ قصة تناقش تجاربنا وتحمل أفكارنا سيري على هذا وفق الله الجميع
13 يونيو، 2001 الساعة 6:50 ص #323964هبة الله
مشاركشكرا لك اخي فتى سمائل
***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني16 يونيو، 2001 الساعة 2:32 ص #324210خفيف الظل
مشاركقصه جميله تدل على الذوق الرفيع
تموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعــــــبد قد ينام على حـــرير وذو نسب مفارشه التراب16 يونيو، 2001 الساعة 5:05 ص #324234هبة الله
مشاركالاخ خفيف الظل :
الشكر الجزيل نرفعه لكاتب القصه لانه ايقض في اعماقنا معاني كثيره تعيد لانفسنا حب الله والاتصال به في جميع الاوقات***********************
اعاني في حياتي ما اعاني
وأقضي العيش مفقود المعاني
وأسمع بالسعادة لا أراها
ايبصرها حسير الطرف عاني
وأبحر مع همومي وسط بحر
من الاحزان مفقود المعاني -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.