الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات خطاب الرئيس مسعود البارزاني

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #37456
    BabeAlendi
    مشارك

    خطاب الرئيس مسعود البارزاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخي المحترم مام جلال رئيس جمهورية العراق الفدرالي

    الاخوة المحترمون نائبا رئيس الجمهورية

    السيد حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية

    الاخوة نائبا رئيس مجلس الوزراء

    الضيوف المحترمون

    الاخوة في هيئة رئاسة برلمان كردستان واعضاء البرلمان

    ايها الحضور

    * احييكم جميعاً وارحب بحضوركم ومشاركتكم في هذه المناسبة

    * من دواعي سروري العظيم ان ابناء شعبي اختاروني كبيشمركة، وعن طريق برلمانهم المنتخب لتولي هذه المهمة وتحمل هذه المسؤولية، اني اعتبر امر شعب كردستان وتكليفه اياي بهذا الواجب، تكريماً لكل البيشمركة ومناضلي كردستان.

    * منذ ان حملت السلاح كبيشمركة، قبل ثلاثة واربعين عاماً، والى اليوم، شهدت الكثير من انتصارات ثورة كردستان وانتكاساتها، كما لمست الكثير من آلام ومآسي شعبي، إلا ان ثقتي بان هذا الشعب سينتصر في النهاية لم تهتز ابداً.

    * يسعدني ان أكون معكم اليوم فاشهد بنفسي ان هذا الكفاح وتلك المعاناة قد اثمرا، لكن يحزّ في قلبي ويقض مضجعي اني لا اجد معنا اليوم ها هنا الكثير من الاحبة والرفاق والبيشمركة الذين شاطرناهم طريق الكفاح والمعاناة، من الذين قضوا خلال هذه المسيرة العظيمة واستشهدوا. واسفي على انهم لم يشهدوا هذا اليوم، لكني واثق ان ارواحهم تحلق اليوم فوقنا، فانهم وان كانوا قد فارقونا جسداً فان ارواحهم لما تزل معنا وهي الآن تشاركنا الفرح، كما اني على ثقة من ان ارواح قادتنا الخالدين مسرورة اليوم بهذه الانتصارات.

    * وفي هذه المناسبة اتقدم بتحياتي القلبية الى عوائلهم العزيزة، التي لا يسعني الا ان انحني اجلالاً لدماء ابنائها ودموع امهاتها. انني ارى نفسي واحداً منهم بل ومسؤولاً عن كل واحد من ابنائهم وذويهم، ان ذوي شهداء الحركة التحررية الكردستانية، مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والسياسية، هم اهل لي اعزاء، وهم ابنائي وبناتي.

    * ان هذا البرلمان، مؤسسة نثق بها ونوقرها جميعاً، وهو رمز يعبر عن ارادة شعبنا وتطلعاته المشروعة، فالبرلمان كمؤسسة قانونية خلقته اصوات الشعب وهو يتلون بالوانه، انه ثمرة دماء الشهداء ونضال البيشمركة وضحايا الانفال والقصف الكيمياوي، وثمرة وحدة صف وموقف شعبنا، وخاصة الحزبين المناضلين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

    * واود هنا، ان احيي ابناء شعب كردستان كافة، سواء أكانوا هنا على ارض الوطن ام بعيداً عنه.

    كما اتقدم بتحية خاصة الى بيشمركة كردستان، بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، فقد كانوا الذائدين عن شرف الشعب الكردي وقاوموا اشد الظروف قسوة.

    * كما احيي اعضاء ومؤيدي ومؤازري البارتي والاتحاد وكافة القوى والاحزاب الاخرى، فالمكسب الذي تحقق اليوم هو ثمرة كفاحهم جميعاً دون تمييز بينهم، وعليهم جميعاً ان يشاركوا في الحفاظ عليه والسعي لتطويره. واقولها لكم جميعاً: انتم اخوة اعزاء عليّ.

    * وفي هذه المناسبة ادعو الجميع الى مراجعة انفسنا وفتح صفحة جديدة هي صفحة التآخي والوئام والتوحد. فما مضى قد مضى الى غير رجعة. ولنعمل على شفاء ما قد يكون علق في القلوب، والتغلب على العقد النفسية والسعي للسمو والارتقاء. ينبغي علينا منذ اليوم ان نغض الطرف عن مساويء الامس ولا نلتفت الى الوراء، وعلينا ان نرقى صوب ذروة الانتصار ومستقبل اكثر اشراقاً.

    * ينبغي علينا، بعد الآن، ان نخطو صوب تعزيز الفكر القومي وتنمية الروح الديمقراطية في المجتمع الكردستاني، وعلينا ان ننزع عنا قيود التحزب ونسمو فوق ضيق الافق والتنافس العقيم، ولا نعود الى تصرفات الايام الخوالي التي تثير جراح شعبنا وآلامه.

    * اود هنا ان اقول بان الشعب الكردي، شعب شامخ يفخر بان نضاله لم ينقطع يوماً، ولم تنل من عزيمتنا الكوارث والمصائب، فمنذ اندلاع ثورة ايلول كان شعارنا واضحاً لا تشوبه شائبة (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان)، هذا الشعار الحي هو دليل حكمة وبعد نظر وتقييم واقعي لاوضاع حركتنا وظروف العراق والمنطقة من جانب قيادة الثورة الكردية.

    * واليوم بعد ان صار الشعار الى (عراق فدرالي ديمقراطي) فان المصدر هو عين الفكر والتقييم الواقعي، حيث ان قضية حقوق الشعب الكردي وقضية الديمقراطية في العراق، قضيتان متلاحمتان لايمكن الفصل بينهما.

    * بذلت الانظمة المتعاقبة الكثير من الجهد لتصوير حربها المفروضة على الكرد، وتصدينا لها، على انها صراع وحرب بين العرب والكرد، ولان نواياها كانت شريرة قذرة، فان جهودها لم تثمر عن شيء، بل على العكس من ذلك فان الكثير من المناضلين العرب شاركونا الكفاح ضمن هذه الحركة الديمقراطية والمسيرة النضالية، فكافحوا معنا وكابدوا الكثير وضحوا بالكثير من الارواح.

    * واليوم ها نحن مع هؤلاء الرفاق والمناضلين نواصل المسيرة النضالية ذاتها، وان كنا بالامس معاً في الخندق المضاد للدكتاتورية، فاننا لازلنا معاً نناضل في ميدان العمل من اجل اقامة الفدرالية والديمقراطية. ولن تنجح في المستقبل اية مؤامرة يراد بها احداث شرخ بين هذين الشعبين الكادحين. والاخوة التي حفظناها بالكد والعمل الجاد ستكون حجر اساس مستقبل مشرق لنا.

    * واليوم حيث آثار الكوارث ووحشية نظام البعث والانظمة التي سبقته ظاهرة، تشهد عليها المقابر الجماعية التي تضم رفات الجميع، فان الفرصة مواتية للاعتبار من اخطاء الانظمة السابقة ومحاولاتها العقيمة، والعمل على بناء مستقبل مشرق لهذا البلد على اساس التآخي والمساواة، ونبذ التفكير في غايات اخرى.

    * تعرض الشعب العراقي بكافة اطيافه واعراقه الى حرب ابادة، وقد آن الاوان للعمل على تضميد الجراح واعمار الوطن، وطن تحفظ فيه حقوق الانسان.

    * اننا ككرد لنا ان نفخر باننا طوال تاريخ ثورتنا في كردستان العراق، لن نلجأ يوماً الى الارهاب، بل لم نفكر في ذلك. رغم ان النظام العراقي مارس الارهاب ضدنا، منذ بدء ثورة ايلول، ولم يتخل عن اعماله الارهابية حتى انتهى الى اسوأ صنوف الارهاب واكثرها وحشية، والتي توّجها بعمليات الانفال في العام 88 وعمليات الانفال ضد الفيلية والبارزانيين، ثم القصف الكيمياوي والجريمة الكبرى التي اقترفها في حلبجة.

    * لقد آن الاوان لاعادة بناء العراق على اساس الفدرالية والديمقراطية والتعددية، وليسود فيه القانون، ان العراق الجديد يجب ان يقوم على اساس الاتحاد الاختياري بين القوميتين الرئيستين، الكرد والعرب، ويجب ان يشعر فيه كل مواطن، مهما كانت قوميته او دينه او مذهبه، بان هذا البلد بلده، وتكون واجباته وحقوقه معلومة واضحة.

    * لقد قدمنا الكثير من التضحيات لتحقيق هذه الاهداف، وسنواصل نضالنا حتى النهاية، يجب ان يستتب الامن والامان في هذا البلد، وان تكون ارواح المواطنين واموالهم وكراماتهم محفوظة، ويجب ان يحتل العراق موقعه اللائق في المحافل الدولية والاقليمية، ونحن من جانبنا ندعم بصورة كاملة المساعي التي تبذل لضمان مستقبل كهذا، ونساند اية حكومة تلتزم بهذه الاهداف ونقف الى جابنها.

    * في الايام القادمة، سيتم تشكيل حكومة جديدة لاقليم كردستان وستعرض تشكيلتها على البرلمان للمصادقة عليها، هذه الحكومة الجديدة ستكون حكومة موحدة ذات قاعدة عريضة، وستكون مهامها دقيقة وحساسة، لذا يجب علينا جميعاً ان نعاونها في عملها وتنفيذ برنامجها.

    * يجب اعادة بناء البنية التحتية لكردستان، والتي دمرها النظام العراقي من كل الاوجه، فينبغي اعمار طرق المواصلات في كردستان باسلوب عصري متقدم، كما ينبغي تأسيس نظام عصري للبريد والاتصالات.

    * بالنسبة لمياه الشرب والطاقة الكهربائية، ينبغي ايصال هذه الخدمات الى جميع انحاء كردستان والاسراع في التغلب على النواقص التي تعانيها باسرع ما يمكن، كما يجب ان تكون هناك مدارس ومراكز صحية في كافة القرى والمناطق القريبة والنائية، كما يجب ان يكون النظام الصحي في كردستان افضل ما يمكن.

    * يجب اجراء اصلاحات في نظام التربية والتعليم، وتطهير هذا المجال من آثار ومخلفات البعث. فالتربية والتعليم هو الاساس لكل المجالات الاخرى ويقوم عليه مستقبلنا, لقد عمل البعث الكثير لتخريب البنية التحتية الفكرية وعقلية مجتمعنا، وعلينا الاسراع في التخلص من الآثار الفاسدة واللا انساينة التي خلفها.

    * الجامعات والمعاهد والتعليم العالي بصورة عامة يجب ان تحظى بالمزيد من الاهتمام، يجب ان لا تقل جامعات كردستان عن شبيهاتها في المنطقة في اي مجال. ويجب ان تكون مركز اشعاع حضاري وديمقراطي ويكون دورها واثرها في المجتمع كبيرين، كما يجب ان يكون هناك ارتباط وعلاقات تربط جامعاتنا بجامعات العالم ومؤسساتها العلمية.

    * يجب ان تشهد المؤسسات اصلاحات تقضي على كافة اوجه ومظاهر الفساد، ويجب ان تكون الخدمات والاستجابة لمطالب واحتياجات المواطنين عادلة وعلى قدم المساواة، وتلبية الاحتياجات بالسرعة الممكنة.

    * ينبغي وضع برنامج متين وشامل للتنمية الاقتصادية في اقليم كردستان والانشطة التجارية، وينبغي زيادة فرص العمل بحيث لا يكون هناك عاطل عن العمل في هذا البلد الغني، فالشعب السعيد المرفه يستطيع ارساء اسس مستقبل مشرق.

    * ينبغي ان يكون شعبنا شعباً منتجاً لا مستهلكاً طفيلياً، فالانسان الكردي نشط بطبعه لذا يجب ان يعتمد في معيشته على قدراته الجسدية والعقلية، ولتحقيق هذا يجب انشاء معامل ومصانع في جميع انحاء كردستان، وكذلك يجب الاهتمام بالانتاج الصناعي، وكذلك الاهتمام بالقطاع الزراعي والقطاع السياحي ليصبحا من القطاعات الرئيسة لانعاش الاقتصاد وتطوير بلدنا.

    * ينبغي بناء اقتصاد كردستان، على اساس السوق الحرة والاهتمام بالقطاع الخاص والمشاريع المختلطة، وان تقدم الحكومة كافة انواع الدعم والتسهيلات لدعم هذه المجالات.

    * الحريات في كردستان مصانة، سواء اكانت فردية ام جماعية، وهذه الحريات تكون محفوظة ومصانة بقوانين وتعليمات تضمنها، كما ان هناك احتراماً لاراء الناس وحرية المعتقد مصانة.

    * كما ارجو ان نوفق في بناء اقوى ما يمكن من اواصر الثقة بين الشعب وحكومة الاقليم، فهذه الثقة المنشودة تكفل نجاح وتقدم الجانبين.

    * يجب الاهتمام بالشباب والطلبة وتنفيذ المشاريع التي يحتاجونها، مع احترام رغباتهم ومطالبهم، كما يجب توفير فرص العمل اللائقة والمناسبة للشباب.

    * يجب ان يكون للنساء دور يليق بهن في كافة المجالات التي تخص المجتمع والقضاء على كل الاختلافات القانونية في هذا المجال، وعلى النساء انفسهن ان يكافحن من اجل تغيير وضعهن في المجتمع وسنقدم لهن كل الدعم في هذا المجال.

    * يتم احترام الدين الاسلامي والاعراف والتقاليد القومية، وكذلك رجال الدين وكافة الشخصيات الاجتماعية، التي يريد كل منها من موقعه خدمة المجتمع الكردي والوضع الجديد.

    * وهنا اود التأكيد على احترام حرية العمل والنشاط السياسي للاحزاب والقوى الكردستانية، وان آراءها ومقترحاتها تؤخذ بعين الاعتبار، كما ان الاعلام في كردستان وبكل اشكاله، اعلام حر لا رقابة عليه.

    * ليس هناك تمييز قومي في كردستان، فالمواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والعرقية، متساوون في الواجبات والحقوق، التركمان والكلد وآشوريون اخوة محترمون لنا، وسنبذل كل ما في وسعنا لاسعادهم، اننا جميعاً نعيش معاً على هذه الارض ونحن شركاء في المصير وفي الافراح والاتراح، ونعتبر انفسنا مؤيدين ومدافعين عن حقوق هؤلاء.

    * يتم احترام الاديان والمذاهب المختلفة جميعاً، ففي كردستان تنعم الاديان جميعاً بالحرية التامة والجميع متساوون.

    * الاخوة الايزديون كرد اصليون، ولم يقصروا في المشاركة في النضال القومي لامتهم ولهم موقعهم الخاص في قلوب ابناء الشعب الكردي، ويحظون باعلى درجات الاحترام والتقدير.

    * والاخوة الفيليون، تعرضوا خلال فترة نضال شعبهم الطويلة الى اقسى ضربات نظام البعث وعانوا اشد المعاناة، يجب تعويضهم بافضل صورة ليعاودوا ممارسة دورهم اللائق في المجتمع، فاليوم بعد ان اثمر نضال شعبهم، يجب ان ينعم هؤلاء بحقوقهم ويطمئنوا عليها.

    * ذوو ضحايا الانفال في كرميان وقرداغ وبادينان ودشتي كويه، ومن البارزانيين والفيليين، وجريمة القصف الكيمياوي لحلبجة، وضحايا التهجير والترحيل، كلهم موضع تقدير واحترام، ويجب مساعدتهم ومحو آثار تلك الجرائم عن حياتهم.

    * اصيب المرحلون باضرار كبيرة وكان لهم حظ وافر من التضحية، سواء منهم من لجأ الى دول الجوار عند النكبات والنكسات، او من شردته داخلياً في كردستان السياسات الوحشية وظلم النظام هؤلاء جميعاً محل تقديرنا واعتزازنا، ويجب تسهيل عودة من لم يستطع منهم العودة الى موطن آبائه ومساعدته في العودة.

    * يجب وضع خطة شاملة لاعادة اعمار قرى كردستان وايصال الخدمات الضرورية اليها وانعاش اقتصادها، اذ ان النظام العراقي، ولغرض تسديد ضربة قاتلة الى اقتصاد كردستان وحركتنا التحررية، دمر الاف القرى وسواها بالارض وشرد سكانها، لان تلك القرى كانت ملاذاً ومأوى

    البيشمركة وثورتنا.

    * بيشمركة كردستان هم اعز الناس علينا، فهؤلاء هم الذين ناضلوا في اصعب الظروف، وانا بيشمركة مثلهم ومن دواعي فخري ان اكون واحداً منهم، مكانكم ايها البيشمركة هو في القمة وفي قلوب الشعب ومنازل الشهداء، فمازال الشعب الكردي مصاناً بهممكم وعزيمتكم، ان قواتكم قد تشكلت بقرار من الشعب ونتيجة لمعاناته ودموع امهات الشهداء، وستبقون ما بقي شعب كردستان.

    * لقد دافعتم عن وجود الشعب الكردي وسطرتم تاريخه بدمائكم، وانتم اليوم ابناء هذا الشعب البررة كما كنتم، وسيبقى اسمكم ومكانتكم كما كان مع تغيير مهامكم، فبالامس كنتم تناضلون لاسقاط النظام الدكتاتوري واقامة الفدرالية والديمقراطية، اما اليوم فان نضالكم يهدف الى حماية هذه المكاسب وارساء الامن والاستقرار في العراق وكردستان.

    * في هذه الايام، يشكل الارهاب الخطر الاكبر على الحياة الديمقراطية وعلى التقدم، اننا لن نتوقف عن مقارعة الارهاب ولن نغفل عنه لحظة فلا مكان للارهابيين في هذا البلد، وعلينا ان نسارع الى مقارعتهم واجتثاثهم من جذورهم، لكن عملية اجتثاث من جذورهم، لكن عملية اجتثاث الارهاب لا يمكن ان تقوم بها مؤسسة واحدة او جهاز من الاجهزة، بل ينبغي ان يتعاون المواطنون والاحزاب والجميع عليها، ويساندوا الاجهزة الرسمية في اداء هذه المهمة.

    * بالنسبة الى قضية كركوك، لقد تم وضع الحل لها، وقد جاء هذا الحل في قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت، ولن نقبل بحل آخر غير هذا الحل، فهذا اتفاق وقعنا عليه جميعا واصبح قانوناً ودستوراً، ويجب تنفيذه دون تأخير، ان تطبيق المادة الثامنة والخمسين من قانون ادارة الدولة المؤقت مسألة غاية في الجدية، ولايمكن بأي شكل من الاشكال القبول بالتراجع عنه. وكذلك هي الحال بالنسبة الى المناطق الاخرى المقتطعة من كردستان، يجب ان تعاد جميعاً الى الاقليم لانها ارض كردستانية لايمكن استقطاعها.

    * ان ما جاء في قانون ادارة الدولة العراقية، هو الحد الادنى من حقوق الشعب الكردي، وليس ممكناً ان نقبل باقل من تلك الحقوق التي ينص عليها ذلك القانون، ويجب ان تدخل هذه الحقوق كما هي في الدستور العراقي الدائم.

    * كتابة الدستور خطوة هامة، ويجب ان تشارك كافة الطبقات والشرائح والاطراف في صياغة الدستور، كما يجب ان يقوم الدستور على اساس الاتفاق والتوافق ليعكس الهوية الفدرالية الديمقراطية للعراق.

    * نحن نحترم دول الجوار ونمد اليها يد الصداقة، كما نعمل من اجل اقامة افضل علاقات الاحترام المتبادل والصداقة معها، وهذه فرصة مواتية ندعوها فيها الى مد يد العون الى العراق والى اقليم كردستان اننا لا نتدخل في شؤون هذه الدول، ونأمل منها ان ترد بالمثل ولا تتدخل في شؤونا الداخلية.

    * نحن بلا شك نشكر الدول الجارة التي آوت شعبنا في ايام المحن والشدائد ومدت الينا يد العون.

    * وعن الامة الكردية المقسمة على دول الجوار، نطمئن اخوتنا الى ان قلوبنا معهم واننا نشعر بمعاناتهم، نرجو ان ينتهجوا الاساليب العصرية في المطالبة بحقوقهم، فلم يعد للعنف مكان في عالم اليوم، والعنف لا يأتي على الكرد الا بالوبال والدمار، كما نرجو ايضاً ان تلقى مطالب اخواننا آذاناً صاغية لدى تلك الدول وتقبل بالتحاور معهم.

    * ارجو ان تتحول هذه الثقة التي منحت لي، الى عامل يوحد صفوف ومواقف شعبنا، واقوالها بصدق، ان كوني بيشمركة هو اهم عندي واعظم من اي منصب، لكننا اليوم بصدد اقامة مؤسسات ورئاسة الاقليم واحدة من مؤسسات كردستان، وسيكون من دواعي اعتزازي العظيم ان اوفق في اداء دور متواضع يخدمكم.

    * ان المضي في اقامة المؤسسات الدستورية والقانونية يجب ان يكون في مقدمة اولويات عملنا. ولكن ذلك يجب ان يتم بمراعاة الالتزامات الاجتماعية والثورية من جهة، وضرورة اقامة صرح ادارة عصرية وقانونية ودستورية من الجهة الاخرى.

    * لقد نشأت في مدرسة علمتني منذ ان وعيت شؤون الدنيا (ان الكفاح هو الطريق الوحيد للحياة) كلما رأيت سلسلة ترأت لي السلاسل والقيود التي يكبل بها المناضلون، وحيثما رأيت حبلاً تماثلت امامي صورة مشنقة علق عليها احد الابطال، وكلما رأيت نهراً ذكرني بنهر آراس الذي عبره بيشمركة كوردستان.

    * عندما التحق بصفوف البيشمركة وحملت السلاح وسرت خلف البارزاني الخالد، نلت اعظم الشرف، واليوم اذ اتولى هذا المنصب فاني ارجو من وراء هذا ان اقدم لكم خدمة ما، واعتبر هذا استمراراً لخدمتي كبيشمركة، ولا هدف لي غير خدمتكم.

    * في هذه الايام ستتم المباشرة في اجراءات تشكيل حكومة اقليم كودرستان، في بعض الاحيان تؤدي المناقشات وتبادل الآراء والتأخر في التوصل الى نتائج، الى بعض التأخير، وهذه هي سمة الحياة الديمقراطية، الى ان المغرضين يحلمون بان تأخير التوصل الى حالة التفاهم دليل على خلاف بيننا، انني هنا اؤكد لهم بان حلمهم هذا لن يتحقق، فالفيصل عندنا هو الاقتناع بما نتفق عليه، وثقة شعبنا بنا.

    * كما اؤكد لكم ان كل خطواتنا تتم بالتشاور وتبادل الآراء بيني وبين اخي العزيز مام جلال، فكونه موجوداً في بغداد وانا هنا، لايعني اننا لسنا متواصلين، بل على العكس فاننا لا نخطو اي خطوة فردية، كما يجب ان تتقارب قيادتا الحزبين ويكون هناك تعاون وتنسيق مع الاحزاب الاخرى، ويجب ان لا ندع اية فرصة ليستغلها الخبثاء فيندسوا بيننا ويخربوا البيت الكوردي مرة اخرى.

    * اشكر باسم الشعب الكردي الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش والادارة الامريكية والشعب والجيش الامريكيين، الذين ساعدونا في اسقاط اكثر النظم الدكتاتورية وحشية والخلاص منه. اننا لن ننسى قرارهم الشجاع، ونؤكد اننا سنكون معاً في مواجهة الارهاب وفي بناء عراق فدرالي ديمقراطي، كما اتقدم بالشكر الى رئيس وزراء بريطانيا السيد توني بلير والشعب البريطاني، واشكر جميع دول التحالف.

    * وهنا اود ان اتقدم بالشكر الجزيل الى ابناء اربيل المناضلين، ابناء هذه المدينة العريقة قاهرة الدكتاتوريات، وهي لاتزال تواصل التضحية وتحمل الصعاب، وفي مرات كثيرة تؤدي الاجراءات الامنية وسد الطرق الى زيادة الصعوبات التي يواجهها ابناء اربيل، لذا اتقدم لهم بالشكر والاعتذار.

    * ختاماً، احيي الارواح الطاهرة لشهداء تحرير العراق وكردستان.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد