قال وهو يهمس لعينيها باحمل ابتسامات الدنيا :

– ترى اين سيكون موقع الملاح ؟

تاملت كفها المنقوش بالحلم…خباته باصابعها …..وقالت:

– (( في القلب ))

رفع ذراعه يحاول ملامسة النجوم…قفز في الهواء..

احتضنت جسده رمال الشاطئ وقد حمل المساء صوته يغني :

-((ومادام معي قمري..مالي ومال النجوم..))

قالت ، وهما يتاملان معا طائر نورس داهمه الليل بعيدا عن سربه

فامتطى صهوة موجة ذاهبة ايبة :

– (( انها انثى النورس ))..

– (( وما ادراك ؟ ))..

اجابت وعيناها معلقتان بالطائر :

-(( ان حالها يشبه حالي في غيابك.. انذاك اكون

اشيه ببوصلة تاهت دروبها عن الفنار……

فمن لي بامان يخطف نزعة رحيلك من ركاب الغجر؟…

ليت هذا البحر يجف لتكف المراكب عن الرحيل…. لتكون موانئنا للقدوم…

اكفنا للتلاقي وقلوبنا للفرح……

ادار وجهه صوب عينيها..ظبطها متلبسة باخفاء دمعة متمردة ابعدها الهواء قليلا عن نبعها

تامل خط الدمعة وكانه شكل اول حرف من اسمه….. ادخل يديه في جيبه…اخرج دفترا

صغيرا منه……….لوح به امام عينيها…….قذف به في البحر…………..

لقد كان جواز سفره…………………………………………………………